زيارة الموسوعة العالميّة - كيوبيديا لمنطقة عسير : الزيارة الأولى \ محافظة سراة عبيدة الجزء الثالث

on
  • 2020-01-12 23:31:08
  • 0
  • 4071

محافظة سراة عبيدة -2

المحتويات


الأسواق:

كانت الأسواق المحلية الأسبوعية تقام في ربوع المنطقة، وكانت تزاول عمليات البيع والشراء في تلك الأسواق نقدا أو بالأجل، حسب الاتفاق والثقة بين البائع والمشتري، وذلك بواسطة القبيل، وهو الشخص الذي يختاره كل من المشتري والبائع ، وذلك ككفيل للمشتري حتى يحضر المبلغ المتفق عليه .

كذلك كانت المبايعة في هذه الأسواق في الماضي تتم بالمقايضة، وذلك كأن يقدم المشتري نصف مد من الذرة يقابله كيلو من الفاكهة وهكذا. كما كان لهذه الأسواق دور كبير في التعارف، وتوثيق الصلات والروابط القديمة بين الأصدقاء من مختلف القرى المجاورة للسوق. كما كانت الأسواق قديما محلا لإعلان الأخبار والإعلانات المحلية؛ وكذلك تعتبر الأسواق القديمة والحديثة مركزا لبث كلمة الحق من جهة الدعاة، وذلك لحث الناس على الطاعات، وتجنب المخالفات لشرع الله ، وكانت تعرض عن طريق هذه الأسواق جميع المنتوجات الزراعية، وجميع أنواع الثروة الحيوانية ، بالإضافة إلى الحلي وغيرها من عروض التجارة . وقبل العهد السعودي كانت كل قبيلة تقوم بحماية سوقها من أية مشاكل قد تحدث فيه ، وتقوم بحلها حتى لو تطلب الأمر التدخل لحلها بالسلاح .

وكانت هناك عدد من الأسواق التي يرتادها الناس والقبائل، بالإضافة إلى سكان القرى المجاورة لهذه الأسواق. وكانت الدكاكين على جانبي السوق، تتوسطها ساحة كبيرة ، وكانت تلك الدكاكين في الأدوار السفلية من بيوت الطين وغالبا ما تكون مستأجرة بأجور رمزية لتجار القبيلة ، وبعض التجار من القبائل الأخرى. أما الساحة فكانت للباعة أو التجار المتجولين، الذين يأتون من مدن وأماكن بعيدة . وكان يوجد بهذه الأسواق ساحات جانبية لباعة الإبل والأغنام والمواشي وغيرها.

أما في العهد السعودي ، وفي ظل النهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية، وفي ظل النهضة والتقدم في جميع المجالات، واستتباب الأمن- بفضل الله تعالى- الذي يعشه وطننا الغالي، وانتشار وسائل المواصلات وإقامة الطرق التي تربط جميع مدن المملكة وقراها ، بعضها ببعض، مما كان له بالغ الأثر في تسهيل انتقال الناس من مدينة لأخرى، وكذلك انتقال التجارة والباعة إلى المدن الرئيسية ؛ ولهذا فقد ضعفت هذه الأسواق، ثم اندثرت تدريجيا.

وهذه الأسواق هي:

  • سوق بني بشر.
  • سوق جمعة آل الخلف.
  • سوق الإثنين بالعسران.
  • سوق الثلاثاء بزهرة بني بشر.

الأسواق التي ما زالت قائمة هي:

١- سوق خميس عبيدة.

٢ - سوق الفرشة.

وكانت عملية اتخاذ قرار بإنشاء سوق في أي مكان في الماضي- وذلك قبل العهد السعودي - تتطلب وجود الأمن والاستقرار، وتوفير الأمن والحماية لمرتادي السوق، وذلك ما يلزم توفره لقيام مثل هذه الأسواق التي كانت تتم حمايتها من قبل أهلها. فكل قرية يتوفر فيها سوق ، يقوم أصحاب القرية بحماية ذلك السوق .

وكان سوق (خميس عبيدة ) من أقدم هذه الأسواق وأكبرها، لأنه أقييم في نقطة التقاء عدد من الطرق ، ويعتبر مركزا رئيسيا ، كونه يتوسط جميع القرى والقبائل، بالإضافة إلى أنه معبر لجميع القوافل التجارية، وقوافل الحجاج التي يكون طريقها عبر تلك المنطقة . ولذلك كان يحتاج قرار إنشاء السوق إلى دراسة ، وقدرة وقوة وهيبة تحفظ لهذا السوق مكانته وأهميته، وتضمن أموال الناس وأرواحهم.

وقد استطاع أهل الشأن في إنشاء هذا السوق توفير ما يلزم لإنشائه ، من حيث المكان الاستراتيجي، والحماية اللازمة له .

المرتفعات الغربية

توجد فوق الدرع الغربي، وتكونت في الزمن الثالث بسبب انحسار البحر الأحمر، وتصل إلى قمتها في الجنوب عند هضبة اليمن بسبب وجودها في مفصل انكسارين، ووجود هضبة الدناكل الصلبة في جيبوتي، مما أدى إلى بركنة واتجاه المرتفعات شمالي جنوبي، وعرض هذا الحزام يتراوح ما بين (40و140) كم، ويحدها من الغرب السهل الساحلي، ومن الشرق هضبة الجمة، ثم هضبة الحجاز، ثم هضبة نجد، ثم هضبة عسير، ثم هضبة نجران، وهذه هي الهضبات الغربية التي تحف بالمرتفعات الغربية.

وأقصى ارتفاع لهذه المرتفعات في المملكة هو جبل السوده (3248) متراً، تقسم على جبال سورات من اليمن إلى الهداء في الطائف، ثم جبال الحجاز وهي أعرض وأقل ارتفاعاً ثم جبال مدين في الشمال، وتقسم كل مجموعة إلى مجموعات ثانوية يمكن تقسيمها إلى قسمين من الغرب إلى الشرق:

  • السلسلة الساحلية : وهي أقل ارتفاعاً.
  • السلسلة الأساسية : وهي المرتفعات الغربية.

وتتشكل من انفجار فجائي نحو البحر الأحمر، وتدريجي نحو الشرق، والقمة التي تسمى بالشعف – وهي خطوط تقسيم المياه – أقرب للبحر الأحمر، ولذلك تكون أودية الشرق واسعة وبطيئة مثل بيئة؛ أما التي باتجاه البحر الأحمر، فهي قصيرة وضيقة وسريعة جداً، مثل : صبيا وبيش وجيزان وغيرها، والسب في ارتفاع السروات أنها كانت قبة، وعند الانحسار تكونت حافات نافرة، وأثناء حركة التباعد والشد حدثت حركة انضغاطية كونت الاتفاعات.

الأشجار والنباتات:

تتحكم التضاريس بشكل مباشر في بيئة النباتات، كونها تحدد أنواعها. فالارتفاع والانحدار، وبطون الأودية والسهول تكون بيئات مختلفة لأنواع عدة من النباتات، بالإضافة على العوامل الأخرى، مثل نوع التربة وعمقها، ومحتواها من المادة العضوية، والرطوبة، ودرجة الحرارة، كون هذه العوامل، أو بعضها يكون السبب في انتشار أنواع، أو عدة أنواع في البيئة دون الآخر، وقد تشكل هذه البيئات مجموعات مختلفة من النباتات تتأقلم فيما بينها، وتكون مع أشكال الحياة الأخرى، منظومة حيوية يحتاج كل منها للآخر؛ وبعضها الآخر يمتاز بمقدرته الكبيرة على التكيف السريع في عدة أماكن متباينة في الارتفاع أو القرب من سطح البحر، أو ارتفاع درجة الحرارة يكون تأثيرها محدوداً على انتشاره. بينما نجد أن نباتات العرعر يكون الارتفاع أهم العوامل في نموه، وكذلك درجة الحرارة. فهو ينمو في الأماكن المرتفعة، ويزداد نموه وسيادته على المجموعات الأخرى كلما زاد الارتفاع، فتكون سيادته شبه مطلقة على النباتات الأخرى عندما يبلغ الارتفاع 3000 متر عن سطح البحر.

أماكن انتشار الغابات :

يتركز انتشار الغابات في منطقة عسير على سلسلة جبال السروات وسفوحها الشرقية والغربية، وتشكل أشجار العرعر العمود الفقري لهذه المجموعات لما لهذه الشجرة من مميزات، جعلتها الأكثر انتشاراً، بالإضافة إلى ملاءمة هذه الأماكن. وأشجار العرعر معمرة، ويصل عمرها إلى 800 عام، إذا لم تتعرض للعبث والإزالة.

ويوجد من أشجار العرعر نوعان الأول متفرع، والثاني هرمي الشكل؛ وأوراق العرعر إبرية، تتساقط بعد اكتمال عمرها، مع أن الشجرة دائمة الخضرة، وتساهم هذه الأوراق عند تساقطها في تحسين خواص التربة المحيطة بها.

تقسيم الغابات :

يمكن تقسيم الغابات في المنطقة إلى ثلاثة أقسام:

أولاً : غابات المرتفعات :

وتشكل أشجار العرعر معظمها، وتختلط مع بعض الأنواع الأخرى، خصوصاً في الأماكن قليلة الاترفاع، مثل الزيتون البري والطلح.

ثانياً : المنحدرات والسهول الغربية :

هذه المناطق وعرة شديدة الانحدار، تشكل في نهايتها الأودية، ثم المناطق المنبسطة بمحاذاة البحر الأحمر، وتنتشر فيها أشجار الزيتون، وعدة أنواع من الأكاسيا، وتكون مختلطة بأشجار العرعر في الأماكن المرتفعة، ومع الأثل والسدر في الأودية، حيث تشكل أشجار السدر أهمية كبيرة لمربيي النحل، لأن عسل السدر يعد من أغلى الأنواع. وكلما اقتربنا من ساحل البحر الأحمر تكثر أشجار الدوم والأرك، وتكون مختلطة بأنواع الأكاسيا، مثل السمر والسلم.

ثالثاً : غابات السهول الشرقية :

هذه الغابات عبارة عن تجمعات شجرية تتركز في الوديان وقربها، ويؤثر انحدار هذه المناطق المتدرج في انتشار أنواع النباتات، فتكون أشجار الطلح مختلطة مع أشجار العرعر في الأماكن الأقل ارتفاعاً، وفي الوديان تكون أشجار الأثل أكثر انتشاراً، وذلك لحاجة هذه النباتات إلى كميات أكثر من المياه، بينما نجد أشجار السمر توجد في الأماكن شبه الجافة في السهول الشرقية لسلسلة جبال السروات.

التعليم في محافظة سراة عبيدة التعليمية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري:

كانت المؤسسات التعليمية قبل توحيد المملكة قليلة جداً في أرجاء المملكة عامة، وفي محافظة سراة عبيدة التعليمية خاصة، باستثناء الحجاز التي كان فيها نوع من التدريس المنظم، نظراً لوجود الحرمين الشريفين. وكان التعليم في سراة عبيدة يتمثل في وعظ الفقهاء والعلماء، وطلاب العلم، وإرشادهم للناس في الأسواق والمساجد، وأحياناً كان هناك من يقوم على تعليم الصبية في قريته، أو في مقر إقامته، وكانت تطلق على المقر المخصص للتعليم في بداية النصف الثاني للقرن الرابع عشر الهجري أسماء عديدة أشهرها: كتاب وجمعه كتاتيب، أو مدرسة أو معلامة إلى غير ذلك من الأسماء التي يختلف تداولها من مكان لآخر. أما الفقيه أو المعلم الذي يقوم على تدريس الطلاب فتطلق عليه أسماء عديدة منها: الفقيه أو المطوع، أو الشيخ أو المدرس، أو الجد أو المعلم، أو العم، وهي كذلك تختلف من مكان لآخر وقد أولى الملك عبد العزيز – رحمه الله – عنايته منذ أن بسط الأمن على الجزيرة بتوحيدها تحت مسمى المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد. وقد أيقن منذ دخوله الرياض، أهمية توحيد الجزيرة في دولة واحدة. ورى كثير من المؤرخين أن الصعوبات التي لاقاها في توحيد الجزيرة العربية لم تثنه عن اهتماماته بالتعليم، فكان – رحمه الله – يعتبر التعليم من أهم الأولويات التي لا تقبل التأخر، فقد كان ذواقاً للعلم، طالباً للمعرفة، محباً لها مقدراً أهميتها، حتى مع كثرة مشاغله. وطبيعي أن تشمل نظرته الشاملة كل أرجاء المملكة الفقيرة المحدودة الموارد، والتي تتشكل من صحار ممتدة وصعبة. فقد كان من جل اهتمامه العمل في التعليم وفق المتاح من الموارد البشرية، والإمكانات المادية، بحيث لا يقف المجتمع عاجزاً أمام الجهل، الذي يعد لبنة أساسية من لبنات الفقر والمرض. فكان الاهتمام بالتعليم في بداية توحيد المملكة كبيراً، مع العلم بأن العشرين سنة الأولى من توحيد المملكة لم تقع أيدينا على ما يشير على وجود المدارس النظامية، بل كان التعليم والعمل يقوم على ما كان سائداً من وجود كتاتيب المساجد القديمة، ثم مدارس القرعاوي التي كانت على النحو التالي:

مدارس القرعاوي:

تنسب هذه المدارس إلى فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي من عنيزة إحدى مدن القصيم، الذي تعلم في بلدته، ثم سافر إلى بعض مدن المملكة الكبرى طالباً للعلم على أيدي الفقهاء، ليستزيد من العلوم الشرعية واللغوية، وسافر إلى الهند للتعلم على يد بعض علمائها، وبعد عودته لازم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ. وبعد مدة رأى الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ، أن يقوم بنشر التعليم في جنوب المملكة العربية العسودية، وذلك في عام 1358هـ، واستوطن مدينة صامطة، وافتتح مدرسة بها، وبدأ يعلم الناس، ثم توسع في فتح المدارس حتى شملت منطقة جازان كافة، وكان له أثر ملموس في هذه المنطقة تمثل في زيادة المتعلمين بها. وفي عام 1366هـ التقى الشيخ القرعاوي بأمير منطقة عسير آنذاك الأمير تركي السديري، فتباحث معه الأخير عن سير مدارسه في جازان، فأخبره باستقامتها، وأنها على خير ما يرام، فأعجب الأمير بما سمعه من الشيخ القرعاوي، وطلب منه أن يكون لمنطقة عسير نصيب من جهده ونشاطه، فاستحسن الشيخ القرعاوي اقتراح أميرمنطقة عسير.

قام الشيخ بإرسال برقية إلى جلالة الملك عبد العزيز – يرحمه الله – يستأذنه بالسماح له بمزاولة العمل في منطقة عسير، وجاءته الموافقة من المقام السامي.

ومن ذلك التاريخ بدأ الشيخ نشاطه في عسير، باتصاله بفضيلة قاضي أبها الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل، الذي كانت له حلقات دروس في مسجده (مسجد مناظر في وسط مدينة أبها آنذاك)، يعلم فيها القرآن الكريم وعلومه، والحديث وعلومه، والفقه والأصول والفرائض، وقد تخرج على يديه علماء وقضاة في منطقة عسير، كان لهم الأثر الملموس في الوعظ والإرشاد، منهم الشيخ حسن العتمي، والشيخ هاشم النعمي، والشيخ عبد الله الحكمي وغيرهم كثير وكثير من العلماء والمشايخ المعلمين الذين كان لهم الأثر والمشاركة في النهضة العلمية خلال الفترة الماضية. وقد طلب الشيخ القرعاوي من الشيخ الوابل أن يزوده بمجموعة من نوابغ طلابه، ليكونوا نواة معلمي مدارس القرعاوي في عسير وملحقاتها. وقد قام أولئك المعلمون بالتعليم والدعوة إلى الله بإشراف الشيخ القرعاوي. وقد كان لمحافظة سراة عبيدة التعليمية اهتمام بالغ من قبل الشيخ عبد الله القرعاوي. فقد قام بزيارة المحافظة، وأخذ يفتتح المدارس بالقرى المتوسطة لكي تجمع إليها القرى المجاورة الصغيرة، ويسند التدريس لمن يجد فيه الكفاءة من أبناء تلك القرى. هذا، وكان ينفق على تلك المدارس من المساعدات التي تصله من جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز. وكانت مدة الدراسة في مدارس القرعاوي غير محددة بسنوات معلومة نظراً لتفاوت مستويات الطلاب من طالب لآخر.

أما المنهج المدرسي فكان يتمثل في القرآن الكريم وتجويده، والتوحيد والفقه، والحديث والخط، والحساب. أما الإنفاق على مدارس الشيخ القرعاوي، فكانت في بادئ الأمر من جيبه الخاص – حسب ظروف الزمان والمكان – وما كان يقدم إليه من الملك – غفر الله له -، وكانت المدارس تقع غالباً في المساجد، والمقاعد الدراسية هي الرمل أو الحصر، والأدوات الدراسية هي اللوح الخشبي، والحبر المصنوع من الفحم أو النوره. هذا وقد استمرت مدارس الشيخ القرعاوي حتى عام 1379هـ حيثما بدأت المحافظة في قطف ثمارها، ممثلة في طلاب علم ومعرفة كان لهم الأثر الطيب في نشر العلم والمعرفة، فجزى الله الشيخ عبد الله القرعاوي عنهم خير الجزاء والثواب.

لقد أرسى الملك عبد العزيز – رحمه الله – دعائم النمو الحضاري للمجتمع العربي السعودي وفق منهج مرسوم، يسير وفق تعاليم رسالة الإسلام، وأسند مهام الوزارة التي كانت قيد الإنشاء لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز – فهد بن عبدالعزيز- يحفظه الله- كأول رائد للعلم والتعليم من منطلق تذليل الصعاب، وإشاعة التعليم في كل أرجاء المملكة، وهذا ما تم خلال سنوات قليلة بفضل الله، ثم حكمة وبذل وعطاء أولي الأمر، منطلقين في ذلك من أن تقدم الشعوب لا يتم إلا بتقدم التعليم، وشموله أصقاع البلاد. لقد شهد التعليم تطورات كبيرة بعد عام 1373هـ على المستويين الأفقي والرأسي، وكان من دلالة التطور الأفقي التوسع في فتح المدارس، وزيادة تجهيزاتها لتتناسب الكم المزايد الذي تستقبله من الطلاب.

وقد حظيت محافظة سراة عبيدة التعليمية بنمو متزايد في عدد مدارسها على مستوى المراحل كافة، حتى شمل كل هجرة أو تجمع سكاني، ونما التعليم رأسياً من خلال إعداد البرامج المناسبة التي أدت إلى النواتج المرغوب فيها في سلوك المتعلم المعرفية والمهارية والقيمية.

فكانت البرامج التعليمية محافظة على هوية المجتمع الحضارية، وعلى قيمه العقدية، ممثلة في رسالة الإسلام الحنيف، وعملت على تزويده بالمعارف العلمية والفكرية، لتخريج أجيال قادرة على بناء المجتمع العربي السعودي المعاصر. وشهدت محافظة سراة عبيدة التعليمية نقلة كمية ونوعية في التعليم بعد عام 1373هـ، خاصة بعد تطبيق الخطط الخمسية التي بدأتها الدولة منذ عام 1390هـ، واستفاد منها كل إنسان في هذه المحافظة؛ فقد تيسر أصبح التعليم له ميسوراً، بفضل الجهود الجبارة التي بذلت لتسابق الزمن، للحاق بركب الحضارة المعاصرة، حتى إن خدمة التعليم قد وصلت إلى كل أرجاء المحافظة في سنوات قياسية، ربما كانت الأكثر انتشاراً من غيرها من الخدمات.

الخدمات الصحية المدرسية:

فتحت في سراة عبيدة وحدة صحية مدرسية لكي تقدم خدماتها للطلاب ومنسوبي التعليم. قد استفاد منها قطاع كبير من منسوبي التعليم والطلاب من خلال تقديم الرعاية الصحية الأولية لهم، زيادة على تقديم التطعيمات ضد الأمراض الوبائية.

وقد وفرت هذه الوحدة – إلى حد كبير- الخدمات الصحية للطلاب من خلال زياراتها الميدانية للمدارس، والكشف على الحالة الصحية للطلاب، خاصة في قطاعي تهامة والشرق.

تقوم الوحدة الصحية المدرسية بمهام أساسية في مجال الصحة من خلال قيامها بالفعاليات التالية:

الكشف الصحي على الطالب في بداية دخوله للمدرسة الابتدائية، لرؤية مدى قدرته على الدراسة، خاصة حواسه التي تؤهله لدخول المدرسة.

الكشف على الطالب أثناء انتقاله من مرحلة لأخرى وإعطاؤه التقرير اللازم لقبوله في المدرسة المتوسطة أو الثانوية.

متابعة الحالات التي تم قبولها في المدرسة، والتي تحتاج إلى الرعاية لرؤية مدى نجاحها في الاستمرار في الدراسة.

تقديم الرعاية الأولية لمنسوبي التعليم في المحافظة، وللطلاب أيضاً، وتحويل الحالات التي تحتاج إلى المستشفيات في المحافظة.

مراقبة الحالة الصحية ومتابعتها في المدرسة بتفقد مرافق المدرسة بشكل عام.

تقديم التطعيمات ضد الأمراض الوبائية للطلاب، وتعميم ذلك على منسوبي التعليم في المحافظة التعليمية أيضاً.

ومع أنه لم توجد غير وحدة واحدة تخدم المحافظة حتى عام 1403هـ، إضافة إلى صعوبة تعميم الخدمات الصحية للطلاب، بالنظر لجغرافية المحافظة، وصعوبة وصول الطلاب إليها في كثير من الأحيان، فإن هذه الوحدة أدت الخدمات المناطة بها على الوجه المطلوب.

المناطق الأثرية بمحافظة سراة عبيدة

إن العمق التاريخي لهذه المنطقة يجعلها زاخرة بالمواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية التي تمتد أغلبها إلى ما قبل الإسلام، ومنها ما يعود إلى عصر صدر الإسلام، ومنها م وجد خلال الحضارات الإسلامية المتتابعة والمتعاقبة. ويمكن الإشارة إلى شيء من ذلك فيما يلي: -

النقوش والرسوم:

وهي لوحات فنية منقوشة على صخور الجبال، وتتمثل في كتابات باللغة العربية غير المنطوقة، إضافة إلى رسومات تعبر عن اهتمامات راسميها في ذلك الزمن، وتتمثل في رسوم وعول وجمال، وخيل ونعام وغيرها. وتقع هذه الرسوم في جبل مسحر، بالقرب من مركز العرقين الذي يبعد عن مقر المحافظة حوالي (٣٠) كيلومتر تقريبا، وكذلك في رغد، وقرن السويد بالقرب من جبل مسحر؛ كذلك توجد نقوش في (سد الجما) غرب سراة عبيدة الذي ذكر في كتاب قبائل عسير لعمر بن غرامة العمروي وذكر أنه تم إنشاؤه في القرن الرابع الميلادي، وقال بأنه توجد به نقوش قديمة. وقد قمنا بزيارة لسد الجما وذلك للوقوف على السد عن قرب أثناء جولتنا العلمية، ووجدته سد قديم لم يبقى من إلا آثاره البسيطة وقد درس عليه الزمن والعوامل الطبيعية، وكم نتمنى أن يجد اهتمام من فرع وزارة الزراعة والجهات المعنية في المحافظة.