سوق المباركية ، نفحة من عبق التراث الكويتي
on- 2015-12-30 13:59:00
- 0
- 5385
لم يعد سوق المباركية مقصدا لأهل البلد والعائلات الكويتية للتسوق والتبضّع فقط، بل بات اليوم من أهم أماكن الجذب السياحي في الكويت، وأحد أشهر معالمها وأكثرها قدما أيضا، فسوق المباركية يحمل الزائر إلى حقبة مختلفة من الزمن برائحة البهارات والشاي على الفحم، ويعكس جانبا من تاريخ الكويت العريق.
سوق المباركية التاريخي في الكويت، الصلة بين الماضي والحاضر!
نبذة تاريخية
منذ أكثر من 200 عاما مضت، اعتاد البائعون أن يعرضوا منتجاتهم في منطقة تبعد عن تحكُّم أرباب وأصحاب المشاريع الضخمة، شيئا فشيئا أصبح السوق مركزا ثقافيا يُلبِّي احتياجات الزوار، ومع توسع المكان وإقبال أصحاب البسطات الصغيرة ذوي الأحلام الكبيرة إلى المكان، أصبح السوق أشبه بملتقى ثقافي يجمع مختلف الطبقات الاجتماعية، ما جعل الشيخ مبارك الصباح الذي كان قد وصل إلى سدة الحكم حديثا، أن يقوم بافتتاح السوق ليكون منطلقا لتحقيق أحلام العشرات من ذوي الدخل الميسور والمحدود، دون خوف من المتحكمين في التجارة أصحاب الأعمال الضخمة.
(المكتب السابق وديوان حاكم الكويت السابع الشيخ مبارك الصباح، وبُني المكتب عام 1897م عندما تولى مبارك الصباح السلطة، وكان يستخدم الطابق العلوي لاجتماعات المجلس أثناء تسوق المواطنين أسفل المكتب)
البقعة الجغرافية
يقع سوق المباركية في منطقة القبلة، وهي أحد أحياء مدينة الكويت القديمة، وحصل على اسمه نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح، الأمير السابع للكويت، ويقع السوق في منتصف العاصمة، حيث تشكِّل الأسواق القديمة معالم الكويت الرئيسية وتُعطيها هويتها التاريخية.
وعلى الرغم من أن الكويت تمتلئ بالأسواق الشعبية والتاريخية القديمة كسوق الغربللي، سوق الجت وسوق واقف، إلا أن لسوق المباركية مكانة خاصة ومهمة في الكويت عدا عن كونه أشهر وأقدم أسواقها التاريخية، إذ يمتاز سوق المباركية بعمارته الملفتة ذات الطابع القديم، حيث تصطف الأسواق والدكاكين بأشكال هندسية جميلة، وكانت أسقف المحلات تُغطى بالخشب والجندل والباسجيل عند بنائها للمرة الأولى، وتُغطى ممرات السوق بجريد النخل والعرشان الخشبية لوقاية المارة من حرارة الشمس صيفا والأمطار شتاءً، فهو مغطى تماما ولا يتأثر بتقلبات الطقس بالخارج.
أما عن المحلات فهي عديدة ومتنوعة، فالسوق يزخر بكل أنواع اللحوم، الأسماك، المواد الغذائية والاستهلاكية، محلات الحلويات الشعبية والتمور والعسل، محلات العطارة والعطور، البهارات، الملبوسات النسائية والرجالية، بالإضافة إلى محلات بيع المجوهرات والمصوغات الذهبية.
ويعجّ السوق بالمقاهي والاستراحات والمطاعم التي تقدم شتّى أنواع المشروبات الباردة والساخنة، والمأكولات اللذيذة سواءً الخليجية والكويتية خاصة، أو الإيرانية والهندية، وتتميز المطاعم بتصميمها على الطراز التراثي القديم لتحاكي أزقة وأروقة السوق.
وعلى الرغم من التجديد الذي طال المباني والدكاكين في المكان، إلا أن سوق المباركية لا يزال يحتفظ بطابعه التراثي الأصيل، فلم يؤثر التطوير والتجديد على الجذور التاريخية للمكان، ولا تزال الأدوات المنبثقة من التاريخ الكويتي القديم تُباع في دكاكين خاصة بالسوق وعليها إقبال من المشترين سواءً من أهل البلد أو من السياح والزوار للمدينة.
سوق بيع الأسماك في المباركية.
(وسط المنطقة الجنوبية لسوق المباركية، ويعتبر المكان بقعة شعبية بالنسبة للعديد من المتسوقين ومرتادي المطاعم في الناحية الجنوبية للسوق)