الكاتب محمد حسنين هيكل
on- 2015-11-19 10:57:58
- 0
- 3168
صياغة السياسة العربية أمر ليس بالسهل على أي صحفي أن يقوم به ولكن تحتاج هذه المهمة إلى مقومات معينة يستطيع من خلالها الصحفي أن يبين مدى نقاط القوة به ليستطيع أن يحلل ما يتواجد على الساحة السياسية بقلمه وليس بوجهة نظره فالصحافة السياسية ليست وجهات نظر وإنما هي أحداث بحاجة إلى تحليل من ذوي الخبرة ، ومن بين هؤلاء الصحفيين السياسيين هو الكاتب والمحلل السياسي المصري محمد حسنين هيكل الذي ثبت كفاءة وتميز من بدايات عمله وامتهانه بالصحافة وذلك منذ عهد الملك فاروق وحتى يومنا هذا ليبين أن الوهن وكبر السن لن يزيده ضعفا ولكنه يزيد من مداركه وتعمقاته السياسية ، لذلك وجب تسليط الضوء لمعرفة حياة هذا الكاتب الكبير .
مولده ونشأته
ولد محمد حسنين هيكل عام 1923 في قرية باسوس في محافظة القليوبية بمصر ، وكان من أبرز الصحفيين والكتاب السياسين في مصر ، وهو متزوج من السيدة هدايت علوي تيمور عام 1955 ولديه ثلاثة أبناء هم علي وهو طبيب أمراض باطنة وروماتيزم وأحمد وهو رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية وأخيرا حسن وهو رئيس مجلس إدارة المجموعة المالية هيرميس
.
دوره في الصحافة المصرية
استطاع أن يكون له رصيد صحفي كبير جدا من أول يوم قد عمل بالصحافة عام 1942 واستمر في العطاء ليبرز دوره الكبير في القرن العشرين ليصبح من أكبر الصحفيين الذين صاغوا السياسة العربية ، فقد تلقى تعليمه في القاهرة وبدأ الدراسة بالمراحل المتصلة ثم اتجه إلى دراسة الصحافة في وقت مبكر ومن ثم مارس الصحافة بشكل ناجح جدا فور التحاقه بجريدة الايجيبشيان جازيت حيث عمل كمحرر تحت التمرين بقسم الحوادث ثم انتقل إلى القسم الألماني .
استطاع محمد حسنين هيكل أن يبرز نجاحا كبيرا في جريدة الايجيبشيان جازيت على الرغم من ضئالة الوظيفة التي بدأ بها لذلك كلفه رئيس التحرير بأن يشارك في تغطية بعض المعارك التي خلفتها الحرب العالمية الثانية ولكن برؤية مصرية ثم التحق بمجلة آخر ساعة عام 1945 كمحرر أيضا واستمر في العمل بهذه المجلة حتى أصبحت تحت ملكية جريدة أخبار اليوم وخلال هذه الفترة عمل هيكل كمراسل متجول لجريدة أخبار اليوم لينقل الأحداث الجارية من كل مكان بالعالم سواء في الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى حتى أنه سافر إلى كوريا وإلى أفريقيا وحتى البلقان .
استمر نجاح هيكل الصحفي حتى استقر بمصر عام 1951 حيث تولى منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة وفي نفس الوقت مدير تحرير جريدة أخبار اليوم واستطاع من خلال وظيفته أن يتلمس الواقع السياسي الجاري في مصر آنذاك ، ثم عين رئيس تحرير جريدة الأهرام من بعد أن اعتذر عن هذا المنصب إلا أنه استمر فيه لمدة 17 عاما وكان له عمود أسبوعي خاص به تحت عنوان بصراحة حيث استطاع أن يكتب في هذا العمود لعام 1994 واستطاع في هذه الفترة أن يكون له صدى واسع جدا في تطوير جريدة الأهرام حتى أصبحت من أكبر وأشهر عشر صحف في العالم ، أنشأ هيكل عدة مراكز مهمة لازالت إلى الآن وهي مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ومركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر .
دور هيكل السياسي
شارك هيكل الحياة السياسية من بداياتها واستمر إلى الآن حيث تولى منصب وزير الإرشاد القومي فعلى الرغم من اعتذاره لهذا المنصب عدة مرات إلا أنه في النهاية وافق عليه بسبب ظرف عسكري مهم وهو حرب الاستنزاف ، وكان على علاقة قوية جدا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولكن كان على خلاف مع الرئيس المصري السابق السادات نظرا لاحتلافه معه حول النتائج السياسية التي نتجت من وراء حرب أكتوبر وانتهى هذا الخلاف بإعتقاله في عام 1981 .
استطاع أن يكون له دورا كبيرا جدا في تأريخ الصراع العربي الإسرائيلي ولديه تسجيلات وتحقيقات ومقالات عن هذا الحدث نظرا لتعمقه الشديد في نقله ومن أهم هذه التسجيلات هو سلسلة من البرامج التاريخية التي أذيعت على قناة الجزيرة كما له أيضا مقالات قد تم نشرها في صحف أجنبية كصحيفة الصنداي تايمز وصحيفة التايمز ببريطانيا ، كما له أيضا الكثير من الكتب في مجال النشر الدولي والذي تم ترجمتها إلى عدة لغات أخرى كاللغة اليابانية والانجليزية والأسبانية وغيرها من اللغات الأخرى التي وصلت إلى تلاثين لغة ومن أبرز هذه الكتب هي ( خريف الغضب – عودة آية الله – الطريق إلى رمضان – أوهام القوة والنصر – أبو الهول والقوميسير) ، كما كانت له مؤلفات باللغة العربية ومن أهمها ( كلام في السياسة عام من الأزمات – سقوط نظام – الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق – استئذان في الانصراف ، العروش والجيوش – حرب من نوع جديد – الخليج العربي – اتفاق غزة – أقباط مصر ) .
اعتزل هيكل الكتابة السياسية عام 2003 على الرغم من توهج مقالاته وكتبه السياسية التي وصلت إلى العالمية فحينما أتم عامه الثمانين قرر الاعتزال وكتب آخر مقال له بعنوان ذو الجزئين ، وبعد ثورة الخامس والعشرون من يناير عاد هيكل مرة أخرى إلى العمل الصحفي من خلال العمود الأسبوعي بجريدة الأهرام وهو بعنوان بصراحة ليحلل الأحداث الواقعة بعد الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك .