الزهراوي مؤلف كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف
on- 2015-07-26 15:48:50
- 0
- 3682
كان لعلماء المسلمين الأفاضل الدور الأكبر في التطور الذي نحياه الآن ، فمجال الطب لم يكن قديما بالتطور الهائل الذي نراه من أدوات طبية وأجهزة طبية على أعلى مستوى وتجهيز غرف العمليات ، ولكن مجرد مقص ومشرط من الممكن أن يجري الطبيب عملية جراحية تنقذ حياة الكثيرين من المرضي ، فهذا هو أبو القاسم الزهراوي عميد الجراحين الذي قدم كل ما في جعبته لتطور الجراحة والطب واختراع الأدوات الطبية البسيطة لإجراء العمليات الجراحية فتحية وتقدير لهذا العالم الجليل ، فعلى الرغم من فقر التاريخ لمعلومات عن هذا الرجل إلا أن القليل مما وصلنا من معلومات كانت كافية بأن يكون الزهرواي من أهم ما انجبت الأندلس .
مولده ونشأته : ولد الزهرواي في مدينة الزهراء وعاش في قرطبة ، ترجع أصوله إلى الأنصار ، فهو طبيب عربي مسلم عاش في الأندلس ويعد من أعظم جراحي العالم الإسلامي وقد أثر كثيرا في الأطباء حيث وصفه الكثيرون بأنه أبو الجراحة الحديثة ، ومن الجدير بالذكر أنه معروف في العالم الغربي بإسم ( albucasis ) .
للأسف لن تتم الإشارة إلى الزهراوي إلا في كتابات ابن حزم والذي ذكر أنه من أعظم أطباء الأندلس ، وذكره أيضا الحميدي في كتابه ( جذوة المقتبس في ذكر علماء الأندلس ) حيث أوضح سيرته الذاتيه والغريب في الأمر أن الحميدي لن يكتب السيرة الذاتية للزهراوي إلا بعد وفاته ب 60 عاما ، وقد ذكره أيضا ابن أصيبعة حين قال عنه ( كان طبيبا فاضلا خبيرا بالأدوات المفردة والمركبة ، جيد العلاج ) ، كما وصفه غوستاف لوبون بأنه أشهر جراحي العرب .
أعماله وإنجازاته الطبية :
– أهم إنجاز في حياة الزهراوي هو كتاب ( التصريف لمن عجز عن التأليف ) :
هذا الكتاب الموسوعي الذي تم كتابته عام 1000 م والذي جمع فيه كافة علوم الطب والصيدلية في زمانه ليتكون من 30 مجلد غطى من خلالها طب الأسنان والولادة ، وأضاف من خلال ممارسته لمجال الطب حوالي 325 نوعا من الأمراض وليس هذا فحسب بل شمل الكتاب المرض وكيفية علاجه ، كما اهتم أيضا الزهراوي بجانب كبير من الجراحة وشرح كل ما يتعلق بالجوانب الجراحية .
كان لكتاب الزهراوي مكانة كبيرة جدا ظلت زمنا طويلا حتى أن الأطباء في الغرب في العصور الوسطى ظلوا يسيرون على درب منهج الزهرواي قرابة الخمسة قرون حيث كان هذا الكتاب موسوعة طبية لأوروبا من بعد أن تمت ترجمته على يد جيراردو الكريموني إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر .
ظل كتاب الزهرواي المرجع الأول حتى القرن السادس عشر حيث اشتمل على كل شئ يخص الجراحة والجراحين ، وأورد فيه الدفراوي صورا توضيحية للآلات الطبية التي صنعها بنفسه لتلاءم العمليات الجراحية ، كما أنه أضاف شرح ما يفسد الجراحات وما سر نجاحها أيضا ، كما اهتم أيضا بطب الأسنان حيث يعد أول كتاب يوثق أدوات طب الأسنان .
سبق الزهرواي علماء العرب والغرب في وصف كيفية ربط الأوعية الدموية حتى أنه سبق وصف أمبرواز بارية لهذا الأمر أ وأيضا توصل إلى شرح مرض الناعور ، وكيفية إجراء جراحة لكي الشريان الصدعي لعلاج مرض الصداع النصفي .
كان للزهراوي السبق في استخدام خيوط تستخدم في العمليات الجراحية قد استخلصها من أمعاء القطط حيث تعتبر هي المادة الوحيدة التي تتحلل ويتقبلها جسم الإنسان ، كما اخترع الزهرواي ملقطا جراحيا يستخدم في استخراج الأجنة الميتة.
لم يصمت عن خطأ العلماء القدامى بل عاؤضهم وصحح خطأهم حيث أوردوا بأن الكي صالح فقط في فصل الربيع إلا أنه صمم على رأيه وهو أن الكي صالح طوال العام ، وأن الذهب ليس هو فقط ما يستخدم في عملية الكي بل إن الحديد أيضا يستخدم في تلك العملاية ويعطي نتائج أفضل .
– كما برع الزهرواي في علم الطب برع أيضا في علم الصيدلية حيث استخدم تقنيات التسامي والتقطير في تحضير الأدوية فكان حقا خبيرا بلأدوية المفردة والمركبة .
– اخترع العديد من الأدوات الجراحية مثل الإحليل الداخلي والذي يستخدم لإخراج الأجسام الغريبة من وإلى الحلق ، كما اخترع أيضا إلات خاصة بعمليات الولادة واستئصال أورام الأنف وآلات لإستخراج حصوات المثانة بالتفتيت عن طريق الهبل واخترع أيضا اللاصق الطبي الذي لا يزال يستخدم إلى يومنا هذا .
– يعتبر الزهراوي أول من وصف عملية القسطرة وأيضا مخترع أدواتها وأول من أجرى عمليات بالقصبة الهوائية وهذه العملية تعد من أخطر العمليات حيث رفض القيام بها كلا من ابن سينا والرازي ، كما وصف الزهراوي الحقن العادية والشرجية وملاعق تستخدم في فحص اللسان والفم واللوزتين .
– نجح الزهراوي في علاج انسداد فتحة البول عند الأطفال حديثي الولادة عن طريق آلة دقيقة جدا ، ويعتبر أول من استخدم قوالب خاصة بصب الأقراص الدوائية ، كما أنه أول من توصل إلى طريقة مبتكرة لوقف النزيف وذلك بربط الشرايين الكبيرة .
آثاره :
– أطلق اسمه على أحد شوارع قرطبة وذلك تكريما من الأندلس له .
– وصفه بترو أرغالاتا بأنه رئيس كل الجراحين .
– وصفه دونالد كامبل بأنه مؤرخ الطب العربي والأكثر تأثيرا في أوروبا .
– استشهد به الجراح الفرنسي غي دي شولياك أكثر من 200 مرة حيث أورد كل ما يتعلق بكتابه التصريف لمن عجز عن التأليف .
وفاته : لم تذكر كتب التاريخ وقت وفاته كما لم تورد أيضا تاريخ ميلاده ولكن المتفق عليه أنه توفي بعد عام 400 هـ ، من بعد أن أحدث طفرة حديثة في عالم الطب والصيدلة لا تزال إلى يومنا هذا فحقا الزهراوي يعتبر أبو الأطباء والجراحين .