مقارنة بين عادات وتقاليد عرب الجزيرة والهنود الحمر

on
  • 2015-06-03 00:45:45
  • 0
  • 3728

طرح الأستاذ عطية بن كريم الظفيري مؤلف كتاب "عاشق البادية الانجليزي" على المستشرق والبروفيسور الانجليزي بروس إنغام ضمن الأسئلة العديدة التي حواها الكتاب سؤالا حول قبائل الهنود الحمر في داكوتا الجنوبية وداكوتا الشمالية في الولايات المتحدة التي عاش معها فترة من الزمن مثل ما عاش مع قبائل عربية في الجزيرة بهدف دراسة ثقافة وموروث تلك القبائل العربية والهندية وتدوين تراثها ولغاتها ولهجاتها خشية انقراضها وعن وجه المقارنة بين هذه القبائل، فأجاب أولا انه من المهتمين باللغات واللهجات خصوصا المهددة بالاندثار ومنها ما يخص القبائل العربية وقبائل لاكوتا في داكوتا الشمالية والجنوبية والتي ساعدته كثيرا في الغوص إلى أعماق تلك الثقافات ومعرفة أدق التفاصيل عنها وعن الهنود الحمر الذين يطلق عليهم السكان الأصليون هناك "indigenonus or native American" ويعيش اغلبهم الآن في محميات مستقلة وهي عبارة عن مساحات من الأرض أرغمت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية هذه القبائل على الانتقال والعيش فيها قبل أكثر من قرن من الزمان. وعند ما وصل الأوروبيون إلى أميريكا شنوا الحروب ضد الهنود الحمر وتعرضوا لشبه إبادة، إضافة إلى تعرضهم للامراض المعدية التي فتكت بهم، وكان الجاموس أو البالفو "Buffalo" هو حلالهم – بمثابة البعير لدى قبائل البادية العربية – مرتبطا بحياة الهنود الحمر: يصنعون من جلوده الخيام والسروج والسياط والأوعية والملابس، ويصنعون من عظامه السهام وأسنة الرماح والحراب والأمشاط والخناجر، ويصنعون من قرونه الأبواق فكان هذا الحيوان متعدد الفوائد، ولكن الأوروبيين حاربوهم بالقضاء على (حلالهم) وقاموا بقتل الجواميس – وفي الوقت الحالي عند ما نتحدث عن تقسيمات قبائل الجزيرة العربية.

فيقابل ذلك قبائل الهنود الحمر مثل: نافاجو Navajo، وشيروكي Cherokee وقبيلة تشوكتاو Choctaw وأباتشي Apache، وسيوكس، Sioux .

وهناك بعض أوجه الشبه بين تقاليد القابئل العربية وتفاليد الهنود الحمر (قديما) – حسب ما تشير اليه بعض الدراسات التاريخية – مثل حماية المستجير ولو كان عدوا، وعدم قتل النساء أو الأطفال، وعدم القتال ليلا، وهناك قبائل مسالمة كما ان هناك قبائل تشتهر بالقتال والغزوات كقبيلة سيوكس، Sioux. كذلك فإن القبائل الحالية شبيهة ببعض القبائل العربية، إذ Nنها لا تنحدر من أصل واحد، بسبب اختلاط نسبها مع بعضها نتيجة حروب الإبادة وانتشار الأوبئة مما أدى إلى انقراض بعضها والتجاء بعض أفراد قبائل إلى قبائل أخرى والزواج منها، ومقابل الربابة لدى القبائل العربية، فالهنود الحمر يستخدمون الطبول والمزامير والصنوج والرقص.

ويمضي إلى القول: وفي الوقت الحاضر ومن خلال اختلاطي معهم أي قبائل الهنود الحمر لاحظت انتشار البطالة، وإدمان الكحول بينهم في محمياتهم، وانتشار كازينوهات القمار، وأصبح اقتصاد القبيلة وسيادتها يقوم على اقتصاد القمار الذي سمحت به الحكومة الفيدرالية، وأما عادات الكرم والضيافة فلا يعزمون على (يدعون لتناول) المفطح أو الكبسة مثل ما اعتدت عليه لدى مضيفي العرب، ما يقدمه الهنود الحمر لضيوفهم (الشوربة) فقط.

(انتهت) هذه الجزئية التي أشار فيها البروفيسور إنغام الى قبائل الجزيرة العربية التي قصد بها قبائل المملكة والتي اندمج أبنائها مع مقومات الحضارة الجديدة ويقود الكثير منهم حاليا منجزات التنمية الحديثة ولكن هنود أمريكا وأوروبا أو ما يطلق عليهم السكان الاصليين فلا زالوا يعيشون في بلد الحضارة، حياة الاضطهاد والتميز العنصري بكافة ألوانه وإشكاله حتى انشيء لهم إدارة خدمات طبية خاصة تحت مسمى "هيئة الخدمات الصحية للسكان الأصليين" تعالج أمراضهم وكأنها غير أمراض بني البشر الآخرين، ويشير أحد التقارير إلى أن تعدادهم في الولايات المتحدة يبلغ أكثر من 4 ملايين نسمة. ينقسمون الى ما يزيد على 550 قبيلة معترف بها فدراليا ويحتفظون بممارساتهم الثقافية بما فيها الدين والتنظيم الاجتماعي ونظم الإعاشة بدرجات متفاوتة . و يقول تقرير آخر نشر قبل نحو عشر سنوات أنه من بين كل أربع قبائل تعيش قبيلة واحدة بأكملها في فقر مدقع، إذ يعيش أكثر من نصف مليون منهم في محميات مستقلة وبعض هؤلاء مازال يعيش في تجمعات منعزلة نسبيا عن المجتمع الغربي في بيوت من الصفيح ولا يوجد اتصال بينهم وبين العالم الخارجي بعد ما أجبرت الولايات المتحدة هذه القبائل على الانتقال والعيش فيها قبل أكثر من قرن من الزمان. ويمضي التقرير قائلا: ” وتنتشر البطالة وإدمان الكحول في هذه المحميات، كما أن الانتحار والأمراض منتشرة على نطاق واسع، والقليلون منهم فقط هم الذين يهربون من هذا الواقع الأليم ويعيشون حياة أفضل في أماكن بعيدة.