أعظم الشخصيات التاريخية التي اعتنقت الإسلام

on
  • 2015-03-25 03:18:51
  • 0
  • 2561

عائلة البرامكة (600-900 م)
كان آل البرامكة عائلة مسؤولة بوذية تنحدر من منطقة بلخ فيما تعرف اليوم بأفغانستان، فعندما فتحت الخلافة الأموية المنطقة في منتصف القرن السابع الميلادي، اعتنقت عائلة البرامكة الإسلام. ثم بعد الثورة العباسية لسنة 750، لمع اسم البرامكة في الساحة السياسية كمسؤولين موهوبين، جالبوا معهم قرونا من خبرة الممارسة السياسية في الإمبراطورية الفارسية حول كيفية إدارة البيوروقراطيات الحكومية الكبيرة، وهو الأمر الذي كان الخلفاء العباسيون لايعرفونه.

وقد قام البرامكة، انطلاقا من مكاناتهم كوزراء، بتأثير عظيم على تشكيل الإمبراطورية في أواخر القرن الثامن الميلادي، حيث كان يحيى ابن خالد البرمكي من أكبر الشخصيات المؤثرة سياسياّ ليتم تعيينه كأستاذ ومستشار لهارون الرشيد عندما كان يافعا، والذي استمرّ إلى أصبح خليفة خلال الفترة التي عاشت فيها الدولة العباسية عصرها الذهبي. لقد تمكّن هارون الرشيد ،تحت وصاية يحيى البرمكي، من إقامة السّلام مع جيران الإمبراطورية كما استطاع تحقيق النمو الإقتصادي المتسارع، ورعاية العلماء وتنظيم البنية التحتية التي نافست روما القديمة. كان لآل البرمكي جميعا تأثيرا كبيرا على الشكل السياسي للعالم الإسلامي والذي استمر لعدّة قرون متعاقبة.

برك خان (1266 م)
كحفيد للفاتح المغولي العظيم ”جنكس خان”، كان بركي خان شخصية مهمة في العالم المغولي في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي. ومثل باقي المغول كان بركي خان يمارس طقوس عبادة الشامنية الوثنية وكقائد في الخيش المغولي الذهبي تم إرساله إلى شمالي جبال القوقاز وأوروبا الشرقية لإخضاع الأتراك، إلى أن تمكن في نهاية المطاف من التقدم بجيشه على طول الطريق نحو المجر هنغاريا.

وخلال أسفاره عودةً إلى موطنه بمنغوليا، توقف برك خان رفقة جيشه في بوخارى حيث سأل المسلمين المحليين عن معتقداتهم، ليقتنع برسالة الإسلام ثم يعتنقه، ليصبح بذلك أول قائد مغولي مسلم. بعد ذلك قام الكثير من جنده بالجيش باتباعه واعتنقو الإسلام، مما ولّد توترا بين جيشه وجيوش المغول الأخرى الذين كانو يجتاحون الأراضي الإسلامية بما فيها العاصمة القديمة للدولة العباسية بغداد.

ثم وبعد سماعه نبأ نهب بغداد سنة 1258 على يد ابن عمّه ”هولاكو خان” توعّد بركي بالثأر معلنا ” لقد نهب (هولاكو) كل مدن المسلمين وسبّب موت الخليفة، بعون الله سوف أحاسبه على الكثير من الدماء البريئة”، ومن خلال تحالفه مع سلطنة المماليك في مصر تمكن بركي خان من إبعاد جيش ”هولاكو” كفاية لمنعه من غزو و تدمير ماتبقى من أراضي المسلمين في مصر وسوريا والحجاز.

زاكانوس باشا (1461)
تمت تنشأة زاكانوس باشا ذو الأصول اليونانية أو الألبانية ضمن النخبة الإنكشارية للإمبراطورية العثمانية منذ أن كان صبيا، وكسائر الإنكشاريين الآخرين تلقّى زاكانوس تعليما إسلامياّ في الإدارة المدنية والشؤون العسكرية، حيث سرعان ما تم تعيينه كمعلم ومرشد للأمير الشاب محمد الثاني، الذي أصبح لاحقا السلطان السابع في السلالة العثمانية الحاكمة.

عندما أصبح محمد سلطانا عيّن زاكانوس باشا وزيره الثاني، بحيث تمت استشارته عادة في كل شؤون الدولة وخاصّة قضيّة محاصرة واحتلال القسطنطينية سنة 1453. خلال الحصار أوكلت إليه مسؤولية قيادة قسم من الجيش إلى شمال المدينة، فكانت قواته من بين أول مخترقي جزء هام من جدران القسطنطينية الأسطورية. يعيش  اليوم إرث زانكوس في العديد من المنشآت من مساجد و مطاعم وحمامات عمومية في مسقط رأسه باليكسير وكذلك في أدرنة.

إبراهيم موتيفريكا (1674-1745)

ثمّ بعودته إلى إسطنبول، قام بتأسيس دار للطباعة، حيث بدأ في طباعة الأطالس والقواميس وبعض الكتب الدينية، ومن بين مصنفاته المنشورة نجد خريطة أطلس العالم  والتي توضّح معالم العالم المعروف آنذاك بأسره، بتفاصيل ودقة لا توصف. وإلى جانب طباعة الكتب، كتب موتيفريكا عن العديد من المواضيع بما في ذلك التاريخ وعلم الأديان وعلم الإجتماع وعلم الفلك.

ألكسندر روسل ويب (1846-1916)
في أواخر القرن التاسع عشر، بدأت الصحافة تشكّل وسيطا فعّالا للتأثير على الرأي العام في الولايات المتحدة، فكان ألكسندر روسل ويب واحدا من الرجال الذين ساعدو في تحفيز هذه الموجة الصحفية، وبكونه صحفيّ باحثا غير مقتنع بدينه المسيحي، بدأ روسل في مطالعة الأديان الأخرى على نطاق واسع، حيث كان مهتما بالإسلام بشكل خاص، وعندما تم تعيينه من طرف الخارجية الأمريكية للعمل بسفارتها في الفلبيين سنة 1887، انتهز الفرصة للبدء في مراسلة المسلمين في الهند و حول العالم.

وعلى الرغم من أنه قدم إلى الإسلام عبر جماعات غير قويمة (وبصراحة غير إسلامية) وهم أعضاء الحركة المحمدية، إلا أنه في نهاية المطاف اهتدى إلى طريق  الأساسي للإسلام، فتنقل مسافرا عبر جميع أنحاء العالم الإسلامي، وهو يدرس الإسلام ويلاقي العلماء. ثم في سنة 1893 استقال من منصبه في وزارة الخارجية وعاد إلى الولايات المتحدة، حيث نشر العديد من الكتب عن الإسلام وبدأ في إصدار جريدة إسلامية لتشرح الدين السلامي للرأي العام الأمريكي.خلال العقود الأولى من القرن العشرين، واصل روسل مهمته ليكون صوتا بارزا للإسلام داخل الولايات المتحدة، حتّى تم تعيينه قنصلا فخرياّ للعثمانيين من طرف السلطان عبد الحميد الثاني، حتّى توفي سنة 1916 حيث دفن جثمانه خارج روثرفورد بنيوجرسي.

مالكوم إكس (1925-1965)
خلافا للآخرين في هذه القائمة، قد يكاد مالكوم إكس الرجل الذي يحتاج إلى كثير من التقديم، فقد بدء مالكوم الكفاح في وقت مبكر من حياته لإيجاد دور له في العالم، وذلك بعد توقّفه عن الدراسة في وقت مبكر حيث بدأ يتورط في المتاعب باستمرار، إلى أن اقتاده ذلك لدخول السجن سنة 1946. خلال سنواته الثمانية في السجن، تعرض ماكوم لأفكار جماعة ”أمة الإسلام” الأمريكية، وهي جماعة إسلامية زائفة، تأسست مع بداية القرن العشرين على أساس معتقدات تفوّق السود ومعاناتهم مع العرق الأبيض. ثمّ بعد إطلاق صراحه سنة 1952 إلتقى مالكم مع ”نبي” أمة الإسلام الإمريكية ”أليجا محمد” وأصبح بعد ذلك وزيرا للمجموعة.

ونظرا لبلاغته وذكائه المميز، إرتقى مالكوم إكس بسرعة خلال صفوف أمة الإسلام الأمريكية، حيث أصبح زعيما للمجموعة بمنتصف الخمسينيات. وبما أن تلك الحقبة كانت حقبة حركة حقيقية للحقوق المدنية الأمريكية، فقد أصبح مالكوم إكس من أبرز الأصوات الرائدة في أمريكا المدافعة عن الحقوق والمساوات للأمريكيين الأفارقة. وخلافا للزعيم العظيم مارتن لوثر كينغ، آمن مالكوم إكس بأن السود يجب أن يدافعوا عن أنفسهم و لو بالعنف إن لزم الأمر بسبب الظلم الحكومي الأمريكي المستبد.

إبّان أواخر الخمسينيات، بدأ مالكوم إكس يكتشف بعض العيوب في معتقدات و أفكار حركة ”أمة الإسلام”، ليغادر المجموعة ويشرع في رحلة للعثور على ماهية الإسلامالحقيقي، حيث ذهب إلى الحج سنة 1964، ثم انتقل للقيام بجولة في البلدان الإسلامية والأفريقية، وخلال هذا الوقت، توصّل مالكوم إكس إلى حقيقة الإسلام الحقيقي، ثمّ عاد لأمريكا حيث عثر على تصميم جديد لنشر الإسلام بين مجتمع السود الأمريكيين. خلّف حديثه أمام الجمهور عن الإسلام وضد جماعة ”أمة الإسلام” الكثير من المعادين له بين حلفائه القدامى، خصوصا عندما بدأت مجموعة من المعجبين به تترك جماعة الأمة الإسلامية الأمريكية لتقتاد إلى حقيقة الإسلام الحقيقي، وكنتيجة لذلك تم اغتيال مالكوم إكس سنة 1965، على يد سفاحي جماعة ”أمة الإسلام” الأمريكية. وعلى الرغم من أن مدّة إسلامه كانت قصيرة، إلا أنه كان لها تأثيرا كبيرا بشكل ملحوظ، وقد استمر بما فيه الكفاية ليكون بمثابة رمز بالنسبة للمسلمين الأمريكيين و نشطاء الحقوق المدنية في الولايات المتحدة إلى حدود يومنا هذا.