"بوابة الثميري " .. مدخل الرياض الشرقي قديماً
on- 2023-05-10 13:08:37
- 0
- 441
تؤرخ بوابة الثميري إحدى بوابات الرياض القديمة، زمناً من عمر الرياض، وشكلت بموقعها المدخل الشرقي لقصر الحكم، لتظل شاهداً إلى اليوم على عراقة المكان وتاريخ إنسانها المتجذر بعمق التاريخ.
وتمثل بوابة الثميري المطلة على شارع الملك فيصل - حالياً- إحدى المداخل الرئيسية لمدينة الرياض عندما كان سور المدينة القديم قائماً- الذي أزيل لاحقاً عندما بدأ التوسع العمراني يزحف إلى خارجه - وقد أعيد بناء هذه البوابة مع جزء من السور ضمن المرحلة الثانية من مشروع تطوير منطقة قصر الحكم وذلك في مواقعها الأصلية، وبأسلوب بنائها السابق وبمواد البناء التقليدية.
وطوقت مدينة الرياض كمثيلاتها من المدن التاريخية بسور حصين لحماية سُكانها قديماً، يتخلله عدد من البوابات على امتداد السور، ويطلق على سورها محلياً لفظ (الحامي)؛ لأنه كان يحمي المدينة ممَّن يحاولون الإغارة أو الاعتداء عليها، وذكر حمد الجاسر في كتابه " مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ " أن مدينة الرياض كانت محاطة بسور مبني من الطين واللبن، أقامه الملك عبد العزيز بعد استعادتها سنة 1319 هـ واستغرقت مدة بنائه أربعين يوماً، وفيه أبواب المدينة في جوانبها وجهاتها : فمن الشرق ( باب الثميري ) نسبة إلى رجل من أهل حريملاء، قتل عند هذا الباب في عهد قيام الدولة السعودية في دورها الأول. والباب الشمالي يدعى ( باب آل سويلم )، وهو منسوب إلى أسرة معروفة بهذا الاسم من أشهر أسر المدينة وأعرقها لسكنها جوار هذا الباب، والباب الجنوبي يدعى ( باب دخنة ) لمجاورته لبئر تعرف بهذا الاسم كان يستقى منها ماء الشرب، والباب الغربي يدعى ( باب المذبح ) لكون الجزارين والقصابين يذبحون الإبل والبقر والغنم خارجه ، ثم ينقلون الذبائح إلى داخل البلدة، والباب الجنوبي الغربي يدعى ( باب الشميسي ) لاتصاله بمحلة من المحالات خارج المدينة ، تدعى بهذا الاسم .
وجاء في وصف السور وبواباته ما ذكره المستشرق "جون فلبي" عند وصف زيارته للرياض عام 1335هـ :" إنها كانت محاطة تمامًا بسور سميك من الطوب والطين المجفَّف، يبلغ ارتفاعه 25 قدمًا، وتعترضه حصون وأبراج حراسة دائرية في غالبيتها، تميل قليلاً عند القمة، وهناك القليل منها مربع أو مستطيل الشكل، ويتراوح ارتفاعها بين ثلاثين وأربعين قدمًا، وتبرز عمومًا خارج خط السور لسهولة الأغراض الدفاعية، ويوجد بالسور عدد من "البوابات" المحصنة.
وفي الماضي كانت البوابة تفضي إلى طرق متعرجة ومحال صغيرة وبيوت مكونة من طابقين، ومثلت مدخلاً لأهم الشرايين التجارية في المنطقة، حيث اكتسب الشارع النافذ عبر البوابة اسم "الثميري".
وتعددت مصادر تسمية البوابة بـ "الثميري " فمن الروايات ما أرجعت المسمى إلى رجل من أهل حريملاء، وفي أخرى إلى واقعة (دلقة) بين الإمامِ محمد بن سعود وبمعيته أهل حريملاء والدرعية وغيرهم، وبين دهام بن دواس حيث قتل في تلك الموقعة جمع من الرجال ومنهم حسن الثميري وإليه نسبت وشُيدت في المكان الذي قتل فيه، وفي رواية أن حارس البوابة في أوائل عهد الملك عبد العزيز كان يُـدعى "الثميري"، في حين أن البوابة عرفت قديماً باسم "باب المروة" و "وبوابة الأحساء".