"أم عمارة" .. موقع أثري يروي تاريخا عريقا شرق رفحاء
on- 2023-03-07 16:02:56
- 0
- 414
تزخر الحدود الشمالية بالعديد من القرى والأماكن والمواقع التاريخية والأثرية التي يعود عمر بعضها إلى آلاف السنين، مشكلة إرثا تاريخيا عريقا وملمحا بارزا لاتزال أطلالها القديمة باقية حتى الآن، ومن هذه المواقع "أم عمارة" (95 كلم شرق رفحاء) وسميت "أم عمارة" نسبة إلى آثار العمران والبيوت الأثرية التي بنيت بها من الحجر، وهي من المستوطنات السكنية الإسلامية التي تعود إلى العصور القديمة.
وتنتشر وحدات "أم عمارة" المعمارية على مساحة 60 ألف متر مربع، وتوجد بها أطلال لمبان صغيرة، وعدة آبار مبطن بعضها بالأحجار، وكان المستشرق "ألويس موزيل" قد زار الموقع في 1915، وتحدث عنه باختصار، وربط آثار أم عمارة بأطلال الجلعودية على امتداد طريق الحج من العراق، ويحيط بموقع أم عمارة العديد من الرياض الجميلة التي تزدان جمالا في فصل الربيع، إضافة إلى عدد من الصخور التي نحتت بأشكال مختلفة، والمنازل والمخازن التي تساقط أكثرها بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية، وتعد نقطة جذب سياحي في المنطقة.
وأوضح خلف الشمري المرشد السياحي وأحد المهتمين بالآثار، أن أم عمارة تقع شمال قرية إعيوج لينة، ويوجد بها آثار ومبان قديمة، وأحجار متساقطة مربعة الشكل ومتساوية الأحجام، مبينا أن بقايا قصر أم عمارة تدل على أن موقع البناء يعد مركز مراقبة، لوقوعه على تل مرتفع، واستعملت ببنائه الحجارة المحلية والنورة "مادة بناء تستخدم لربط الطوب أو الطابوق أو الحجر ولملء الفراغات" التي تصنع محليا بحرق أحجار النورة ثم طحنها حتى تصبح ناعمة مثل الأسمنت.
ولفت الانتباه إلى أنها تتميز بصلابتها ولونها الأبيض اللامع، وهذا يدل على جودة البناء وتقدم الإعمار كما في بناء جدران برك درب زبيدة الشهير التي بنيت بنفس المواد، ودرب زبيدة تقع غرب أم عمارة بمسافة 70 كيلو مترا، مشيرا إلى أنه لا يعرف لها تاريخا محددا ولا يمكن الجزم بتاريخها، إذ يستدعي ذلك إجراء أحفورات أثرية لكشف المنطقة بأكملها ودراستها ومقارنتها، حاثا الباحثين والجهات ذات العلاقة بدراسة هذا الموقع لأهميته التاريخية.
من ناحيته، بين الباحث والمهتم في التاريخ والآثار عبدالرحمن التويجري، أن أم عمارة من المواقع الأثرية التاريخية القديمة بمنطقة الحدود الشمالية التي تزخر بالمواقع الأثرية والعديد من الآبار الأثرية، وتقع بالقرب من وادي إعيوج في الشمال الشرقي من لينة وتبعد عنها نحو 40 كيلو مترا.
وكانت أم عمارة أرضا للاستيطان منذ آلاف السنين، نظرا لوجود المياه فيها، حيث يوجد فيها سبع آبار، البعض منها انطمرت مع مرور الأعوام وتراكم الأتربة والطمي بداخلها، وعندما زارها الرحالة ألويس موزل، ربط أطلالها بآثار موقع الجلعودية الواقعة على امتداد طريق الحج من العراق إلى مكة "درب زبيدة" مرورا بقرية لينة الأثرية التاريخية، وتنتشر فيها الوحدات المعمارية على مساحة 300 متر في 200 متر، وتقع أم عمارة بالقرب من الفياض القديمة الغنية بمياه الأمطار والسيول الموسمية، وتتوافر بها أطلال معمارية أثرية منتشرة فوق سطح الأرض لـ 50 مبنى صغيرا، إلى جانب وجود سبع آبار أثرية قديمة مطوية بالحجارة.