قصر المشقوق في القصيباء قصر ينبض بتاريخ وتراث منطقة القصيم
on- 2022-11-26 10:44:08
- 0
- 857
قصر المشقوق أو قصر الراضي يقع في بلدة قصيباء شمال منطقة القصيم، ويعود إنشاء القصر إلى العام 1250هـ (1834م)، فيعود تاريخ بناءه لأكثر مِن 250عام تقريباً. ومازال القصر يحتفظ بهيبته، ومكانته، وجماله، وتصميمه المميز. احتمى بالقصر الأمير مشاري بن سعود أثناء عودته مِن الدرعية، واتخذه الملك عبد العزيز مكاناً يرتاح فيه أثناء غزواته،ومصدراً مهماً لإمداد الجيوش بالمؤن، و التمور، والحبوب التي تُزرع على عيونها الجارية، واستُقبل فيه الملك سعود بن عبد العزيز أل سعود مرتان.
ويحيط بالقصر بساتين من النخيل وصل عدد نخيلها في مرحلة من المراحل إلى 2000 نخلة، جدرانه مبنية مِن الطين الحُر تصل ارتفاعها إلى 15 متر، وعرضها للمتر والنصف، وله سور يرتفع حتى 5أمتار، وعرضه متر، بالإضافة لبرج مراقبة مكون مِن ثلاثة أدوار، كان الغرض منه الحراسة الأمنية، ويحتوي القصر على 4 مجالس وهي:
قهوة الخطار: تقع خارج السور، وهي مخصصة لعابري السبيل.
قهوة الطالعية: هي القهوة الرئيسية للقصر، ويبلغ طولها 15م، وعرضها بين الأربعة، والخمسة أمتار، فيها اُستقبل الملك عبد العزيز، والملك سعود عليهما رحمة الله، كذلك كانت هي المقر لأول مدرسة نظامية تُفتتح في مدينة القصيباء.
قهوة الشيوخ: تقع في الدور العلوي للقصر، ويبلغ طولها حوالي 8أمتار، وعرضها أربعة أمتار.
قهوة النساء: وهي مجلس داخل القصر لاستقبال الضيوف مِن النساء، ويستخدمها نساء القصر كمكان للمسامرة، والحديث سوياً.
ومن محتويات وملاحق القصر أيضاً مسجد داخلي، وعدد من المخازن منها ثلاثة مخازن لتخزين التمور، واثنان للحبوب، وتخزين اللحوم المجففة، إضافة إلى خمس عشرة غرفة نوم تتوزع في الدورين الأرضي والعلوي، إضافة إلى مطابخ، وغرفة لطحن الحبوب تحتوي على أربع قطع من رحى الطحن، كذلك مِن الملاحق مدرسة الكتاتيب لتعليم القراءة، والكتابة، وعلوم القرآن.
سمي قصر المشقوق بذلك لأنه أُقيم على عين شقت بمهارة عالية لأكثر مِن 10كيلومترات، والتي تنبع مِن عين في الجبل الشرقي لمدينة القصيباء، وتمر عبر خرزات(تقنية عربية قديمة لنقل الماء مِن مسافات بعيدة)، و فتحات تحت الأرض، حتى تصل إلى القصر. شقت فسميت المشقوق، ومرت لتسقي أشجار النخيل التي تحيط به.
وسمي بقصر “الراضي” نسبة إلى مجدده، ومرمم هذا القصر وهو راضي بن علي السليمان.
القصيباء هي بلدة تقع شمال منطقة القصيم، وسميت كذلك لكثرة نبات القصب فيها، الذي يتواجد بالمستنقعات، والمياه الضحلة، وكان أهلها كُلما سحبوا نبته مِن هذه مِن الأرض يخرج لهم الماء فكأنه كالمواسير، أو (قصبة ماء) فصغرت كلمة قصبة إلى (قُصيباء) وسميت بذلك المدينة. ومعلومة أخرى تقول أن تِلك المدينة في القِّدم لم يكن أسمها كذلك بل كانت تُسمى بـ”قو” وأصل تِلك الكلمة تعني الأرض، المنخفضة، وأقر بذلك الجيولوجيين فقد قالوا أن “قو” سابقاً “القصيباء” حالياً كانت عبارة عن بحيرة قبل ملايين السنين، وهي الآن منخفض أرضي.