المسجد الحنفي التاريخي بجدة
on- 2022-10-31 11:38:14
- 0
- 719
شهدت منطقة تاريخية بجدة نقطة تحول كبيرة عندما قام الخليفة ( عثمان بن عفان –رضي الله عنه ) بأتخاذها ميناء لمكة المكرمة في عام 26 من الهجرة الموافق 647 للميلاد ، و منذ ذلك الحين أكتسبت أهمية كبرى من بين كافة المدن التي تقع على الساحل الأحمر حيث كانت بوابة للحرمين الشريفين ، و نظرا لقيمتها التي تتسم بالعمق التاريخي و الحضاري حيث تضم عدد من المعالم و المباني الأثرية و التراثية و من أبرزها المساجد التاريخية ذات التراث المعماري الفريد مثل: مسجد الحنفي التاريخي.
يقع المسجد التاريخي العتيق في حارة "المظلوم"، وتنبع أهميته كونه أحد أهم المواقع التاريخية في المدينة؛ إذ يحكي واقع الإسلام قبل 1400 عام، باستخدامه المواد التقليدية في عملية البناء، المكونة من الطين البحري والحجر المنقبي والأخشاب وهي من المواد الأساسية التي كان سكان جدة يعتمدون عليها قديماً.
مسجد الحنفي غني بالنقش العثماني في كل زاوية من زواياه، يشبه بسقوفه الخشبية و قناديله المعدنية تصميم الجامع النبوي الشريف بالمدينة المنورة قبل أكثر من ستون إلى سبعون عاما، و قد تم تزيين الجامع من الداخل بعدة أنواع من الخشب المختلفة، تحتل المكبرية التي كان يؤذن و يردد التكبيرات منها خلف الأمام كما يحدث في الحرمين الشريفين المركز الهام في الجامع .
تسع مساحة جامع الحنفي لحوالي ألفين مصلي و تتضاعف أعداد المصلين بالمسجد خلال شهر رمضان المبارك ممن أجل أداء شعائر صلاة التراويح، ويحيط بالمسجد ثلاث أبواب مما يؤدي إلى تسهيل وصول المصليين إلى الجامع خاصة من الجهة الشرقية .
يشتمل مسجد الحنفي على مئذنة واحدة و قد تم بنائها من الحجر كان يعتبر هو المادة الأساسية المستخدمة في بناء المنابر بمدينة جدة ، وكانت تأخذ الشكل المثمن كغيرها من المساجد بمدينة جدة ، و الجدير بالذكر أن معظم المساجد بجدة تشتمل على مئذنة واحده فقط و يتم تقسيمها عادة إلى ثلاثة أقسام و الجزء الأسفل منها يحتوي على نقوش جميلة ، كما أن منابر المساجد بجدة قديما توجد في الغالب في الجزء الجنوبي الغربي من المسجد كما هو الحال بمسجد الحنفي .
وينسب المسجد إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أحد أئمة المذاهب الأربعة، الذي وُلد في غرة عام 150 للهجرة النبوية الموافق 767 ميلادية، وعُرِفَ المسجد باسم الجامع العتيق، وهي تسمية تُطلَق على أقدم المساجد. وكان إنشاء المسجد في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، وأن أول عمارة رئيسة للمسجد حدثت في عهد السلطان المظفر شمس الدين يوسف.
ويعد مسجد الشافعي، أحد أهم المساجد في جدة التاريخية والمملكة، وأحد مشروعات البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية، الذي تُنَفّذه مؤسسة التراث الخيرية، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية، والهيئة العامة للسياحة والآثار.
وحظي مشروع ترميم الجامع العتيق (مسجد الشافعي)، باهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في إطار اهتمامه بالمواقع التاريخية عموماً والمساجد التاريخية خصوصاً.