الخواصة: تراث الأجداد يتوارثه الأبناء
on- 2022-10-16 10:46:31
- 0
- 956
تبرز مهنة «الخواصة» كإحدى المهن التقليدية القديمة، والتي لازالت حاضرة في هذا الزمن ولم تندثر، بل تمارس وتستخدم منتجاتها ويتم تداولها بين عامة الناس، ولا يكاد أي مهرجان أو فعالية سياحية بحائل إلا وتبرز هذه المهنة القديمة، ونجد البائعات وهن يمارسن مهنتهن بمهارة ويعرضن منتجاتهن من صناعة الخوصيات، بحثاً عن مصدر العيش والرزق الحلال.
وتعتمد هذه الحرفة أساساً على شجرة النخيل، كون كافة منتجات الخوصيات تؤخذ من منتجات النخلة، مثل خوص النخيل وهو المادة الأساسية لهذه الحرفة، ونوع الخوص الأكثر استخداماً هو خوص (اللبة)، الذي يوجد في قلب النخلة ومنه يصنع العديد من المنتجات الخوصية، بينما البعض الآخر يصنع من خوص السعف. وكما تصنع منتجات أخرى من الشماريخ والمطي وليف النخيل، حيث يستخدم خوص (العزف) الذي يستخرج من أحد أنواع النخيل ويعرف بالنخيل الكاذب في عملية خياطة المنتجات الخوصية حيث يمتاز هذا النوع بقوته ومتانته، وتستعمل كذلك الإبر في خياطة الخوصيات وتركيبها في بعضها، وكذلك السكين في قص وتهذيب أطراف الخوص وتنقيته من الأشواك قبل أن تطليه بالصبغ الخاص بالخوصيات.
تعد "الخواصة" من المهن القديمة التي مضى عليها عقود من الزمن ولم تندثر، فلا تزال تمارس وتستخدم منتجاتها ويتم تداولها بين الناس حتى الآن. ولا يخلو مهرجان من المهرجانات السياحية إلا وتجد ركنا من أركانه اتُّخذ لأصحاب هذه المهنة لبيع منتجاتهم.
إن منتجات الخوصيات كثيرة فتصنع منها السفرة، والمراوح اليدوية، والمكانس، والحصير والحقائب بأحجامها والقفة، والسلة والجفير والمهاف والقبعات، والزنابيل، والشطف والزبيل والقوصرة والرواق والخصفة والجفير وأوعية حفظ الأطعمة والتمر وعدد من المنتجات قد يصل إلى 25 نوعا مختلف الأحجام
إن هذه المهنة تحتاج إلى خبرة كبيرة وكذلك الدقة والمهارة في استخدام الأيدي وبعض الأدوات البسيطة لتحويل الخوص إلى العديد من أصناف المنتجات الخوصية، و هذه الخبرات والمهارات يتم توارثها من الأجداد إلى الآباء إلى الأبناء بواسطة التعلم والممارسة، ويتم الحفاظ عليها وتوارثها من جيل إلى آخر.
إن الهيئة العامة للسياحة والآثار تحافظ على هذه المهنة وتدعمها أسوة ببعض المهن التراثية والحفاظ عليها لأنها موروث شعبي يجب المحافظة عليه.