بيوت الرفاعي الأثرية بجزيرة فرسان

on
Sorry ... The requested content is not available in this language. Please select another language
  • 2022-10-13 09:58:47
  • 0
  • 752

بيت الرفاعي أو منزل الرفاعي هو أحد المواقع الأثرية بجزيرة فرسان التابعة لمنطقة جازان جنوب غرب السعودية، وبنى المنزل تاجر اللؤلؤ أحمد المنور الرفاعي الذي كان أحد أهم و أكبر تجار الجزيرة قديماً، ويتميز المنزل بجمال تصميمه ونقوشه ويعد تحفة حقيقية في مجال الفن المعماري القديم حيث يعكس الثراء والترف بفرسان أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ.

صمم أحمد منور الرفاعي منزله متأثرا بتصاميم حضارة الهند العريقة، والتي عرفها من خلال رحلاته العديدة إلى الهند بغرض التجارة في اللؤلؤ، حيث جلب من الهند اثنين من المهندسين المعمارين، ويتضح الأسلوب المعماري الهندي في النقوش الموجودة على جدرانه من الخارج التي تغطي أغلب جوانب المنزل. 

تعتبر بيوت الرفاعي من البيوت الفرسانية القديمة، وهي تعكس الحالة الاقتصادية الممتازة لأهل فرسان، فهذه البيوت تمتاز بجمال تصاميمها وروعة نقوشها.
لقد تم تشييد بيوت الرفاعي من أحجار مشذبة، وتم تصميم جدرانها ليبلغ ارتفاعها 6 أمتار، كما أنها تتميز بوجود مجلس كبير زُيّنت جدرانه بزخارف هندسية على الجص، والتي تمتد إلى عقود الشبابيك؛ بالإضافة لوجود زخارف كتابية من الآيات القرآنية؛ وتعد بيوت الرفاعي نموذجاً للزخارف الهندسية والكتابية والمستمدة من الفنون الإسلامية؛ وبالإضافة للمجالس الكبيرة، فإن البيوت عادة تحتوي على بوابة رئيسية كبيرة، وغرف صغيرة كانت تستخدم لتبريد المياه وحفظ المواد الغذائية.
 
إن "بيت الرفاعي" يعد أبرز الأماكن في الطراز المعماري في المنطقة الجنوبية، ويحكي فترة تجارة اللؤلؤ في جزر فرسان وازدهارها وذلك قبل حوالي 100 عام، حيث بني المنزل في عام 1341 واستغرق بناؤه 8 سنوات وبني بأيادي أهالي فرسان.

كان التجار يسافرون إلى الهند والصين وجنوب وغرب أوروبا وبالتحديد فرنسا وإيطاليا، وحاولوا جمع عدة ثقافات من هذه المناطق وإبرازها في منازلهم والتي بنيت من "الحجارة الفرسانية" وهي حجارة مرجانية طبيعية وكل النقوش والمنحوتات في المنزل بنيت من مادة الإسمنت المحلي أو كما يسمى "الجص" وهو ما جعل من المنزل تحفة معمارية جميلة جدا ويحتوي على عدد من الثقافات منها، الإسلامية والهندية والأوربية.

منزل الثري «أحمد المنور الرفاعي» ومنزل الثري الآخر «حسين ين يحيى الرفاعي» ومسجد الشيخ «إبراهيم بن إبراهيم النجدي التميمي» - ثلاثة نماذج من النماذج المعمارية المتفردة فنا وإبداعا - هي المتبقية كشهود على عصر ازدهار تجارة اللؤلؤ في فرسان ، وقد أصدر الملك - يحفظه الله - أمره بتحويل منزل أحمد المنور الرفاعي ومنزل حسين بن يحيى الرفاعي مع المباني المجاورة لهما إلى متحف يضم آثار ونقوش وكتابات الجزيرة التي تعود إلى زمن الدولة الرومانية وما قبلها من تواريخ تعود إلى ما قبل الميلاد.
ولأن المنزلين قد جار عليهما الزمن وبدأت نقوشهما ولوحاتهما الخشبية وأسقفهما في التساقط فقد قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار - ممثلة في مكتب الآثار بجازان - بترميم منزل المنور الرفاعي.

 

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا
previous topic