جبال القصيم...تاريخ وحضارة تمثلها النقوش الصخرية القديمة

on
Sorry ... The requested content is not available in this language. Please select another language
  • 2022-09-29 08:38:54
  • 0
  • 619

تمثل الكتابات والنقوش والرسوم الصخرية القديمة المنتشرة على صخور الجبال في مناطق المملكة، ثروة تاريخية ذات قيمة عالية، ومصدراً رئيسياً استقى منه المؤرخون جل ما دوِّن ويُدون عن تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها.
ومن المناطق التي تختزن الكثير من النقوش والرسوم الصخرية المميزة في أشكالها وأبعادها التاريخية منطقة القصيم التي يشكل موقعها الجغرافي حلقة وصل بين وسط الجزيرة العربية وبقية مناطقها حيث تنتشر فيها عدد من مواقع النقوش والرسوم الصخرية التي اُكتشفت في وقت سابق، وجرى توثيقها في سجل الآثار الوطني بهيئة التراث، فضلاً عن المكتشفات الأخيرة بعدة مواقع عن طريق فريق العمل في فرع هيئة التراث بمنطقة القصيم وفرق المسح الأثري وعن طريق البلاغات الواردة للهيئة من المواطنين عن هذه المواقع.
وتتميز مواقع الرسوم الصخرية في القصيم إما منفردة أو مرتبطة بكتابات ونقوش أغلبها بخط البادية (الثمودي)، وتتناول موضوعات الرسوم الصخرية غالباً مجالات الصيد والحروب والأحوال الاجتماعية.
وكان من اللافت لعلماء الآثار رسوم لأسد ولبوة ونعام مما يشير إلى أن المنطقة كانت موطناً لمثل هذه الحيوانات قبل آلاف السنين، رغم أن الحيوانات المفترسة تواجدت بشكل أكبر قرب البحيرات التي كانت في مناطق شمال الجزيرة قبل نحو 80 ألف عام.
وتوزعت هذه المواقع على حقب زمنية مختلفة بداية من العصر الحجري ووصولاً إلى العصر الإسلامي وحتى عصر الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، وما بين هذه الحقب من آثار وشواهد لحضارات متنوعة عاشت على شبه الجزيرة العربية.
ومن أبرز مواقع الرسوم والفنون الصخرية المكتشفة في منطقة القصيم والتي عملت هيئة التراث على توثيقها وتسجيلها في سجل الآثار الوطني التابع للهيئة؛ موقع جبل المصك في محافظة الرس الذي يحتوي على نحت صخري لعناصر حيوانية نادرة عبارة عن أبقار وأسود إضافة إلى جمال، وعناصر آدمية مختلفة الأحجام. وموقع العصودة الشمالي في عيون الجواء ويحتوي على نقوش ثمودية إضافة إلى نحت صخري لوسوم مختلفة الأشكال. وموقع جبل القطان في محافظة ضرية، ويحتوي على نقوش ثمودية إضافة إلى نحت صخري لعناصر حيوانية كالوعول والجمال وطائر النعام وحيوانات مفترسة.
وفي جبل طمية في محافظة عقلة الصقور يوجد نحت صخري لعناصر حيوانية كالجمال والوعول إضافة إلى عناصر آدمية ورموز ووسوم.
ومن النقوش الأثرية التاريخية المهمة في منطقة القصيم نقوش جبل سواج في محافظة الرس، الذي نحت على صخوره نقوش ثمودية ونحت صخري لحيوانات كالجمال والأسود وعناصر نباتية كشجرة النخلة. وهناك أيضاً جبل التيس في محافظة البكيرية ونقش عليه رسوم صخرية لحيوانات نادرة كالأسد وبجانبه نحت اللبوة، إضافة إلى رسوم نخيل.
وتكثر في منطقة القصيم النقوش والكتابات الإسلامية التي تعود إلى عصور إسلامية متعددة كون القصيم تقع على طرق القوافل وطرق الحج القادمة من الشرق، ومنها النقوش الإسلامية في جبل كويفر بمحافظة النبهانية الذي يحتوي على نقشين إسلاميين مميزين بالخط الكوفي ومن الممكن قراءته بشكل واضح ، إضافة إلى النقوش الإسلامية في جبل الاكيثال بمحافظه ضرية، ونحت صخري لعناصر حيوانية كالوعول والجمال وعناصر حيوانية مختلفة الوضعيات ، ونقش إسلامي مميز في جبال الرديهة بمحافظة البكيرية.
وتضم محافظة ضرية عدداً من مواقع الرسوم الصخرية الأثرية، من أبرزها مواقع النقوش الصخرية في جبل النجج وتتمثل في نحت صخري لحيوانات مختلفة كالجمال والخيول والنعام إضافة إلى رسوم بشرية.
ودونت نقوش جبل حشاش القنينة نحت صخري لحيوانات كالخيل والوعل إضافة إلى رموز ووسوم. ورسوم صخرية في جبل ليم لجمال ووعول كذلك وسوم ورموز مختلفة الأشكال.
وفي محافظة المذنب نقش على جبل الخرماء الشمالية كتابات ثمودية إضافة إلى نحت صخري ورسوم للجمال والوعول. وفي جبل ساق في محافظة البكيرية يوجد نقش ثمودي ونحت لعناصر حيوان الجمل مختلف الأحجام.
ومن النقوش التاريخية المهمة نقش الشيخ قرناس في محافظة النبهانية، ويعد نقشاً نادراً يؤرخ فيه تاريخ الدولة السعودية الأولى ويوجد بالقرب منه واجهة صخرية عليها نحت صخري لوسوم ورموز مختلفة.
وحديثاً تم اكتشاف رسم صخري لوعول ونعام بمتنزه السليل في محافظة النبهانية ،في حين أن موقع التكروني بمحافظة عنيزة يتضمن نحت لعناصر من حيواني الوعل والجمل إضافة إلى نحت نادر عبارة عن كف ليد بشرية ،وتوجد رسوم صخرية لجمال ووعول في مركز الفويلق بمحافظة البكيرية، وجنوب غرب البدائع في محافظة البدائع.
وتقوم هيئة التراث بجهود متعددة للمحافظة على هذه النقوش والرسوم الصخرية من خلال أعمال الكشف والمسح والتوثيق، كما تم تسوير عدد من المواقع وحمايتها ، فيما تستكمل الأعمال في بقية المواقع من خلال مشروع تسوير المواقع الأثرية في المنطقة، إضافة إلى تركيب عدد من اللوحات التعريفية والتحذيرية في بعض مواقع الفنون والنقوش الصخرية.

المصادر :

جريدة الاقتصادية
previous topic