التعليم بالسعودية من الكتاتيب الى المدارس الأهلية والحكومية
on- 2022-09-27 16:14:24
- 0
- 1455
قبل توحيد المملكة العربية السعودية، كان التعليم يقتصر على الكتاتيب بشكل عام، ولم يكن موجود أي نظام تعليمي للمراحل التعليمية، بل كان المنهج الدراسي هو حفظ القرآن والقراءة والإملاء والخط والحساب، وكانت المدارس الموجودة قليلة ومنحصرة في أماكن معينة، وكانت مؤسسةعلى يد العثمانيون أو الهاشميون أو بجهود ذاتية من المواطنين.
اشتهر المسجد النبوي الشريف قديماً بالكتاتيب، وهي جمع كتاب وهو المكان الذي يتلقى فيه الأولاد العلم كالقراءة والكتابة ويحفظون فيه القرآن الكريم ويتلقوا مبادئ الدين الإسلامي ويدرسوا اللغة العربية. و كانت الكتاتيب منها المخصص لتعليم البنيين وكتاتيب مخصصة لتعليم البنات.
اشتهرت الكتاتيب في بلدان العالم الإسلامي منذ فجر الإسلام خاصة في بلاد الحرمين الشريفين وكانت الكتاتيب هي قوام التعليم حتى ما بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري. لعب الكتاب في المدينة المنورة دوراً بارزاً في حياة المسلمين أثناء عهد الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه، فعندما كثر عدد صبيان المسلمين ولم يجدوا من يعلمهم فأمر الفاروق بإقامة كتاب في كل حي من أحياء المدينة ليتعلموا فيه الأولاد مبادئ القراءة والكتابة وقام بتحديد أجر لكل معلم متفرغ.
ظل المسجد النبوي الشريف على مدى تاريخه الطويل هو المدرسة الأولى لتعليم الطلاب وقد تخرج منه أجيال عديدة من أبناء المدينة وظلت ساحة وجوانب المسجد زاخرة بحلقات العلم داخل الكتاتيب حتى قرب نهاية القرن الرابع عشر الهجري، وقد شهدت الكتاتيب في بداية العهد السعودي عام 1344 اهتمام ورعاية من الحكومة السعودية، وقامت بالإشراف عليها ووجهت المعلمين وقامت بتخصيص رواتب لهم وعلمتهم طرق التدريس الحديثة ومتابعتهم في الالتزام بذلك.
في عام 1373 هـ بدأت تنتشر المدارس النظامية الحكومية والروضات الأهلية فبدأت الأهالي تزحف عليها، مما جعل هذه الكتاتيب تتلاشي شيئاً في شيئاً، سواء داخل المسجد النبوي أو في المدينة، ولم يتبقى منها في المسجد إلا حصص لتعليم القرآن الكريم وحصص أخرى لدروس العلم، وبلغ عدد حصص تحفيظ القرآن الكريم للصغار حتى عام 1430 هـ إلى 40 حصة ويتعلم فيها أكثر من 1200 تلميذ.
يسجل في تاريخ التعليم في السعودية أن أول مدرسة نظامية في جدة انشئت عام 1898، وهي المدرسة الرشدية، التي تحول اسمها إلى المدرسة الهاشمية بعد تغيير الدراسة بها من اللغة التركية إلى اللغة العربية، كما أنشئت أول مدرسة تحضيرية أولية في الحجاز عام 1911، وكانت تسمى مدرسة الخياط التي سميت في ما بعد مدرسة المسعى، ثم تغير اسمها إلى مدرسة الرحمانية الابتدائية، نسبة إلى والد مؤسس المملكة العربية السعودية الإمام عبد الرحمن آل سعود. وكان مدير المدرسة آنذاك العالم الكبير محمد حسن خياط، وكانت الدراسة الابتدائية فيها تشتمل على مرحلتين: المرحلة التحضيرية ومدتها ثلاث سنوات، ثم المرحلة الابتدائية ومدتها أربع سنوات.
وفي ما يتعلق بمدارس البنات التي تأخرت كثيرا عن مداس البنين، فإن العاصمة السعودية شهدت افتتاح أول مدرسة حكومية للبنات قبل 45 عاما فقط، ويعتبر هذا التاريخ متأخرا هو الآخر عن تاريخ افتتاح أول مدرسة شبه نظامية للبنات في السعودية بحوالي ربع قرن، وهي المدرسة التي أنشئت في جدة سنة 1945، وملحقة بالمدرسة الصولتية للبنين ولكنها في مبنى مستقل.
وكانت المدارس قبل التعليم الحكومي النظامي في اغلب مناطق السعودية على شكل كتاتيب للذكور والإناث، وبعضها كان مختلطا، ثم تحولت إلى مدارس شبه نظامية، أهلية ثم حكومية، واستحوذت مدن الحجاز (مكة وجدة والمدينة والطائف) على النسبة الأكبر في عددها سواء بنظام الكتاتيب أو الاهلي أو الحكومي.
وتجدر الاشارة الى أن تعليم البنات تأخر كثيرا عن تعليم البنين الحكومي بنحو 6 عقود، وهو ما يعطي تبريرا لحماس الأهالي على تعليم الإناث سواء بشكل مستقل أو جنبا إلى جنب مع الذكور، كما يشار إلى ان أول مديرية للمعارف في السعودية تأسست قبل نحو 81 عاما وبالتحديد في عام 1923.