حي الطريف أحد أهم المواقع التاريخية والجغرافية في الرياض
on- 2022-08-14 14:48:16
- 0
- 993
يعد حي الطريف في الدرعية (شمال غرب الرياض)، محطة تاريخية ومعمارية رائعة وهامة، وهو ما جعله يدخل ضمن قائمة التراث العالمي باليونسكو في عام 2010، كأحد أهم المواقع السياسية والجغرافية في السعودية، إذ شهد ولادة الدولة السعودية الأولى، وهي الدولة التي تأسست في وسط الجزيرة العربية عام 1744م علي يد محمد بن سعود آل مقرن أمير الدرعية والذي إتخذها عاصمة لدولته والتي إستمرت في التوسع حتى سقوطها عام 1818م على يد الجيش العثماني بقيادة القائد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر حينذاك ويقع هذا الحي في قلب شبه الجزيرة العربية وبالتحديد في مدينة الدرعية شمال غرب العاصمة السعودية الرياض في إقليم عارض اليمامة التاريخي بجنوبي هضبة نجد وتتبع إداريا منطقة الرياض وتبعد عن العاصمة الرياض حوالي 20 كيلو متر وهي المحافظة الأولى في المملكة ويحدها من الشمال محافظة حريملاء ومن الجنوب محافظة ضرما ومدينة الرياض ومن الشرق مدينة الرياض ومن الغرب محافظة حريملاء ومحافظة ضرما أيضا.
و يعتبر حي الطريف التاريخي والذي أُسس في القرن الخامس عشر الميلادي من أهم معالم مدينة الدرعية الأثرية وهو يقع فوق الجبل الجنوبي الغربي من منطقة الدرعية ويشرف من علو بارز على باقي المدينة ويضم عددا من الأبنية الرائعة التي تشهد على قدرة المهندس المحلي وبراعته الهندسية والبنائية ويمثل هذا الحي نموذجا حيا لأسلوب البناء ومادته في هذه الفترة التاريخية من حياة المملكة العربية السعودية وهو يحمل آثار الأسلوب المعماري النجدي الذي يتفرد به وسط شبه الجزيرة العربية ومما يذكر أنه قد تنامى في القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر الميلاديين الدور السياسي والديني لحي الطريف وأضحى مركزا لسلطة آل سعود وإنتشار تيار الإصلاح السلفي في الإسلام ويضم هذا الحي آثار للكثير من القصور لإحتضانه أهم المباني الأثرية والقصور والمعالم التاريخية حيث يضم معظم المباني الإدارية في عهد الدولة السعودية الأولى كقصر سلوى الذي تم إنشاؤه في أواخر القرن الثاني عشر الهجري وكانت تدار منه شؤون الدولة السعودية الأولى وبيت المال وسبالة موضي وكذلك جامع الإمام محمد بن سعود وقصر سعد بن سعود وقصر ناصر بن سعود وقصر الضيافة التقليدي هذا ويحيط بحي الطريف سور كبير وأبراج كانت تستخدم لأغراض المراقبة والدفاع عن المدينة فضلا عن مدينة بنيت على ضفاف واحة الدرعية .
كل هذا جعل حي الطريف يحتل مكانة مميزة على مدى أكثر من ثلاثة قرون. ويميزالحي بصور جمالية تاريخية، وهو محاط بوادي حنيفة وتتناثر في أرجائه المباني الأثرية والشعبية الجميلة.
ويعد مشروع تطوير حي الطريف، بمثابة أيقونة برنامج تطوير الدرعية التاريخية، وواسطة عقدها، حيث يحتضن أهم معالم الدرعية التاريخية، والعنصر الأساسي للتطوير فيها، وكان مقراً لسكن الإمام محمد بن سعود وأسرته، رحمهم الله، ومقراً للحكم في الدولة السعودية الأولى، ويضم أهم معالم الدرعية وقصورها ومبانيها الأثرية.
ويهدف المشروع، إلى إبراز قيمة الحي التاريخية، وتحويله إلى متحف مفتوح وضاحية ثقافية وسياحية من خلال تأهيل المنشآت الأثرية في الحي بعد توثيقها وترميمها، وتوظيف أبرز المنشآت المعمارية لاستيعاب مؤسسات متحفية، وأنشطة وفعاليات ثقافية تراثية، إضافة إلى تزويد الحي بالخدمات الملائمة للزوار، بما في ذلك الطرق والممرات، والمرافق الخدمية، والوسائل التعريفية الثقافية والإرشادية.
وفد جرى تطوير حي الطريف وفق منهجية جمعت بين موجِّهات المواثيق العالمية للحفاظ على التراث العمراني، وبين مقوِّمات الحي الطبيعية والتاريخية، مما ساهم في إبراز قيمة الحي التاريخية، كموقع تاريخي أثري متحفي، تتكامل فيه جوانب العرض ما بين الشواهد المعمارية والبيئة الطبيعية، والعروض التفاعلية والأنشطة الحية، ضمن أُسس تُعنى بمفاهيم المحافظة والترميم.
اشتمل مشروع تطوير حي الطريف، على مركز للزوار، أقيم عند مدخل الحي، يضم مجسماً مصنوعاً من البرونز، يجسّد صورة جوية تظهر أدق تفاصيل حي الطريف قبل إعادة تأهيله، إضافة إلى لوحة جدارية تروي “الخط الزمني” لتاريخ الدرعية منذ هجرة بنو حنيفة إلى اليمامة عام ٢٠٠ قبل الهجرة النبوية الشريفة، مروراً بتأسيس الدرعية عام ٨٥٠هـ، فتأسيس الدولة السعودية الأولى عام ١١٥٧هـ، حتى تدشين مشروع حي الطريف بحمد الله.
ويتضمن هذا المشروع إنشاء خمسة متاحف في عدد من القصور التاريخية بحي الطريف تحاكي تاريخ الدولة السعودية الأولى تشمل كلا من متحف الدرعية ومتحف الحياة الاجتماعية والمتحف الحربي ومتحف الخيل العربية ومتحف التجارة والمال إلى جانب مركز العمارة وطرق البناء التراثية في الوقت الذي يتم توظيف الأطلال الخارجية لقصر سلوى لعروض الصوت والضوء والوسائط المتعددة حيث ستستخدم جدران القصر كشاشات لعرض دراما بصرية قصصية تحكي قصة الدولة السعودية الأولى وترميم جامع الإمام محمد بن سعود أحد معالم الحي وإعادة إستخدامه كمصلى ويتضمن الحي أيضا سوق الطريف الذي يتكون من 38 محلًا مخصصة للمنتجات الحرفية والمطاعم التقليدية إضافة إلى مركز لإستقبال الزوار تمت إقامته عند مدخل الحي ومركز لإدارة الحي تمت إقامته في قصر فهد بن سعود وتديره الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وتهيئة الممرات والفراغات العامة داخل الحي ورصفها وإضاءتها بأساليب متعددة لتبرز القيمة التراثية للحي وتخصيص قصر إبراهيم بن سعود كمركز لتوثيق تاريخ الدرعية يدار من قبل دارة الملك عبد العزيز وهي مؤسسة ثقافية تقع في الرياض في المملكة العربية السعودية أنشئت بموجب المرسوم الملكي في الخامس من شهر شعبان عام 1392 هجرية الموافق عام 1972م وقد تم إنشاؤها لخدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والدول العربية والدول الإسلامية بصفة عامة .