جامع طبب.. أكبر الجوامع الأثرية بمنطقة عسير
on- 2022-07-19 15:03:50
- 0
- 1791
يقع مسجد طبب التاريخي على بعد نحو 28 كلم شمال أبها، و يعد أحد أقدم المساجد التاريخية في المنطقة، وأحد معالمها التراثية والتاريخية، و يحظى المسجد بزيارات متتابعة من المهتمين بالتراث من داخل المملكة وخارجها.
تم تأسيس المسجد عام 1221هـ، عندما أمر ببنائه الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد، في قرية طبب القريبة من مدينة أبها ليكون طوال 218 عاما، منارة للعلم، وتعليم القرآن الكريم وعلوم الدين، والقراءة والكتابة.
وقد تم ترميم المسجد عام 1419هـ من خلال مؤسسة التراث الخيرية على نفقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ضمن برنامج (إعمار المساجد التاريخية) الذي بدأته مؤسسة التراث بالشراكة مع وزارة الشؤون الاسلامية ثم تحول إلى هيئة السياحة والتراث الوطني بالتعاون مع الوزارة والمؤسسة.
واستخدمت مؤسسة التراث في أعمال الترميم التي استغرقت ثلاثة أعوام، مجموعة من أساليب البناء التقليدية، مع توظيف تقنيات وأنظمة البناء الحديثة، ليجمع المبنى بعد اكتمال ترميمه بين صورته التراثية وخدماته العصرية.
وشهد المسجد خلال الفترة الماضية أعمال صيانة وترميم قبل مشروع الترميم الاخير، أولها من قبل سمو أمير منطقة عسير سابقا الأمير خالد الفيصل عام 1392، فصيانة أخرى من قبل سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع سابقاً عام 1405، وآخرها كانت على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، في عام 1419، حيث أعيد ترميم الجامع، وشهد أيضا إنشاء ملاحق تشمل سكنا للإمام، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ومواقع للوضوء، ودورات مياه ومواقف سيارات.
إن المسجد مبني من الحجارة، ويبلغ عرض الجدران الداخلية والخارجية حوالى متر، ومسقوف من الخشب الرصين، فيما يوجد به عدد من الأقواس الداخلية، وتحديدا في المناطق الواقعة بين الأعمدة، إذ تم استغلالها بشكل جيد، لإضفاء لمسة جمالية على أروقة المسجد من الداخل، وتؤدى فيه الفروض الخمسة وصلوات الجمعة والأعياد، والاستسقاء، إذ يجمع أهالي مركز طبب والقرى المجاورة، وتم الإبقاء على المحراب القديم بشكله شبه المثلث على رغم ضيقه، ووضع الإنارة الحالية في وسائل قديمة مثل الفانوس وغيره، وتم استخدام "الجص" المقارب لمادة الأسمنت، في أعمال طلي الجدران من الداخل.
أما من الخارج تم بناء المسجد من الحجارة ذات اللون البني، الذي تتميز به طبيعة المنطقة، فيما تم طلاء الإطار الدائري له باللون الأبيض، وجرى بناء منارة المسجد من الحجر، وبشكل يضيق كلما تم الارتفاع إلى الأعلى، ومساحة المسجد الإجمالية حوالى 6300 متر مربع ويتكون من أربعة أروقة، وأربع بلاطات تفصل عن بعضها البعض عن طريق عقود مدببة الشكل أو دائرية تم تعديلها، وترتكز العقود على دعامات معظمها مستطيلة الشكل، ويقع المحراب في الواجهة الشمالية الغربية، والمنبر عبارة عن تجويف بجدار، يرتفع بمقدار درجة واحدة عن أرضية المسجد، وتم عمل تشكيل داخل المنبر لتجهيز مقعد للإمام يرتفع عن أرضية المسجد، ويعلو واجهات المسجد الأربع الشرفات التقليدية القديمة.
يذكر أن المسجد يحظى على الدوام بزيارات متتابعة من المهتمين بالتراث من داخل المملكة وخارجها.