قصر مالك ببني مالك عسير
on- 2022-07-05 15:08:38
- 0
- 1492
قصر مالك يشهد على توحيد وعزة قُرى بني مالك عسير وويعتبر رمزاً للولاء والإنتماء للوطن وقيادته ، ذلك الإرث الكبير للماضي الجميل والذي يروي قصصاً وحكايات ويُجسّد حقبة من عبق التاريخ العريق الذي كان ولا زال وسيبقى جزءًا لا يتجزأ من الحضارة التي يتوارثها الأجيال بكل فخر واعتزاز .
” قصر مالك ” ببني مالك عسير هو أحد أبرز الوُجهات الرائعة لعشاق المتعة البصرية والفنون المعمارية وهواة التصوير الفوتوغرافي والمهتمين بالتاريخ والتوثيق والتراث ، هذا الشامخ الذي شارف على دخول النصف من القرن الثاني لبنائه على يد الشيخ علي بن معدي رحمه الله ، ليقوم بترميمه والحفاظ عليه الإبن البار لذلك الأمير شيخ شمل قبائل بني مالك عسير الشيخ احمد بن علي بن معدي ، والذي حمَل على عاتقه إرثاً عريقاً في زواياه وأركانه تلك الذكريات الجميلة لحقبة زمنية جمعت البساطة بالروعة .
القصر يتكون من أربعة طوابق وملحق، وبني القصر من اللبن والحجر المسمى الرقف، كما هو طابع البناء العسيري المعتاد، ويتربع القصر على مساحة إجمالية قدرها 1500م وارتفاعه قرابة 20 متراً، ويتكون من عدد من الغرف، ومنها الباسوط للجلوس والمعيشة، والمجلس لاستقبال الضيوف، والرف لتخزين الحبوب، وغرفة نوم للشيخ، وغرفة صغيرة مجاورة الرباعة لحفظ السمن والعسل، والعريش غرفة للطبخ، وغرفة الصلل والسفالي أسفل القصر.
يوجد بجوار المسجد من الجهة الغربية مسجد لا تتجاوز مساحته 16 مترا بني قبل بناء القصر بأكثر من 10 سنوات، واستخدم في بنائه الأخشاب والأحجار من طبيعة المكان، كما يوجد بجوار القصر من الجهتين الشمالية والغربية بئران لتزويد القصر بالماء، وهما من الشمال بئر العبشانية، ومن الغرب بئر الوادي.
ويحوي قصر مالك الأثري عددا كبيرا من القطع الأثرية القديمة والنادرة والتي تعود ملكيتها لأسرة آل معدي، وكانت موزعة بين مواقع متعددة من منازلهم، تمت إعادة ترميمها ووضعها بمواقع متفرقة من القصر، وبمواقع استخداماتها العلية.
وفي إحدى غرف القصر تمتد على مساحة كبيرة من الجدر دولاب زجاجي يحوي عددا كبيرا من الوثائق التاريخية والمراسلات الرسمية بين قيادات المملكة العربية السعودية وشيوخ بني مالك أسرة آل بن معدي، ومع عدد من شيوخ وأعيان قبائل منطقة عسير وما جاورها، عرض البعض من تلك الوثائق الصالحة للعرض.
وقد وقع اختيار هيئة المسرح والفنون الأدائية على قصر مالك ليكون ضمن 3 مواقع تاريخية بمنطقة عسير هي قصر مالك وقصر بني مشيط وقصور أبو سراح والتي تحتضن مهرجان ( قمم للفنون الأدائية الجبلية ) والذي يهدف إلى التعريف بالفنون الجبلية والبصرية لمناطق جبال السروات وأبرز الألوان والحرف والمأكولات الشعبية بها في فعالية رائعة أثبتت نجاحها عبر تفاعل المجتمع بشكل جيد معها .
أكد ابن معدي أن الأمير تركي بن طلال هو الداعم والمحفز في إخراج قصر مالك بصورته الحالية، وقال كان الوضع بحاجة إلى همة فقط، واصلها الأمير تركي، وفي يوم 1/1/1439 قمت بإعادة ترميم القصر وتأهيله على أيدي أفضل العمال المختصين بهذا المجال، وتم التبرع من قبله بجزء من أملاكه الخاصة وتهيئة ساحات محيطه بالقصر وتجميلها وتحسينها حتى تصبح مقراً للاحتفالات الرسمية لقبائل بني مالك.