قصر بيت الكاتب...قصر النيابة
on- 2022-06-09 14:33:32
- 0
- 672
تضم مدينة الطائف مجموعة من مواقع التراث العمراني الضاربة في عمق التاريخ الإنساني والحضاري، أبرزها القصور التراثية التي لازالت تقف شامخة بطرازها المعماري الفريد .
ويعد قصر بيت الكاتب أحد أهم الوجهات التاريخية حيث يعد خير شاهد على تطور العمارة والبناء بالطائف عبر العصور الماضية . يقع بيت الكاتب في حي السلام بمدينة الطائف، ولقد تم تأسيسه عام 1315هـ، وكان يُسمّى قصر النيابة نظراً لأن جلالة الملك فيصل -رحمه الله- كان يسكنه في الصيف عندما ينوب عن أباه على ولاية الحجاز.
شيّد محمد علي عبدالواحد، كاتب الشريف عون الرفيق، هذا المبنى عام 1315هـ، ويحده شرقاً شارع مسدود وفناء، ومن جهة الغرب يحده شارع الإمام الشافعي، ومن الشمال شارع أبي نواس، ومن الجنوب شارع السلامة، ولقد تم تشييد المبنى على الطراز الروماني، والذي كان شائعاً في العالم العربي آنذاك، كما تبلغ مساحة بناء البيت 762م2، في حين أن مساحة الأرض تبلغ 7972م2، وإن المدخل الرئيسي للبيت يُفضي إلى ديوان واسع على طرفيه سلالم تؤدي إلى الطوابق العلوية، ولقد تم تصميم درابزينات السلالم من الحجر والرخام، بالإضافة إلى وجود ديوان آخر يمتد من الفناء الشمالي للبيت؛ علماً بأن البيت يضم فناءً واسعاً به بستان للفواكه والخضروات.
قصر النيابة يتكون من 3 أدوار بنيت على الطراز المعماري الروماني القديم، وتتزين جنبات القصر بأعمدة حجرية تمتاز بزخارف شبه حلزونية وتمتد حتى الأسطح العلوية، كما يتميز القصر بنوافذ خشبية شكلت النمط المعماري في منطقة الحجاز، وبجدران مكسوة بالنورة، ويبلغ عدد غرف الأثر 45 غرفة زينت بالرخام والزخارف المصنوعة يدوياً .
في العام 1315هـ سكنه محمد عبدالواحد بعد الانتهاء من بنائه الذي استمر ثلاث سنوات، والعام 1350هـ سكنه أبناء محمد علي عبدالواحد بعد ترميمه وإصلاح ما خرب منه، وشيدوا بجواره ملحقاً في الجهة الشرقية بني بالحجر والطين. أُعجب الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بالقصر فور مشاهدته؛ فأمر أبناء محمد علي عبدالواحد تشييد دوره الثالث، وبناء ملحقات القصر من الجهة الشمالية يضم مطبخا خاصا، واتفق الملك فيصل مع أبناء محمد علي عبدالواحد على أن يستأجر القصر حتى يأتي له صيفاً؛ فوافقوا على طلبه، وسكنه ثم تعاقب عليه أبناؤه من بعده (عبدالله ومحمد وسعد وسعود وخالد وتركي) ثم ابنته سارة، واستمرت الحال لمدة تجاوزت 20 سنة، ثم انتقل الملك فيصل إلى حي آخر حيث بني فيه قصره الخاص.
سكنه من بعده الأمير بندر بن محمد بن عبدالعزيز لمدة ثلاث سنوات في فترة الصيف، أيضا سكنه الأمير عبدالله الفيصل لمدة خمس سنوات، كما وقد سكنته الأميرة شيخة بنت عبدالعزيز لمدة ثلاث سنوات في فترة الصيف، ثم هُجر العام 1388هـ.
وفي عام 1435 هـ، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تم اختيار القصر من قبل دارة الملك عبدالعزيز ليصبح مقراً لمركز تاريخ الطائف بعد ترميمه، وتم تسليم القصر لإحدى الشركات للقيام بأعمال الترميم.