تعدّ جبال الفقرة الطبيعة الخلابة مقصداً سياحياً
on- 2022-02-08 10:39:50
- 0
- 1790
الفقرة هي قرية جبلية تابعة لمنطقة المدينة المنورة يسكنها الأحامدة من قبيلة حرب وتبعد عن المدينة المنورة 80 كيلومتر .بالقرب من ميناء ينبع أقحمها في الأحداث التي مرت بها تلك المنطقة خلال حقبة العثمانيين وولاتهم على الحجاز حيث كانت في فترات أفضل حصن للأحامدة من غارات الأتراك بما تمتلكه من موقع جغرافي واكتفاء غذائي ذاتي.
تشتهر الفقرة بجبالها ومن أشهر جبالها جبلا الأشعر والأجرد، وسمي الجبل بالأشعر نسبة إلى امتلاءه بالأشجار وخصوصًا شجر العرعر والعتم، في حين سمي الجبل الآخر بالأجرد لعدم وجود النباتات أو الخضرة فيه، وهو جبل يقع إلى الشمال الغربي من الفقرة، والجبل مستقل عن الفقرة وهو بعيد بعض الشيء. والفقرة عبارة عن سلسلة جبال متجاورة في خط طولي تقريبًا تشبه تماماً فقرات العمود الفقري وهذا مما يرجح سبب تسميتها الفقرة.
ترتفع الفقرة عن سطح البحر بحوالي 1,901 م (6,237 قدم)، بالإمكان ومن على قمم بعض جبالها الغربية مثل جبل الخاطر أو النوايل أو من أعلى جبل الغراب رؤية أنوار ينبع البحر والهيئة الملكية للجبيل وينبع وأنوار ينبع النخل وذلك لشدة الارتفاع.
و جبال "الفقرة" من أجمل السلاسل الجبلية في المملكة، وهي عبارة عن مجموعة من الجبال المتجاورة في خط طولي تقريبًا تشبه تماماً فقرات العمود الفقري وهذا مما يرجح سبب تسميتها "الفقرة"، وتضم أشهر الجبال التي عرفها الجميع وهما جبل الأشعر وجبل الأجرد، وسمي الأشعر بذلك بسبب وجود الأشجار الكثيفة خصوصًا العرعر والعتم، أما الجبل الأجرد فهو عكس الأشعر تماما فصخوره البنية سيطرت على إطلالته وشحت فيه الأشجار، ويقع الأجرد في الشمال الغربي من الفقرة. في حين تحتضن "الفقرة" جبالاً ومناطق وعرة, شكّلت تضاريسها بيئة مناسبة لـ "النمر العربي" الذي يعدّ من أندر الحيوانات وأكثرها عرضة للانقراض, ويتناقل بعض الأهالي أحاديث عن مشاهدته في المنطقة, ما يتطابق مع روايات المؤرخين قديماً.
وهي مركز يتبع له العديد من القرى والهجر باعتدال أجوائها صيفاً, حيث تسجّل فيها أدنى درجات الحرارة على مستوى منطقة المدينة المنورة, وتميل الأجواء فيها إلى البرودة بعد هطول الأمطار, وترتفع "الفقرة" عن سطح البحر حوالي 1800 متر, وتحوي العديد من الجبال التي تكسوها الخضرة أغلب فترات السنة, وينتشر في معظم أرجائها الغطاء النباتي, والأشجار المزهرة لاسيما بعد مواسم الأمطار بدرجات متفاوتة, فيما تنتشر على ضفاف جبال الفقرة العديد من الشعاب والرياض الصغيرة التي تعدّ أراضٍ خصبة للمزروعات, وقد نجحت مبادرات بعض سكانها بزراعة ثمار كالبرتقال والرمّان والتين وغيرها من المنتجات الزراعية, إضافة إلى زراعة أصناف من التمور في مزارع النخيل المنتشرة في قرى الفقرة كافة, في حين يعدّ إنتاج العسل الجبلي الطبيعي مهنة متوارثة منذ القدم لمعظم ساكني "الفقرة" حيث تنتج المنطقة أغلى أنواع الأعسال الذي يجمع رحيقه النحل البلدي من أزهار الأشجار الجبلية المنتشرة في أرجاء الفقرة.
سياحياً .. تعدّ "الفقرة" متنفساً لأهالي المدينة المنورة, وتمتاز بمسافتها القريبة نسبياً من حاضرة المدينة المنورة, وطرقاً سالكة يعبر من خلالها المتنزهين إلى العديد من المواقع السياحية الطبيعية وخياراً مناسباً لنزهة يومية دون تكبّد تكاليف استئجار السكن, فشكّلت منطقة جذب للأهالي .
تعد الفقرة مقصداً سياحياً ويمكن الوصول لها عن طريق ثلاثة طرق: طريق رئيسي وهو طريق المدينة المنورة الفريش الفقرة ومسافته قرابة 82 كيلو وهو طريق مزدوج، وطريق المسيجيد أرحقان العنيق حيث يستطيع القادم إلى الفقرة الصعود عن طريق شعب يسمى محليه ولكن لا يستطيع الطلوع أو الصعود مع هذا الطريق إلا السيارات ذات الدفع الرباعي وطول الطريق تقريباً 50 كيلومترا عن المسيجيد حتى أعلى قمة الفقرة، وأخيراً طريق ينبع النخل طريق البقاع يفرق من منطقة مدسوس والبلدة ثم يسلك طريق ترابي متجاوز قريتي الشرجة والصديرة ثم بعد ذلك يجد طريقاً مسفلتاً يصعد جبل يسمى دمدم ويفضل عدم السرعة والطلوع بتأني وطول هذا الجبل حوالي خمسة كيلو مترات تقريباً.