قرية "زُبالا" التاريخية شمال المملكة
on- 2022-01-24 15:06:15
- 0
- 1218
تميزت المملكة العربية السعودية بوجود الكثير من طرق السفر القديمة التي كان الناس يستخدمونها في موسم الحج تحديدًا، منها طريق الحج الكوفي الممتد من مدينة الكوفة في العراق مارًا على مدن شمال المملكة ووسطها منها حائل، والقصيم حتى نهاية الطريق الذي يصل المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، ويبلغ طوله في المملكة أكثر من 1400 كم، وأدرج الدرب ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.
على بعد 25 كيلو متر جنوب محافظة رفحاء الواقعة بمنطقة الحدود الشمالية للمملكة تقع أحدى أهم القرى التاريخية في الجزيرة العربية وتضم قرابة 300 بئر تاريخي، إنها قرية زبالة التاريخية وبئرها الشهير بئر زبالة أو زبالا الذي تبلغ فتحته 10 أمتار طولاً في 10 أمتار عرضاً بشكل مربع وبعمق 250 متر والذي حفر في صخر أصم وأعتبر أحد العجائب حيث لم يتم معرفة كيف تم بناؤه بهذه الطريقة.
قرية زُبالا تعد من أهم مستوطنات طريق الحج الكوفي، ويعود تاريخها إلى ما قبل العصر العباسي، حيث وصلت أوج اتساعها في العصر العباسي المبكر واحتفظت باسمها حتى الوقت الحاضر، وتضم مواقع تاريخية منها القصر العباسي وحصن زُبالا والمدينة السكنية المحيطة به ومسجد وعدة برك وأكثر من 300 بئر، وتشتهر أيضاً بكونها أحد منازل درب زبيدة، وتُعد من القرى الغنية بالآثار التاريخية الخالدة بمنطقة الحدود الشمالية.
تقع هذه القرية التي يبلغ عمرها 1300 عام على درب زبيدة الشهير وتحتوي حصن زبالا الشهير وقصر العباسي الذي بناه هارون الرشيد وبها أحد أشهر أسواق العرب قديماً "يوم زُبالة" ولكن يظل بئرها ببنائه العجيب هو الأبرز حيث يوجد به مياه عذبة وخفيفة كما يحتوي على سلم وأماكن للراحة وقد أشرف على بناؤه عمرو بن موسى بأمر من السيدة زبيدة.
يحتوي الطريق على العديد من الآبار التي حفرت على امتداده إلا أن "بئر زُبالا " التاريخي يعد من أعمق وأبرز آثار قرية زبُالا الأثرية، والتي تقع تحديدًا جنوب محافظة رفحاء بـ 25 كم بمنطقة الحدود الشمالية على درب البخور والقوافل ودرب الحج القديم درب زبيدة الشهير.
حفر هذا البئر العميق والضخم في الصخر الأصم تحيطه الصخور الصلدة والقاسية، لذلك تم قصه من أعلاه حتى آخر نقطة في أسفل البئر ليصبح شكله ذو شكل هندسي مربعاً وتبلغ مساحة فوهته 10*10 متر، وعمقه 250 متر، ويحتوي على سلم وأماكن للاستراحة واستخدمت فيه الحبال والأخشاب لمزاولة العمل فيه، واستخراج الماء العذب بخفة وسهولة.
ذكرت المنطقة في كتب التاريخ منها "مدخل إلى الآثار الإسلامية" و"معجم البلدان" الذي جاء فيه "زبالا منزل معروف بطريق مكة من الكوفة وهي قرية عمرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية" وذكرت في كتاب "معجم ما استعجم" وذكرها الشعراء ومنهم الأخطل في أشعاره.
كما تحدث عنها المؤرخ السعودي حمد الجاسر في كتابه "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية" حيث قال "ولا تزال زبالا معروفة تقع في وادٍ بهذا الاسم فيه مورد قصير وبِركة" وذكرها الدكتور سعد الراشد في رسالة الدكتوراه المخصصة لدرب زبيدة.