تبوك...تاريخ وأثار طاعنة في القدم
on- 2021-12-12 13:48:14
- 0
- 1345
مسجد التوبة
يقع وسط البلدة القديمة بالقرب من قلعة تبوك وأقدم الأسواق على امتداد الجادة، ويعد المسجد واحداً من أبرز معالم المنطقة وأشهر مساجدها، واكتسب مكانته لما يمثله من تجسيد لمرحلة تاريخية مهمة تتمثل في غزوة تبوك، وجيش العسرة الذي جهّزه النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة تسعة هجرية لملاقاة الروم.
وبحسب المراجع التاريخية تعود نشأة المسجد إلى غزوة تبوك، حينما عقد الرسول - صلى الله عليه وسلم - العزم في السنة التاسعة من للهجرة لملاقاة جيش الروم، فجهّز "جيش العسرة"، ولما وصل الجيش بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى منطقة تبوك، وتحديداً البقعة التي عليها المسجد، مكث نحو 20 ليلة فلم يأتهم أحد من جيش الروم بعد أن ألقى الله في قلوبهم الرعب والخوف وفرّق شملهم داخل البلاد وشتّت أمرهم، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم
- يستقبل الوفود التي جاءت للمصالحة ودفع الجزية ليتخذ من "مسجد التوبة" مكاناً له، حيث أدى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، الصلاة فيه نحو عشر ليالٍ وذلك لقرب المسجد من عين جارية في ذلك الوقت يُطلق عليها "عين السكر".
وذكر المؤرخون أن أول بناء لهذا المسجد كان في عهد الخليفة الأموي الراشد عمر بن عبد العزيز - يرحمه الله - في عام 98 للهجرة، حينما كان والياً على المدينة، وتمّ بناؤه من الطين والجريد وسعف النخل للسقف، وتمّ تجديد بناء المسجد في العهد العثماني عام 1062هـ، وجدّد مرة أخرى في عهد الأتراك عام 1325هـ حيث بُني من الأحجار المشذبة ذات الطرز الإسلامي.
وظل المسجد على هذا الحال حتى زار الملك فيصل بن عبد العزيز - يرحمه الله – مدينة تبوك - كما جاء في موسوعة آثار المملكة، وقيل إنه دخل المسجد وصلّى ركعتي تحية المسجد ثم أمر بإعادة بنائه مرة أخرى بشكله الحالي وتجديد بنائه على طراز وتصاميم مشابهة للحرم النبوي الشريف، وذلك في الرابع من شهر شعبان لعام 1393هـ.
وبدأ العمل بإعادة بناء المسجد وتمت إضافة ما حوله من فناء ودفنت البئر المجاورة له، وأُزيل ما حوله من مبانٍ قديمة، ومنها مبنى المالية في تبوك سابقاً؛ لتكون هناك مساحة واسعة حول المسجد، وتمّ الانتهاء من البناء عام 1395هـ، وبعد اكتمال البناء صدر قرار تعيين إمام المسجد محمد عمر غبان في عام 1398 هـ.
وتوجد بالقرب من المسجد مقبرة دُفن فيها عدد من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم. وفي عام 1409هـ، وجّه الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، بتحسين المنطقة المؤدية إلى المسجد، وفي تواصل لسلسلة تطوير المنطقة التاريخية و"مسجد التوبة" فقد اعتمد أخيراً في غرة شهر رمضان الجاري، واطلع أمير تبوك على التصميم المقترح لمشروع تطوير المسجد، الذي يتم تطويره بالشراكة بين فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار وفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وأمانة منطقة تبوك مع مراعاة أن يكون البناء الحديث للمسجد أقرب لما كان عليه في بداية بنائه.
وذكر كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار عن مسجد تبوك، حيث قال ابن زبالة:
"يقال له مسجد التوبة، قال المطري: وهو من المساجد التي ابتناها عمر بن عبد العزيز، قال المجد: دخلته غير مرة، وهو عقود مبنية بالحجارة فنسبته إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو تسميته بذلك غير صحيحة، فاسمه مسجد التوبة أو مسجد تبوك.
فيما وصفه أحد الرحالة الأوائل ابن شجاع المقدسي حينما قدم الي تبوك، قال عنه:
"سنة 623 للهجرة أن بها ماء ينبع ومسجد يُزار، وأن الحجاج يدعون بها أثقالهم عند العرب من بني عقبة، وأنهم يقيمون بها يوماً ثم يستعدون للمفازة الكبرى".
قلعةتبوك الأثرية وعين السكر:
أنشئت قلعة تبوك في العصر العباسي، ثم أعيد بناؤها في عصر السلطان سليمان القانوني سنة 967هـ /1599م، وجدد بناؤها في عصر السلطان محمد الرابع سنة 1064هـ/1653م. وسجلت أعمال التجديد على بلاطات خزفية فوق عقد المدخل، ويعود تاريخ هذه القلعة إلى أكثر من 3500 سنة.
وقد أمر بتجديد وتعمير قلعة تبوك السلطان محمد خان، ثم جددت القلعة سنة 1260هـ/1844م في عهد السلطان عبدالمجيد خان بن محمود وكتب في تلك المناسبة نقش وضع فوق محراب مسجد القلعة.. وفي العهد السعودي جددت عمارة القلعة سنة 1370هـ/1950م.
وبجوار القلعة بركة شبه دائرية يطلق عليها اسم «عين السكر» ويرتبط تاريخها بغزوة تبوك التي قادها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معسكر الجيش حولها. وقد ورد في الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (يوشك يا معاذ ان طالت بك الحياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا).
وقامت الهيئة العليا للسياحة فرع تبوك بتهيئة وتطوير المنطقة المحيطة بالقلعة حيث تم وضع سور جمالي حول منطقة البرك والعين وبوابة للدخول وتم رصف الممرات ووضع أماكن للجلوس داخل القلعة وتعريف الزائرين بأهمية ومكانة هذه القلعة.
وتقوم الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع مكتب الآثار في منطقة تبوك بتنظيم الرحلات لقلعة تبوك وقد زار هذه القلعة عدد من زوار المنطقة من المثقفين والأدباء والكتاب وكذلك القروبات الأوربية التي تقوم بزيارة المنطقة ليطلعوا على آثار المنطقة والتي من ضمنها هذه القلعة والتي يعمد فيها الكثير إلى التصوير داخل هذه القلعة والتي من ضمن أركانها مسجد السجن بئر وغرف للضيافة في السابق.
وبها ابداع البناء وجمال الطراز المعماري المميز بالأحجار المفرغة من الداخل والذي يتكون من ثلاثة طوابق يمكن الوصول لها من خلال سلالم بنيت من الأحجار ومجهزة من الداخل بفتحات كانت في الماضي تستخدم للمراقبة، وبجوار هذه القلعة تقع «عين السكر» الشاهدة على غزوة تبوك والتي تعتبر الأشهر والأقدم في تبوك وكانت المصدر الوحيد للسقيا للزراعة حول القلعة.
قلعة وبركة المعظم التاريخية:
و هی برکة واسعة مبنیة بالحجر و الجصّ و النورة بناء محکما،بحیث تدخلها السیول من الجهات الأربع أیام الأمطار، و یستمر فیها الماء مدة،بناها الملک المعظم صاحب(حلب)للحجاج
وفي عام 1040 للهجرة مرها محمد كبريت الموسوي المدني برفقة قافلة حج الشام فقال :ثم أتينا على المعظَّم وهو وادٍ فيه قلعة عثمانية عمرت سنة إحدى وثلاثين وألف، غير أنَّه لم يكن بها ماء، وقد أشرفت على الدمار، وفيه يقول بعضهم: يا ذا المعظم إنَّ فيك لقسوة … فلأيّ معنى قد سُميت معظما إنّ المعظم من يُغيثُ وفوده … وأراك أفنيت الأنامَ من الظما وعند القلعة بركة عظيمة متسعة جداً، يأتيها الماء من الأمطار، ولها خمس وعشرون درجة، ولما وردناها وجدنا منها خمسة عشر درجة في الماء الفرات.
ويقول حاجي خليفة 1045هـ :
بركة المعظم:
عبارة عن حوض كبير اقيم ليملأ بمياه السيول ويظل فارغا من المياه عند انقطاع الامطار.
وصف البركة
عند زيارتنا لها عام ١٤٢٧ : البركة مربعة الشكل ويبلغ طول الضلع 60 متراً وعميقة ولم نستطع قياس العمق لأنها كانت نصف ممتلئة بالماء وأخبرنا راعي الإبل ان هذا من بقايا سيل العام الماضي! وهناك درج حجري ينزل الى البركة.
بصورة عامة فبركة المعظم لا زالت بحالة ممتازة ولا زالت تؤدي الغرض من وجودها بل الطريف ان البدو لا زالوا يستفيدون منها فهناك دينمو لسحب الماء لسقي الإبل ومن اسباب بناء القلعة العظيمة سنة 1031 هجري لحماية البركة من المفسدين ولتكون واحة امداد في البرية الصعبة التي سميت المفازة العظمى بين تبوك والعلا, لكن للأسف فلم يكتب النجاح لهذه القلعة وأظن ان من أهم الاسباب ان البئر والبركة تعتمد على الامطار فاذا جفت لم يبق لحراس القلعة مصدر للماء كما ان القلعة بعيدة عن اي حاضرة او بلد فيكون حراسها تحت رحمة البدو بعد رجوع قافلة الحج, لذلك فقد هُجرت ولم تستغل الا بضع سنوات متفرقة عبر القرون الاربعة التي تمثل عمرها.
خط سكة حديد الحجاز:
كان ممتدًا في السابق، صُمم في الأصل لتسريع سفر الحجاج المسلمين من دمشق إلى مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة المقدستين، لكنه انتهى إلى أطلال بعد أقل من عقدين من بداية تشغيله. يمكن رؤية بقاياها المغطاة بأشعة الشمس اليوم، وهي تقطع طريقها عبر شمال غرب المملكة العربية السعودية في شكل سكك حديدية تغطيها الأتربة والرمال ومحطات مهجورة وقاطرات صدئة.
تم إنشاء خط السكك الحديدية في الأصل لإقامة رابط بين القسطنطينية ومنطقة الحجاز في المملكة العربية السعودية، موطن أقدس المواقع في الإسلام، وتقصير رحلة الحجاج الذين يؤدون فريضة الحج. امتد الخط، الذي بدأ عام 1900، لمسافة 1,600 كيلومتر من سوريا إلى المدينة المنورة بحلول عام 1908، على الرغم من أن المحطة الأخيرة المخطط لها إلى مكة المكرمة لم يتم إنشائها أبدًا.
خلال الحرب العالمية الأولى ، تعرضت أجزاء من الخط للهجوم من قبل توماس إدوارد لورانس وحلفاؤه العرب وبحلول عام 1918، وبعد أقل من عقدين من بداية المشروع، تحولت السكك الحديدية إلى أنقاض. وتم التخلي عن المسار بشكل غير رسمي بحلول عام 1920.
أطلال سكة حديد الحجاز:
يمكن الوصول إلى أكبر جزء من بقايا السكك الحديدية في المدينة المنورة وتبوك، حيث تم تشييد أكبر محطات الخط والتي تم ترميمها منذ ذلك الحين. وتساعد إضافة القاطرات ومراكز المعلومات الزوار في التعرف على تاريخ السكك الحديدية القصير والمؤثر.
المتحف الذي يقع في المحطة ذات الطراز المعماري الإدواردي، لمشاهدة كنوزها من القطع الأثرية والمخطوطات والصور الفوتوغرافية من هذه الحقبة الزمنية، بعضها من عصر السكك الحديدية والبعض الآخر من وقت سابق. وستجد في أقصى شمال تبوك، أحد أفضل الأمثلة المحافظ عليها لمحطة، وتشمل قاطرة مرممة، وعربة شحن، فضلًا عن القطع الأثرية الأخرى.
جادة الأمير فهد بن سلطان:
تعتبر معلما حضاريا من معالم مدينة تبوك ومركزا تجاريا هاما يشهد طوال اليوم حركة تجارية كبيرة جدا وتعتبر الجادة الشريان الرئيسي لمدينة تبوك بل لمنطقة تبوك وذلك لوجود جميع ما يحتاجه الإنسان لتسوقه سواء لوحده أم بصحبة عائلته .
ويوجد بالجادة العديد من محلات الملابس الخاصة بالرجال والنساء والأطفال ومحلات لبيع المجوهرات والكماليات ومحلات بيع الأدوات الرياضية والصيدليات ومحلات لبيع المواد الغذائية وبيع الساعات ومحلات العطارة وعدد من المطاعم والفنادق والبوفيهات ومحلات لبيع المرطبات ومحلات لعب الأطفال والمكتسبات العامة ومقرات لفروع بنوك رئيسية .
وتقع جادة الأمير فهد بن سلطان في وسط مدينة تبوك يحط بها العديد من أحياء المدينة وكانت هذه الجادة تعرف سابقا باسم الشارع العام يمتد طولها قرابة ستمائة متر وكانت هذه الجادة قبل ذلك تشهد دخول السيارات والمشاة مما كان يسبب وقوع العديد من الحوادث المرورية والمخالفات التي كانت تزعج مرتادي الجادة .