معارك الدولة السعودية ضذ الحملات العثمانية
on- 2021-11-09 12:54:10
- 0
- 4528
كانت بداية الدولة السعودية الأولى عام 1744 ميلاديًا على يد مؤسسها الأمير محمد بن سعود وكانت تلك الفترة الذهبية للدولة السعودية الأولى ، إذ أُطلق عليها في البداية اسم مدينة الدرعية لتكون عاصمة المملكة العربية السعودية الأولى، وعُرف موقعها في جنوب هضبة نجد لكن فيما بعد سقطت مدينة الدرعية أثر الحملات العثمانية الأخيرة لتنتهي دولة السعودية الأولى عام 1233 هجريًا.
خاضت الدولة السعودية الأولى العديد من المعارك للدفاع عن أراضيها ضد الحملات العثمانية الغاشمة التي استهدفتها من أجل القضاء عليها وعلى مبادئها .
معركة وادي الصفراء
نشبت معركة وادي الصفراء عام 1226 هجريًا بالقرب من المدينة المنورة، إذ قامت المعركة بين الدولة السعودية الأولى بقيادة الأمير محمد بن سعود وبين الدولة العثمانية بقيادة أحمد طوسون واستمرت المعركة مشتعلة بين الطرفين لمدة ثلاثة أيام وصمدت خلالهم الدولة السعودية بقواتها لتنتصر في النهاية ويخسر الجيش العثماني قرابة 4000 رجل.
معركة تُرَبَة
قامت تلك المعركة عام 1228 هجريًا وكانت بقيادة غالية البقمية للقوات السعودية ومصطفى بك للدولة العثمانية الغازية حيث بدأت المعركة باتجاه القوات العثمانية نحو احتلال تربة مما دفع غالية البقمية إلى تنظيم القوات السعودية وتوزيع الأسلحة لتكون محل زوجها أمير بلدة تربة لشدة مرضه، ونتج عن هذه المعركة انتصار القوات السعودية الشجعان وهزيمة الجيش العثماني مرة أخرى ومقتل المئات منهم وفرار ما تبقى.
معارك عَسير وزَهْران
بدأت تلك المعركة باتجاه القوات العثمانية عام 1230 هجريًا نحو الأجزاء الجنوبية للدولة السعودية الأولى لوضع يدهم على المنطقة والاستيلاء عليها، فكانت بقيادة محمد علي وعابدين بك وأحمد طوسون وتصدت لهم القوات السعودية بقيادة طامي بن شُعَيب وبَخْروش بن علاس.
وبالرغم من شدة المعارك وقسوتها إلا أن القوات السعودية قد صمدت وحاربت بشجاعة وكانت النتيجة انتصار الجيش السعودي وهزيمة القوات العثمانية ومقتل الكثير منهم.
معركة الرَّس في القصيم
دارت أحداث معركة الرس في القصيم عام 1232 هجريًا بقيادة الأمير عبدالله بن سعود للقوات السعودية وابراهيم باشا لقوات الدولة العثمانية الغازية، حيث حاول الاتجاه بجنوده محاصرًا للرس لمدة دامت ثلاثة أشهر ونصف، خلال تلك الفترة حاول ابراهيم باشا هزيمة القوات السعودية والاستيلاء عليها ولكن بفضل شجاعة أهاليها وقوة جيشها لم يستطيع أن يستولي عليها.
وبالرغم من طلبه للمساعدة من والده محمد علي وتنفيذ ثلاثة هجمات أخرى على المدينة إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل فاضطر لإنهاء الحصار بالإتفاق مع الأمير عبدالله بن سعود.
معركة الدرعية
كانت معركة الدرعية عام 1233 هجريًا، أو حصار الدرعية يمثل المرحلة الأخيرة من الصراع العسكري الكبير بين الدولة السعودية الأولى وقوات محمد علي باشا. ربما لم يستلم ابراهيم باشا بعد هزيمته في الاستيلاء على الرس في القصيم فحاول مجدداً بقواته العثمانية الغازية وبدأ في حصار مدينة الدرعية .
وصلت قوات إبراهيم باشا إلى مدينة الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى وأطبقت الحصار عليها في غرة شهر جُمادى الأولى؛ وبعد حصار استمر لأشهر عانت فيه المدينة من محاولات اقتحامها حَملت قوات إبراهيم باشا على قوات الدرعية في شهر ذي القعدة سنة 1233هـ واستطاعت اختراق السور من جهة مشيرفة وكان إمامها عبد الله بن سعود الكبير .
لم تتمكن قوات الدرعية من صد الهجوم الأخير فأضطرت للتراجع ومع استمرار الضغط على المدينة انتقل الإمام عبد الله بن سعود الكبير من باب سمحان إلى حي الطريف وتحصن فيه بعد أن استولت قوات إبراهيم باشا على جنوب المدينة وقد اندفعت لاحقا حتى باب سمحان. استمر القتال إلى أن أعلن الإمام عبد الله بن سعود الكبير في ذي القعدة سنة 1233هـ استسلامه وطلب الصلح والأمان للدرعية وأهلها مقابل تسليم نفسه، وكان ذلك موافقاً للتاسع من سبتمبر سنة 1818م أي بعد ستة أشهر من حصار الدرعية ويومين من اختراق السور جهة مشيرفة.
استسلم الإمام عبد الله بن سعود الكبير مع حاشيته وحراسه وثروته سجينا إلى القاهرة، وأرسل فيما بعد إلى الأستانة (اسطنبول حاليا ) عاصمة الدولة العثمانية حيث تم إعدامه.
في نهاية سنة 1818م عادت معظم قوات إبراهيم باشا للقاهرة بعد قضائه على قوة الدرعية معلنة نهاية الحملة العثمانية في شبه الجزيرة العربية.
وكأي دولة في بداية ظهورها خاضت المملكة العربية السعودية العديد من المعارك الطاحنة والتي سُميت بـ معارك الدولة السعودية الأولى لتصمد وتُبثت وجودها لتكون على ما هي عليه اليوم واحدة ضمن أقوى الدول في وطننا العربي ويعود الفضل لمؤسسها الأمير محمد بن سعود.