البيئات البكر و واقع البداوة و الإطلالات الأثرية مقومات السياحة في منطقة نجران
on- 2021-11-03 12:45:01
- 0
- 1010
مدينة نجران تقع على الحدود بين السعودية واليمن ولكنها تتبع المنطقة الجنوبية السعودية وتتمتع بأهمية سياحية كبيرة للمملكة، إذ تتميّز السياحة في نجران بالطابع التراثي والمواقع الأثرية التي يعود بعضها لفترات سحيقة من تاريخ المملكة.
إلى جانب هندسة معمارية تقليدية ولكنها فريدة للمباني، مع بعض المعالم الطبيعية والترفيهية الخلابة التي جعلتها من اهم مدن السياحة في السعودية .
أتاح موقع منطقة نجران على الحافة الجنوبية الغربية لصحراء الربع الخالي أن تكون بوابة لسبر أغوار هذا البحر الرملي ، ولطالما كانت تجربة يتوق إليها عشاق الرحلات البرية، فإن موسم الشتاء خلال الفترة من نوفمبر إلى مارس هو الخيار المفضل لخوض هذه التجربة وسط كثبان الرمال واكتشاف طبيعتها نظراً لسكون الرياح الموسمية .
ولهذه الوجهة الصحراوية أبعاد معرفية عبر استكشاف البيئات البكر والتعرف على واقع البداوة في صورتها الحقيقية، وبعض الإطلالات الأثرية، والتكوينات الصخرية في حين تتلألأ النجوم ليلاً في سماء المكان الهادئ بعيداً عن صخب حياة المدن.
وتمتد حافة الربع الخالي في حدود منطقة نجران الإدارية على هيئة كثبان رملية من عروق بني زبادة شمال شرق مدينة نجران وصولاً إلى المنخلي وعـــروق المندفن وحمرا نثيل شمال غرب محافظة شرورة بمسافة تزيد عن 400 كيلو متر ، بارتفاعات متفاوتة للكثبان الرملية تصل إلى 200متر في حدها الأعلى ،ويظهر ذلك في عروق المندفن التي تغطي رماله الذهبية سلسلة جبل العارض من الجهة الشمالية باتجاه محمية عروق بني معارض المقدر مساحتها بـ 12658 كيلو متراً مربعاً، وتعد المحمية آخر موطن لعدد من الحيوانات الصحراوية المنقرضة ، منها المها العربي والثعلب الأحمر وطيور النعام والريم والحبارى ،إضافةً إلى تميزها عن غيرها من مناطق صحراء الربع الخالي بغطاء نباتي صحراوي فريد.
ولم تكن هذه الفلاة بعزلة عن مظاهر الحياة فالشواهد الطبيعية تبرهن عكس ذلك فمنذ القدم كانت بيئة مستوطنة لكثير من الكائنات ومنزلاً للبادية الرحل وممراً لدروب القوافل التجارية القادمة من اليمن ، يدلل على ذلك بقايا الآبار القديمة كما هو الحال في كثبان " المنخلي وأم الوهط " وآبار خَطْمة التي تبعد عن محافظة خباش بأكثر من 100 كيلو متر، وشاهداً على عبور القوافل التجارية القادمة من الجنوب عبر رمال صحراء الربع الخالي باتجاه الشمال قبل الوصول لمحطة استراحة القوافل " آبار حمى "، في حين أن آثار البحيرات الجافة بفعل مياه الأمطار والسيول شاهد آخر على التنوع الأحيائي في طبيعة المكان.
ومن أهم عوامل الجذب السياحي لصحراء الربع الخالي استمرار نمط الحياة القديم لدى أبناء البادية في مختلف المناحي والعادات الاجتماعية ، ولا زالت السمة الأولى لهذه المجتمعات تربية الإبل التي ترعى بقطعانها بطول المناطق الرملية من عروق بني زبادة إلى حمراء نِثيل.
وتحرص الوفود السياحية الزائرة لمنطقة نجران على القيام بجولة في صحراء الربع الخالي والاطلاع على المواقع الأثرية في " آبار حمى " ، كما يميز طبيعة الربع الخالي اختلاف الكثبان الرملية من ناحية اللون والشكل والارتفاع .
وعادة ما تبدأ الجولة من عروق " بني زبادة " وهي أقرب نقطة لأطراف الربع الخالي لمدينة نجران وتبعد تحديداً 15 كيلو متراً عن مطارها الإقليمي ،وتتشكل من عروق "بني بجاش،والرمرام"ذات الرمال الصفراء الذهبية الممتدة بشكل "سيفي" ،ويصل ارتفاعها إلى ما يقارب 80 متراً.
ومن المواقع الأشهر على امتداد الرمال الصحراوية "عروق الصفيات " و "أبو شديد " المحدبة والمنخفضة الارتفاع إلى الشرق من بني زبادة بمسافة تتراوح ما بين 100 إلى 120 كيلو متراً من محافظة خباش، وصولاً حمرا نثيل التابع لمحافظة شرورة على مسافة تزيد عن 400كيلو متراً من نجران ، التي من أهم المراعي في الربع الخالي التي يقصدها أصحاب الإبل والحلال لوفرة الرعي ووجود بئر قديمة للشرب، كما تتميز برمالها الحمراء الداكنة وارتفاعاتها التي تتجاوز 100 متر.
وتمتد سلسلة الرمال عبر الربع الخالي من جبل "العارض" والمحمية الطبيعية وصولاً لعروق المندفن شاهقة الارتفاع التابعة لمحافظة يدمة على بعد 200 كيلو متر شمال نجران ،حيث تغطي كثبانها الرملية الذهبية والحمراء معالم جبل العارض بارتفاع 200 متر ،والقريبة من أم الوهط وآبار خَطْمة التاريخية وآبار حمى ، ولذلك فهي من المواقع السياحية النوعية عطفاً على تنوع تضاريسها ومتعة الرحلات الاستكشافية سواء في محمية بني معارض لمشاهدة الحياة الفطرية النادرة والمنقرضة ، والاطلاع على المواقع التاريخية والتكوينات الصخرية القديمة .