قلعة شمسان التاريخية
on- 2021-11-01 15:14:00
- 0
- 1122
قلعة شمسان، قلعة تعود لفترة حكم الدولة العثمانية، وتقع القلعة في مدينة أبها جنوب المملكة العربية السعودية و تحمل متعة خاصة كونها تحملك إلى حقبة زمنية عمرها 100 عام.
أمر ببناء القلعة الوالي العثماني محيي الدين باشا 1331-1337هـ على قمة جبل شمسان، ويبلغ ارتفاعها حوالي 2300م فوق سطح البحر، حتى تقوم بحماية الطريق القادم من عقبة شعار شمالاً، حيث يُعد الطريق الرئيس الذي يربط مدينة أبها بالمناطق الشمالية، وقد استمرت هذه القلعة بوظيفتها العسكرية طول فترة الوجود العثماني إلى أن غادروها عام 1337هـ
جمعت " قلعة شمسان" الواقعة شمال شرق أبها البعدين التراثي والسياحي في منطقة عسير خاصة بعد إعادة تأهيلها لتكون نافذة على حقبة من تاريخ المنطقة ،ومعلماً معمارياً لفنون العمارة التقليدية .
شُيدت القلعة بتصميمها الأخير قبل أكثر من مئة عام على قمة جبل "شمسان" المرتفع بنحو 2200 متر فوق سطح البحر ، فكانت البوابة الرئيسة لمدينة أبها من جهة عقبة شعار "شمالاً " وبمثابة خط الدفاع الأول عن المدينة في حقب زمنية متتالية .
وتبلغ المساحة الإجمالية للقلعة حوالي 5389 متراً مربعاً وذات أرض صخرية غير مستوية، ويأخد تخطيطها شكلا غير منتظم ، ويوجد في ركن القلعة الشمالي برج دائري.
ويقع مدخل القلعة في منتصف السور الجنوبي الغربي المطل على مدينة أبها، ويؤدي المدخل إلى ممر مسقوف تفتح عليه حجرتان من جهتيه اليمنى واليسرى مخصصتان للحرس.
و تميز نظام التغطية في هذه القلعة باستخدام السقوف المسطحة، وهي عبارة عن عوارض خشبية من جذوع أشجار العرعر المنتشرة بكثرة في الغابات الغربية لجبال عسير، وتختلف أطوال تلك العوارض تبعا لعرض الحجرة الواحدة من حجرات القلعة .
و تتكون القلعة من أسوار تحيط بها من الجهات الأربع، وترتكز عليها حجرات القلعة، وقد كسبت واجهة السور الغربي المطل على مدينة أبها، والربع الغربي من واجهة السور الشمالي بطبقة من الجبس، وذلك لإكسابها شكلا جماليا إضافة إلى أن الجبس يساعد على تماسك الأحجار ، ويختلف ارتفاع هذه الأسوار من جهة إلى أخرى تبعا لتضاريس الأرض المشيدة عليها.
ويختلف أسلوب البناء في القلعة بداية من قطع الأحجار الجرانيتية بأحجام مختلفة ، ثم رصها بشكل بسيط مكونة وجهي الحائط من الداخل والخارج، ويظهر بعد ذلك على هيئة مداميك غير متوازية، مع حشو الفراغ عند عدم استواء أوجه الحجارة بين المداميك بقطع الأحجار الصغيرة على هيئة رقائق خفيفة تأخذ شكل طبقات في ذلك الفراغ وتسمى محليا " الكَحل"، وقد روعي عند بناء كل مدماك ملء المحصور في المسافة بين وجهي الحائط بالأحجار الصغيرة والطين ، الذي يعمل على سد الفراغ بين الأحجار من جهة وتماسكها من جهة أخرى.
وكان فناء القلعة يحتوي على خزان ماء أرضي تتجمع فيه مياه الأمطار التي تسقط على مدينة أبها في معظم فصول السنة، لمد القلعة بالمياه اللازمة، إضافة إلى وجود آبار غنية بالمياه الجوفية على ضفاف وادي أبها الذي يقع جزء منه أسفل الجبل المشيد في قمته القلعة .
وشهدت القلعة في السنوات الأخيرة مشروعات ترميم وإعادة تأهيل متعددة من أبرزها مشروع أمانة منطقة عسير لتطوير محيط القلعة لتكون معلماً سياحياً مهما في مدينة أبها تشمل بناء الجدران الحجرية، ورصف مسارات المشاة، وإنارة القلعة، وإعادة سفلتة الطرق المحيطة بها، وتنظيم المواقف.