مسجد التوبة بتبوك معلم تاريخي ومنارة من منارات الاسلام الخالدة
on- 2021-10-06 11:12:35
- 0
- 778
يعد مسجد التوبة واحداً من أبرز معالم المنطقة وأشهر مساجدها، واكتسب مكانته لما يمثله من تجسيد لمرحلة تاريخية مهمة تتمثل في غزوة تبوك، وجيش العسرة الذي جهّزه النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة تسعة هجرية لملاقاة الروم. وبحسب المراجع التاريخية تعود نشأة المسجد إلى غزوة تبوك، حينما عقد الرسول - صلى الله عليه وسلم - العزم في السنة التاسعة من للهجرة لملاقاة جيش الروم، فجهّز "جيش العسرة"، ولما وصل الجيش بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى منطقة تبوك، وتحديداً البقعة التي عليها المسجد، مكث نحو 20 ليلة فلم يأتهم أحد من جيش الروم بعد أن ألقى الله في قلوبهم الرعب والخوف وفرّق شملهم داخل البلاد وشتّت أمرهم، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يستقبل الوفود التي جاءت للمصالحة ودفع الجزية ليتخذ من "مسجد التوبة" مكاناً له، حيث أدى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، الصلاة فيه نحو عشر ليالٍ وذلك لقرب المسجد من عين جارية في ذلك الوقت يُطلق عليها "عين السكر".
هو مسجد " التوبة " بمنطقة تبوك، أحد أهم المعالم التاريخية ومنارة من منارات الإسلام الخالدة ، وبالقرب من موقعه رفات الصحابي الجليل "ذو البجادين" رضي الله عنه ، وقلعة تبوك التي بنيت قبل أكثر من 5000 عام
ولمسجد التوبة وما جاوره من معالم قصص تعاقبت عليها الحضارات ودارت من حولها الغزوات حتى باتت اليوم موقعاً سياحياً يأتي إليها الزائر ويرحل في أمن وأمان حاملا معه قصص لا تُنسى وحكايات تروى.
ويذكر أن بعض الباحثين سموه بمسجد " التوبة " نسبة إلى سورة التوبة التي نزلت عقب غزوة تبوك ، الذي بقي على هذا المسمى حتى وقتنا الحالي .
وذكر المؤرخون أن أول بناء لهذا المسجد كان في عهد الخليفة الأموي الراشد عمر بن عبد العزيز - يرحمه الله - في عام 98 للهجرة، حينما كان والياً على المدينة، وتمّ بناؤه من الطين والجريد وسعف النخل للسقف، وتمّ تجديد بناء المسجد في العهد العثماني عام 1062هـ، وجدّد مرة أخرى في عهد الأتراك عام 1325هـ حيث بُني من الأحجار المشذبة ذات الطرز الإسلامي. وظل المسجد على هذا الحال حتى زار الملك فيصل بن عبد العزيز - يرحمه الله – مدينة تبوك - كما جاء في موسوعة آثار المملكة، وقيل إنه دخل المسجد وصلّى ركعتي تحية المسجد ثم أمر بإعادة بنائه مرة أخرى بشكله الحالي وتجديد بنائه على طراز وتصاميم مشابهة للحرم النبوي الشريف، وذلك في الرابع من شهر شعبان لعام 1393هـ. وبدأ العمل بإعادة بناء المسجد وتمت إضافة ما حوله من فناء ودفنت البئر المجاورة له، وأُزيل ما حوله من مبانٍ قديمة، ومنها مبنى المالية في تبوك سابقاً؛ لتكون هناك مساحة واسعة حول المسجد، وتمّ الانتهاء من البناء عام 1395هـ، وبعد اكتمال البناء صدر قرار تعيين إمام المسجد محمد عمر غبان في عام 1398 هـ. وتوجد بالقرب من المسجد مقبرة دُفن فيها عدد من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم. وفي عام 1409هـ، وجّه الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، بتحسين المنطقة المؤدية إلى المسجد وظل على حاله حتى اليوم مع العناية التامة به من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف ، حيث يتسع المسجد لثلاثة آلاف مصلٍ.
وأضاف أن المسجد يعد النواة التي تشكلت منها مدينة تبوك بأحيائها وأسواقها ، حيث ظل حجاج الشام يستقرون حوله في رحلتهم لأداء فرضية الحج وعند عودتهم ، لما يشكله من معلم مهم، تجاوره قلعة تبوك التي كانت هي الأخرى ذات أهمية ، ومعلماً من معالم المنطقة القديمة ، وإلى القرب منه تقع أقدم أسواق منطقة تبوك المسماة حاليا " بالجادة " تلك الوجهة الاقتصادية لأهالي المنطقة منذ 200 عام.