"مركز العبلاء" في بيشة.. مقر الكنوز الأثرية القديمة
on- 2020-01-21 21:27:28
- 0
- 1329
تشتهر قرى شمال غرب وغرب محافظة بيشة بمنطقة عسير بالكثير من المواقع والقرى التاريخية التي تحمل في بطونها الآثار الإسلامية ومناجم الذهب، ومنها "مركز العبلاء" الذي يعد من أهم المراكز التاريخية التي تحتوي على العديد من الكنوز الأثرية التي لاتزال محل بحث خبراء الآثار.
و"العبلاء " جبل أبيض يقع في أعلى وادي رنية التابع لمحافظة بيشة إداريًا، وأصبح اسم الجبل يشمل ما جاوره من الأماكن الأثرية القديمة التي اشتهرت قديماً بوجود سوق في العصر الجاهلي ما زالت آثاره بادية للناظر والزائر حتى وقتنا هذا، ويحيط به قرى ومنجم للذهب.
كما يوجد في هذا المكان ثلاثة آبار منحوتة في قمة الجبل يصل عمق إحداها إلى 80 متراً لاستخراج المعادن منها، ومازالت آثار الحريق والتعدين بارزة للعيان إلى وقتنا الحاضر كما يوجد بها (رحى) كبيرة يبلغ عرضها وطولها نحو المتر، وبجانبها الكثير من المواضع الأثرية ومنها هضبة البدرية وهضبة الشنوع وابن النعا.
وفي ذلك السياق أوضح الباحث التاريخي الدكتور محمد بن جرمان العواجي أن محافظة بيشة وقراها ومراكزها بيئة جاذبة للمهتمين بالآثار والتاريخ وخصوصاً ما يتعلق بالمواد الآثرية التي تحوي العديد من الأسرار التاريخية المهمة في عصر ما قبل الإسلام وفي صدره، مبينًا أن مراكز تبالة والثنية والعبلاء شهدت سابقا العديد من المواقف التاريخية والأحداث المهمة.
وكشفت أعمال الفريق العلمي بقطاع الآثار والمتاحف وقطاع المناطق في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤخراً في موقع العبلاء في محافظة بيشة أساسات لمسجد يعود تاريخه إلى الفترة الإسلامية المبكرة تقدر مساحته بـ 616 متراً مربعًا.
و يتوسط المسجد محرابًا نصف دائري مجوف للخارج يوجد في منتصفه مساحة مكشوفة وغرفتان جانبيتان في الجهة الجنوبية الشرقية.
و تنقيبات كشفت مزيدًا من الوحدات المعمارية التي تُمثل غرفا بمساحات كبيرة تتصل بها مخازن ذات مساحات أصغر، مشيرًا إلى أن ما يميز هذه الغرف أرضياتها وجدرانها المكسوة بالجص كما يوجد على جدرانها من الخارج أعمدة أسطوانية مزدوجة الشكل من الجص.
وتم الكشف عن جرار فخارية ضخمة مشابهة لما عثر عليه في المواسم الماضية، إضافة إلى عدد من المطاحن والمدقّات الحجرية التي استخدمت لطحن الخامات المعدنية وتجهيزها للصهر.