سيرة الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه

on
  • 2016-04-24 13:36:38
  • 0
  • 2395

هو نجم ساطع في سماء الاسلام … ما أعذب صوته حين كان  يقرا القرآن … فقد كان   إمامـاً للمهاجريـن من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء بالرغم من انه  كان فيهم عمر بن الخطاب  رضي الله عنه و ذلك لأنه أقرأهم … فمن هو اذن ؟ انه الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه …. فهيا بنا نتعرف اكثر عليه وعلي قصته .

اسمه والتعريف به : هو الصحابي سالم بن معقل أو سالم مولى أبى حذيفة…  لأنه كان رقيقا من أهل فارس من إصطخر ثم أعتـق ثم تبناه أبى حذيفة  فجعله ابنا له قبل الاسلام فلما جاء الاسلام وحرم التبني اصبح أخاً ورفيقاً للذي تبناه وهو الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة … حتى ان سالم تزوج ابنة أخ أبو حذيفة بن عتبه,وهي  فاطمة بنت الوليد بن عتبة … وكان  سالم مولى أبي حذيفة من المهاجرين

اسلامه و أبرز صفاته : لقد  آمن سالم مولى أبي حذيفة بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم  إيمانا مبكرا و أخذ مكانه بين السابقين الأولين و كان من المهاجريين  …. و كانت فضائل الإسلام الرشيد  تزدحم حول الصحابي الجليل  سالم مولى أبي حذيفة  و لكن كان من أبرزهذه الفضائل هي  الجهر بما يراه حقا فلا يعرف الصمت  … فقد غَرَس رسول الله صلي الله عليه وسلم  في قلوب أصحابه أن يأمروا بالمعروف و أن ينهوا عن المنكر و لا يخشوا أحدًا إلا الله …  و ايضا كانت من  أبرز صفات الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه  انه كان من أفضل الصحابة في قراءة القرآن فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” خذوا  القرآن من أربعة: عبدالله بن مسعود،  و سالم مولى أبي حذيفة، و أُبَي بن كعب، و معاذ بن جبل ”  … فقد  كان سالم رضي الله عنه  إمامـاً للمهاجريـن من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء و كان فيهم عمر بن الخطاب و ذلك لأنه أقرأهم … و قد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجلّ  سالم مولى أبي حذيفة وقال عمر بن الخطاب  وهو على فراش الموت سيرة الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه لو أدركني أحدُ رجلين  ثم جعلت إليه الأمر لوثقت به  سالم مولى أبي حذيفة  و أبو عبيدة بن الجراح ) …. و كان إيمان سالم مولى أبي حذيفة قوي عميق صادق …فقد غَرَس رسول الله صلي الله عليه وسلم  في قلوب أصحابه الايمان الصادق والخشية من الله ومراقبته في السر والعلن . وشهد الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة كل المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم … وايضا في عهد ابو بكر شارك في الحرب علي المرتدين وأستشهد فيها .

 

 

ما هي قصة سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه والرضاع ؟

قصة الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه و الرضاع مشهورة … فقد أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو زوجة  الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة الذي كان متبني سالم قبل الاسلام ثم جعله اخاه بعد الاسلام فجاءت زوجة أبي حذيفة  هذه ذات يوم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقالت : ( إنّ سالماً بلغ ما يبلغ الرجال وإنه يدخل علي  وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً ) فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( أرضِعيه تَحْرُمي عليه ) و قد رجعت إليه وقالت : ( إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة ) و قد قال أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنّما هذه رخصة من رسول الله لسالم خاصة ) .

ما هي قصة سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه في معركة اليمامة ؟ وما هي قصة استشهاده ؟
لقد غرس الرسول صلي الله عليه وسلم في قلوب اصحابه الدفاع عن الحق و الدين فما أن سمع سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه بحرب المرتدين بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم  إلا كان سالم و أبو حذيفة  في طليعة المجاهدين بل عاهد كل منهما أخاه على الشهادة في سبيل الله …. و تعانق الأخوان سالم و أبو حذيفة و دخلوا في الحرب … و كان أبو حذيفة يصيح: (يا أهل القرآن زينوا القرآن بأعمالكم) وسالم يصيح: (بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمون من قِبَلِي) و كانا يجاهدان بكل قوة و سيفهما كانا يضربان كالعاصفة وحمل سالم الراية بعد أن سقط زيد بن الخطاب قتيلا، فوقع  سيف من سيوف المرتدين على يده اليمنى  فقطعت  فحمل الراية بيده اليسرى  وهو يصيح تاليا الآية: (وكأيّن من نبي قاتل معه ربيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) سورة ال عمران ….. ثم أحاط به الكثير من المرتدين وضربوه بالسيوف فوقع  البطل المجاهد ولكن روحه ظلت في جسده حتى نهاية المعركة ووجده المسلمون  وكان في النزع الأخير، فسألهم سالم رضي الله عنه : (ما فعل أبو حذيفة؟) قالوا: (استشهد) قال: (فأضجعوني إلى جواره)  قالوا: (إنه إلى جوارك يا سالم  لقد استشهد في نفس المكان!) وابتسم ابتسامته الأخيرة وسكت ومات البطل  فقد كان يعلم هو وصاحبه ما كانا يرجوان  معا أسلما  ومعا عاشا ومعا استشهدا  وفي الجنة يلتقيا باذن الله …. وكان استشهاده ذلك في السنة الثانية عشر من الهجرة الموافق  سنة 633 ميلاديا .