مهرجان الحريد تراث شعبي لأهالي جزر الفرسان
on- 2016-04-24 13:18:02
- 0
- 2004
يحتفل الفرسانيون وهم أهل جزر فارس بمهرجان الحريد ، وهو احتفال موروث يتم الاحتفال به على مدار سنوات لصيد سمك الحريد وهو المعروف ببغاء البحر، حيث يجتموا جميعهم من الكبار والصغار في وقت واحد من كل عام للاحتفال به عن طريق صيد أكبر عدد من أسماك الحريد، وهذا المهرجان هو موروث قديم جدا لا يختلف مراسم الاحتفال به عبر العصور، كما لا تختلف مشاعر من يحتفلون به من الأطفال والشباب والكبار، لأنهم يشعرون جميعا بالفرحة العارفة وفرحتهم الكبرى بقيامهم بمراسم الاحتفال والقيام بالرقصات الفرسانية المعروفة لديهم في تراثهم .
سمك الحريد هو من أنواع الأسماك الببغائية والذي يعيش في الشعاب المرجانية في البحار الحارة أو شبه الحارة، ويتميز هذا النوع من السمك بالشكل الغريب فله أسنان أمامية مرتبة والتي تتواجد في مقدمة الفم ومن هنا يشبه في الشكل منقار الببغاء، والمعروف عن هذه السمكة أنها تعيش في المياة الدافئة بين الشعاب المرجانية بداخل المحيطات والبحار.
ما هو مهرجان الحريد ؟
مهرجان الحريد هو من المهرجانات السنوية الخاصة بمنطقة جزر الفرسان الواقعة في أرخبيل والتابعة لمنطقة جازان بالسعودية، ويبدأ بتجمع أسماك الحريد والمعروفة بسمك ببغاء البحر، الذي يتميز بشكلة الخارجي ذو الألوان المتنوعة والتي تشبه الببغاء حيث يعيش هذا النوع من الأسماك في مناطق الحيد البحري، وفي ساحل حصيص يتجمع مجموعات كثيرة جدا من سمك الحريد حيث يصل عدد المجموعة الواحدة إلى ألف سمكة ويجتمع أهل جزر الفرسان إلى المناطق المرتفعة في هذه المنطقة لرؤية مجموعات الحريد وهي تحت المياة ومن ثم يبدأ الصيادون في عملية الصيد والنزول إلى البحر بالشباك لصيد السمك به .
الوقت والزمان لمهرجان الحريد
عادة يبدأ مهرجان الحريد في نهايات شهر مارس وأول شهر ابريل من كل عام ويتم الاحتفال به مرة واحدة في العام ، وفي اليوم الخامس عشر من الشهر القمري تبدأ رائحة معينة يدركها أهل جزر الفرسان وهذه الرائحة دليل قاطع على قرب مجئ سمك الحريد إلى هذه المنطقة، والمعروف عن هذه الرائحة حسب التفسير العلمي لها أنها وقت إطلاق الشعاب المرجانية بيضها مرة واحدة في يوم من السنة، ويبدأ المهرجان قبل صلاة الفجر على ساحل حريد فحينما يبدأ الحريد بتجميع مجموعات وهي ما يطلق عليها سواد يتجه إليها مجموعة من الصيادين الكبارالذي يتم اختيارهم بعناية للبدء في عملية الصيبد، فيما يظل الباقيين على الشاطئ استعدادا لانطلاق المهرجان .
فعاليات المهرجان
حينما يتم رمي الشباك في البحر يتم جمع الأسماك حيث يتم جمع أكبر عدد من الأسماك داخل كل شبكة، وفي مفس الوقت يطلب كبير الصيادين من الشباب والأطفال بجمع شجيرات تسمى الكسب وهي منتشرة في هذا المكان، ومن ثم ينزل الجميع إلى الشاطئ الرملي منتظرين انتهاء مرحلة التجميع، وفي هذه اللحظة ترتكز أنظار الجميع على البحر خاصة على كبير الصياادين ليترقبوا اللحظة الحاسمة من بداية المارثون الذي يبدأ بنداء كبير الصيادين لهم بقوله ” الضويني” أي اهجموا ومن هنا تنطلق جموع الشباب والأطفال من الكبار والصغار إلى البحر بغرض جمع أكبر عدد من الحريد داخل القفص حيث تختلف الكمية من شخص إلى خر، ومن يفز في هذا المارثون هو من يحصل على أعلى كمية من أسماك الحريد.
كما تتوع فعاليات هذا المهرجان أيضا فليس على حسب جمع أكبر الأسماك فقط بل إن هناك فعاليات للطيران الشراعي وأيضا القيام بالرقصات الفرسانية القديمة والشعبية، وفي القدم كان يحتفل بهذا المهرجان العرائس اللائي تزوجن خلال العام حيث تلبس كل عروس فستان زفافها وتكتمل زينتها للاحتفال بها في بيتها مع زيارة النساء والأطفال لها وتقديم التهنئة .