الامن الفكري وتعزيزه لمواجهة الحروب الخفية
- بقلم د. فيصل معيض السميري
- 29/08/2018
الامن الفكري هو ( سلامة فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطية، والاعتدال، في فهمه للأمور الدينية، والسياسية، والاجتماعية ، والنوازل ومستجداتها ) وهو ( الاطمئنان إلى سلامة الفكر من الانحراف الذي يشكل تهديدًا للأمن الوطني أو أحد مقوماته الفكرية، والعقدية، والثقافية، والأخلاقية، والأمنية).
مما سبق يتضح أهمية تعزيز هذا المفهوم الامني الهام باعتباره احد المفاهيم الامنية القديمة الحديثه ، وأصبح في الوقت الراهن من اهم تفريعات الامن الوطني بمفهومه الشامل في ظل كثرة و تلاطم الأفكار التي تعد البذرة الاساسية للاختراق ثم الاقناع ثم التجنيد وأخيرا التنفيذ.
الحروب العسكرية السلاح فيها معروف وطرق استخدامه مدرب عليها ويتوقف استخدامه بانتهاء القتال .
الحروب الفكرية حرب خفية والسّلاح فيها سري يغزو الفكر ويتغلغل في السلوكيات ويتسبب في زيادة الصراع بين المجتمعات وداخل المجتمع نفسه ورغم تكلفتها القليلة إلا أن نتائجها كبيرة، والهزيمة فيها كبيرة خاصة متى ما وصلت الى إقناع شريحة كبيرة داخل المجتمع وأصبحت تمرر افكارها وأهدافها الى مجموعات اخرى ، وليس هناك مجال لتوقف سلاحها .
بعد ظهور المهددات الفكرية ومخاطرها وأصبحت تشكل خطر على الدول من خلال استهداف الوسط الداخلي للدول بافكار وشائعات القصد منها خللة الدول التي لا تعنى مؤسساتها بتعزيز الامن الفكري ولخطورة ذلك تم تقسيم الحروب الى :-
1- النوع الأول كان القتال فيه بالسلاح الأبيض (الفرسان) وهذا الجيل الاول من الحروب .
2- النوع الثاني القتال بالأسلحة النارية، ويعد الجيل الثاني .
3- النوع الثالث السلاح النووي والبيولوجي من دون مواجهة، ويعد الجيل الثالث .
4- النوع الرابع القتال فيه بالصراعات الفكرية والدينية وتأجيجها وترك العدو يحارب نفسه بنفسه وهنا الخطورة لان العدو خفي وداخلي ومن الصعب معرفة مكانه كما راينا وشاهدنا في الجرايم الإرهابية. وهذا الجيل الرابع وهذا من اخطرها على الإطلاق.
هذا النوع من الأسلحة ( الصراعات الفكرية ) يتغذى على الأفكار والشائعات ، فهل نعلم جميعا ان اول وسيلة إعلامية عرفتها البشرية كانت الشائعة واستمرت في الحياة حتى وقتنا الحالي تتكيف مع أدوات كل مجتمع .
هناك من يسعى الى غزو المجتمعات وبخاصة مجتمعنا من خلال الأدوات الفضائية ( أكاديمية التغيير ، جمعية النهضة والحملات المسعورة ضد بلادنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، من خلال محاولة :-
1- التشكيك فيما تقدمه بلادنا لضيوف الرحمن .
2- التشكيك في قدرة بلادنا على التصدي للتمدد الصفوي .
3- محاولة استخدام وتوظيف حقوق الانسان في اليمن لتسليمه الى ايران ، دون ان ينظر لعربدت ايران في سوريا والعراق ولبنان وماذا قدم بلدنا والتحالف للشعب اليمني الشقيق وحكومتة الشرعيه.
4- التشكيك في نجاح روية المملكة (2030) وما حققته من نجاح وكيفية التفاف الشباب حولها .
5- التشكيك في علاقات بلدنا الإسترتيجية وتحالفاتها الدولية .
الحر ب الخفية أصبحت احد الحروب المهمة والضرورية التي تتطلب تركيز موسسات التنشئة الاجتماعية من ( الاسرة ، المسجد ، المدرسة ، النوادي ، الاعلام ، المجتمع الجامعات ، الندوات ، المحاضرات ، شبكات التواصل الاجتماعي )عليها ، حيث بات من الضرورة الوعي بخطورة، ومعرفة طرق وأساليب العدو في إدارتها وأساليبها ، والوسائل التي تستخدم في شن هجماتها، وتجهيز العدة لمواجهتها وعدم تسليم الفكر للإعلام أو للأخبار وما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم ترك مجال ان تسري الشائعات وتصديقها .
ثقافة الاختلاف في الرؤى واساليب التعامل معها هي من اسأليب تعزير الامن الفكري. وسد منيعا للحروب الخفيه التي تعتمد على تشويش الأفكار ومن ثم السيطرة عليها فالمفترض في مدارسنا ومنازلنا ومنابرنا وتراثنا وموروثاتنا ومناهجنا، القديمة والحديثة، الحرص على عدم تغييب هذه الثقافة الرائعة التي نحتاجها لأنها الضمانة الحقيقة لوجود مجتمع واعي لما هو مستهدف به ونفس الوقت تؤسس الى مجتمع يعيش الأمن والاستقرار والتنمية، ويحظى باحترام وتقدير وثقة العالم.
وفي الختام ... كلما أهمل الامن الفكري زاد اختراق الأفكار داخل المجتمع، وبالتالي تتولد الفوضى التى تحرض على العنف، وتنتج التفتت، والتشرذم، وسقوط الهوية، وضياع المصير .
ان أفضل استخدام العقل نحو سبر أغوار المستقبل واستشرافه ولكن في ظل حماية ووقاية من المخاطر الفكرية التي اصبح انتقالها يتم عبر الوميض ، حتى تحقق مشاريعنا الطموحة التي تبنتها روية ( 2030) اعلى درجات النجاح ونترك للمشكيين استمرارهم في الاعتماد على غيرهم في امنهم النفسي والغذائي والصحي نتيجة انشغالهم ببعثرة مقدرات بلدانهم على محاولة التشويش على نجاحات وطننا والتي تحققت بفضل الله تعالى اولا ثم بقدرات الشعب الطموح وتحفيز ومتابعة القيادة ، وشهد العالم ومؤسساته بذلك .
نحن على أبواب عام دراسي جديد وعلى أبواب عام هجري جديد كلها تحتاج منا الى جهد كلن من موقعه (الاسرة ، والمدرس ، وامام المسجد ، وأستاذ الجامعه ، والصحفي ، والاعلامي وغيرهم من اصحاب التأثير ) للتصدي للحروب الخفية وشائعاتها ، والمضي قدما وفق خطط مدروسة نحو جعله عام ناجح يحقق طموحات الجميع المستقبيلية وفق ثوابتنا وقيمنا الراسخة ،،،،،،،،،،،،،والسلام ......
لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي