الريادة او فتات المائدة
- بقلم د. فيصل معيض السميري
- 15/08/2018
القرن 21 ليس هناك حديث لتطوير مهارات الانسان والمنظمات سوى عن التقنية ومقومات استخداماتها ، عصر الذكاء الاصطناعي عصر التعليم المتقدم ، عصر الخيال العلمي اللامحدود ، عصر فيه العمل 24 ساعه 7 ايام في الاسبوع ، عصر يقاس بإنتاج ( هواوي ، وسامسونج ، وابل ، ميكروسوفت ) عصر اقتناص الفرص والتعامل مع المخاطر كفرص ، عصر ليس فيه مجال سوى للريادة او الاكتفاء بفتات الموائد الالكترونية .
لم تعد الريادة مقتصرة على وادي السليكون ولَم تعد العقول المبدع حكرا على اَي دولة ، فأصبحت دول تنافس التقنية في الولايات المتحدة الامريكية وشركاتها ونأخذ مثلا ذهول العالم من :-
- قفزات الصين وتوثباتها. لم يعد الخبر الرئيسي تلك النادلة الذكية التي تقدم أطباق الطعام للزبائن في بعض مطاعم بكين، أو روبوتاً ينظف الطريق أو ينجح في اختبار دخول كلية الطب، أو يؤنس الأطفال. هذا لم يكن غير فتات على المائدة التكنولوجية الكبرى التي يخطط لها «التنين الأحمر». وما يرقبه العالم بعيون مفتوحة، هو تحول الصين بعد سنتين مقبلتين، إلى دولة كل تعاملات البشر فيها ستتم عبر الإنترنت وتخضع للذكاء الصناعي.
الصين تؤسس لنموذجا لما ستكون عليه حياة البشرية في المستقبل. هذا أيضا ليس بمفاجئ، لكن ما سيصنع الفرق عن كل ما يمكن أن يحدث في مكان آخر .
- روسيا سيطرت على الفضاء الرقمي بقوة من خلال استخدامها لتطبيقات تستطيع ان تخترق اعتى الانظمة وتؤثر على مستخدميها ولعل ذلك
يبين مخاطر الفضاء الرقمي ويمكن ذكر بعضها فيما يلي :-
١- تأثير روسيا على الانتخابات الامريكية الاخيرة ، وهذا روجت لها وسائل الاعلام بشكل كبير وشكل لها مدعي عام ( مولر) لتحقيق في صحة المعلومات المتداولة .
٢- روسيا اجبرت امريكا وكذا العالم على انشاء القوة السادسة ضمن قطاعات الجيوش مهمتها الحرب الفضائية وصد الهجوم عبر الفضاء الرقمي وقد صدر انشاء هذه القوة في امريكا بأمر من الرئيس الامريكي بعد العرض له بضرورة وجود مثل هذه القوة ضمن قطاعات وزارة الدفاع الرئيسية.
٣- ظهرت الحاجه الى مفهوم جديد للامن لم يكن معروف في السابق وهو الامن السبراني لمواجهة التهديدات الرقمية وماتشكله من مخاطر على المعلومات والانظمة والاقتصاد ، ويقال ان ايران تمتلك جيوش مهمتها التسلل الى أنظمة الدول وسرقة المعلومات .
٤- المنظمات الاجرامية المعلوماتية الالكترونية تحتاج الى اكثر من ( ٢١٩) يوم من اكتشاف اول ثغرة في النظام الذي تخترقه حتى تتمكن من السيطرة علية ثم البدء في نهب وسرقة المعلومات وكذا تخريب الملفات وإتلاف محتواها والتحكم فيها وطلب الفدية.
٥- استخدام الفدية من خلال تفعيل عملات لم تكن معروفه في السابق ( ألَّبت كوين) وغيرها من العملات الرقمية عند الهجوم على اَي موسسة او شركة والسيطرة على معلوماتها وملفاتها ، اضافة الى سرقة جزء من الاقتصاد العالمي عند الاستثمار في عملات غير ملموسة لما تشكله من مخاطر .
٦- الانترنت واستخدام الشبكات سهل عملية التجسس سواء ضد الافراد او الدول وأصبح هناك مفهوم التجسس عن بعد ويمكن الاطلاع على حجم المعلومات لدى ( اسانج) ونشر لمعلومات سُميت ( وكيليكس) وكذا ما صرح وأدلى به عميل CIA السابق ( سنودن) بعد هروبه من امريكا واللجوء الى روسيا.
٧- التواصل بين الخلايا الإرهابية لم يعد ضرورة ان يكون مباشر فقد سهل الانترنت الآتي :-
* تجنيد العناصر والتأثير فيهم ايدولوجيا .
* التدريب على الاعمال الإرهابية وكذا صناعات المتفجرات من المواد الأولية .
* استخدام التخطيط وإعداد الخطط وتوزيع الأدوار بين أفراد الخلية .
* استلام الأوامر والتوجيه وتحديد المواقع والاهداف عبر الفضاء الرقمي .
* جمع الأموال وحركتها .
في الختام ... الانترنت يعد اساس الثورة الصناعية الثالثه والتي كانت بدايتها عام ١٩٦٩ م وبداء للاستخدام المدني في التسعينات القرن الماضي بمعنى وفقا لحسابات الزمن منذ فترة قصيرة جداء،
لكن المشكلة تمكن ان تتطوره أسرع من الحديث فيه ، ولذا لا يصلح معه التردد وتفكير الثورة الصناعية التي كانت اساس القرن 20?وإنما لابد من الإسراع في استخدامه والمخاطرة وسرعة اتخاذ القرار خاصة وأن لدينا حاليا.
- الهيئة العليا للامن السبراني برئاسة معالى الدكتور / مساعد العيبان و كلية الامن السبراني والذكاء الاصطناعي يرأس مجلس ادارتها معالى المستشار / سعود القحطاني .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل المسؤلية أمنية بحته لمواجهة المخاطر فقط؟ ام ان هناك استراتيجية لتكون المملكة العربية السعودية ذات ريادة عالية في مجال استخدمات وصناعة التقنية والتي أصبحت ضروري في كل المناشط ؟.
والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه ماهي علاقة هذه الكلية بكليات التقنية والحاسب الآلي في الجامعات السعودية ؟.
والسؤال الثالث الذي يطرح نفسه ماهي علاقة هذه الهيئة العليا والكلية وهي تسبر وتستشرف أغوار المستقبل بالاستثمار في التعليم من حيث المحتوى والمعلم ؟
اذا تم الايجابة على هذه التساؤلات فسوف نكون في مقدمة الدول خاصة وأننا نملك مقومات مهمة
أولها وأهمها شعب وطلاب شغوفين بالمعرفة والطموح والتحدي والابداع .
وثانيهما نملك المقوم الاقتصادي المتين الذي من خلاله يمكن توفير احداث البيئات للمبدعين والمبتكرين .
وثالثهما نملك جامعات تنافس على المراكز المتقدمة في مقياس Qsومقياس شنغهاي ومقياس التاميز نحو التميز في (المدخلات والعمليات والمخرجات )
هذا في نظري كباحث ما سوف ينقلنا الى الريادة ويبعدنا عن فتات المائدة ويجعل كافة الدول والمنظمات تحسب لنا الف حساب فكل شي ينضب الى ما تم استخدامه في تطوير الموارد البشري .......... والسلام،،،،،،
لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي