لم يعُد في البحر أسماك
- بقلم م.فهد الهباش
- 26/04/2017
فتى في ريعان شبابه، هوايته المفضّلة: صيد الأسماك
كانت قريته التي نشأ فيها تطل على البحر ، لذا إعتاد مزاولة هوايته المحبّبة كل يوم ..
كانت أكثر الصفات التي تميزه عن غيره هي : روح التحدّي ، وإحتراف الصنعة ، ومهارة الأداء ،فكان ولا بد أن يكون هو الرقم الصعب من بين أقرانه الذين يمارسون تلك الهواية ولا غرابه.
بقي الأمر هكذا فترة من الزمن ، حتى توارى ذلك الفتى عن الأنظار، وأصبح أقرانه ينتظرونه دائما على شاطيء البحر ، ولكنه بلا أثر ، ثم ما لبث أن أختفى صاحبنا عن تلك القرية بأكملها.
كان لـ فقده أثرٌ كبير على هؤلاء الشباب ، حيث أنّهم تعودوا على ذلك التحدّي اليومي، في مسابقة صيد الأسماك ، حتى وإن كان الأمر عباره عن هوايه ، فقد إعتادوا على حمل صاحبنا على أكتافهم كل يوم حيث كان هذا الأمر عبارة عن جائزة الفائز في هذه المسابقة وكالعادة صاحبنا هو الفائز دائما.
صبر الفتيان على مرارة فراق صاحبهم ، ولم يكن هنآك من أمر حسن في هذا الفراق ، سوى كسر الإحتكار وبروز نجم جديد ، ستظهره الأيام ، وربما ما يُخشى أن يبدأ العداد يعد من جديد .
أمّا عن صاحبنا ، فبعد فترة من الزمن ليست بالقليلة ، عُلم عن أثره ..
ولكن الأمر المريب ، أنّه تم العثور عليه تائهًا ، وقد ترك تلك الهواية ، التي سكنت قلبه حتى أصبحت تجري في دمه ، قائلا بعد أن سُئِل عن سبب الرحيل المفاجيء : رحلت لكي أجد بحرا آخرا يملك أسماكا مختلفه عن أسماك بحرنا ، فقد سئمت تلك السمك.
فقيل له : فماذا وجدت ؟
فقال بقول ساذج : وجدت أسماك بحرنا ، قد إنتقلت بالكامل هنآ ، ولكنها أصبحت أكثر عناداً.
فقيل له : كيف ذاك ؟
فقال : ربما وجدت بيئة مختلفة ، تستطيع أن تمارس بها عنادها ، بكل حرية .
فقيل له : فلماذا لم تعد ؟
فقال : خشيت أن تكون هنآك أسماكا جديدة ظهرت في بحرنا ، وقد تعودت على تلك الأسماك القديمة.
فقيل له : إنك تتهرب من السؤال ، بما لا يدخل العقل !
فطأطأ رأسه قليل ، ثم تأوّه من قلبه وقال : ربما خلت جميع البحار من الأسماك ، وأدار ظهره ولم ينطق بعدها بكلمة أخرى .
السؤال : وما ذا بعد يا قتلة المواهب ؟
لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي