في بريطانيا “عبدالله السحيم” يوصل إلى اكتشاف علمي مدهش
on- 2015-12-24 18:38:58
- 0
- 1489
في حالة هي الأولى من نوعها أدى سهو المبتعث السعودي عبدالله السحيم ، الذي يحضر الدكتوراه بعد ابتعاثه من جامعة القصيم إلى جامعة بريطانية إلى اكتشاف علمي جديد. حيث أن الطالب سها عن عينات مخبرية لبكتيريا في طبق الاستزراع لمدة أيام بدل المدة المحددة و هي 24 ساعة فقط مما أوصله إلى اكتشاف علمي حول تكيف البكتيريا و هذا خلال دراسة قام بها فريق علمي في جامعة ريدنج.
و توصل الباحثون الذين قاموا بتعديل جينات البكتيريا لوقف حركتها أن البكتيريا تستطيع التكيف و إبتكار طريقتها الأولى رغم التدخل الجيني ، و قامت مجلة “ساينس ” العلمية الشهيرة بنشر هذا الإكتشاف الجديد لما يقدمه للعلم من أهمية. و قد استطاع الفريق العلمي من جامعة ريدنج البريطانية أن يكتشف أحد الأسرار الجديدة و المثيرة للدهشة لقدرة الكائنات في البيئة على التكيف من خلال بعض أعضائها و مهاراتها التي تعطيها هذه الإمكانية حسب الوسط الذي تتواجد فيه. و كان من بين فريق البحث المبتعث السعودي عبدالله السحيم الذي قام بالدراسة المخبرية و الذي كان السبب في هذا الإكتشاف.
تجربة فريدة
تم إجراء التجربة على البكتيريا الزائفة المتألقة ” Pseudomonas fluorescens ” التي يمكن الحصول عليها من التربة الخصبة و التي تتواجد فيها بكثرة ، و لأنها ذات حجم مجهري صغير فهي تستعين بأسواط للتحرك في وسطها و ذلك على شكل مراوح طائرة صغيرة تعمل بالمحركات.
وفي خلال الأبحاث قام الفريق العلمي بإزالة الجين الأساسي المسؤول عن تكوين الأسواط في مجموعة من البكتيريا حتى تكون غير قادرة على الحركة، و من ثم تركها لتتكاثر لعدة أجيال و تشتد المنافسة بين الذريات فيما بينها من أجل التغذية، علما أن هذه البكتيريا يكون انقسامها خلويا كل 50 دقيقة تقريبا. و المثير للدهشة في الإختبار انه بعد أن نسي المبتعث السعودي عبدالله السحيم الطبق المخبري لمدة أربعة أيام لاحظ بأن البكتيريا استطاعت أن تستعيد خاصية الحركة بالأسواط و استعمالها مرة أخرى في الحركة من خلال غربلة و تحوير وظائف ما بقي من جيناتها الغير معدلة.
نسيان العينة
ربما يكون الإكتشاف طبيعيا لكن الامر المثير هو ان الخلل في التجربة هو الذي أدى للإكتشاف،حيث كان يدرس الطالب أثر انعدام الأسواط في حركة البكتيريا الزائفة المتألقة على نمو النباتات في التربة الموجودة فيها، لكنه نسي عينات البكتيريا “الممسوخة” في أطباق الإستزراع إلى نهاية الأسبوع، و عوض أن تتم التجربة في 24 ساعة كما حدد الفريق، بقيت لعدة أيام وهي تتكاثر. و مع ذلك لم يرمي الفريق العينات لكونها فاسدة أو لا تحترم شروط التجربة بل تغير منحى الدراسة بشكل كلي كما هو الحال في أغلب الإكتشافات العالمية الكبرى. تواصل فريق الدراسة في الجامعة البريطانية ريدنج مع مجموعة من العلماء المتخصصين في الأحياء التطورية في بريطانيا و دول أخرى من أجل دراسة هذا الإكتشاف الغريب عن قرب.
تطور فائق
و في هذا الصدد قال “طارق قابيل” المتخصص في علوم النبات و التقنية الحيوية في جامعتي الباحة و القاهرة بان المثير في هذا الإكتشاف هو قدرة البكتيريا على القيام بمثل هذا العمل الجبار و السريع. و يمكننا أن نفهم من هذا الإكتشاف أنه عندما يتعرض كائن حي لطفرة كارثية فإنه بإمكانه تركيب وصلات وراثية جديدة بسرعة كبيرة لربط جيناته وإصلاح هذا العطب في محاولة للبقاء على قيد الحياة و هو ما يدل على مرونة الكائنات الحية الوراثية و قدرتها على الصمود في وجه الظروف، لأن الحركة بالنسبة للبكتيريا هي وسيلة للبحث عن الغذاء و الصراع للبقاء حية.