5كتب من روائع الأدب السعودي
on- 2015-12-15 10:13:36
- 0
- 1802
الكُتب هي العوالم الأخرى التي نتوق لاستكشافها، المشاعر الضائعة، والأحاسيس المختبئة، القصص الأسطورية، والواقعية، والخيال، والعلم، والأدب، في بطون الكتب نُبحر إلى حيث لا نعلم، نبحر بدون قبطان، نبحر بعيداً، ونحن في مواقعنا، الكتب هي الدواء، وهي المتنفس، والرفيق. وفي هذه الأيام حيث تشهد مدينة جدة كرنفال معرض الكتاب الدولي، والذي أنطلق في الثاني عشر مِن ديسمبر الحالي وسيستمر لمدة 10أيام، أحببنا أن نسلط الضوء على بعض الكُتب التي تُعد مِن روائع الأدب السعودي، بالطبع هُناك الكثير، هُنا عرضنا خمسة فقط، لعل في مرة قادمة نقوم بعرض مجموعة أخرى.
الكتاب الأول: ساق الغراب. الهربة – يحيى امقاسم
عن الرواية: هي رواية حظيت باهتمام نقدي كبير ، وهذا كان بسبب قوة ما طرحته مِن عوالم، وأنماط مُختلفة، وجماليات لغوية، وسردية مميزة، وشخصيات رُسمت بدقة. تحدثت عن الإنسان، والأرض، العلاقات، والدين، السلطة، والهوية.
فهي تحكي عن تنازل عشائر”عصيرة” وهي قرية تقع غرب السعودية، والقريبة مِن اليمن بعد تاريخ حافل مِن البطولات، والمجد والأساطير، عن القيادة لصالح سلطة الإمارة الجديدة الوافدة مِن الشمال، بالإضافة لأنها تحكي عن ضرورة المناصفة بين الرجل، والمرأة، تحكي عن بقعة منسية في هذا البلد المُترامي الأطراف. تدور أحداثها بعد عام 1800م، هي رواية عن فساد الأزمنة، وعن الذات الإنسانية الحرة، عن عالم ملحمي، عالم مِن الفانتزيا، والخرافة، تأسرك بسحرها، وبحزنها، وبلغتها.
عن المؤلف: يحيى امقاسم كاتب سعودي مِن مواليد عام 1972م في مدينة جازان، تخرج عام 1997م مِن كُلية القانون مِن جامعة الملك سعود في مدينة الرياض، وعمل عام 1999 مستشاراً قانونياً في كُلية التجارة تم اختياره في عام 2010ضمن 39كاتباً، وكاتبة مِن الوطن العربي وذلك للمشاركة في احتفالية بيروت39، والذي قامت بتنظيمه مؤسسة Hay Festival البريطانية في لبنان، وكان ذلك بمناسبة كون مدينة بيروت وقتها عاصمة عالمية للكتاب، كما قام بتمثيل المملكة في عدد مِن الدول العربية، والإسلامية. عمل في الشؤون الثقافية بالمكتب الثقافي السعودي في باريس، ثُم أنتقل مُشرفاً ثقافياً في المكتب الثقافي في السفارة السعودية في بيروت. له مجموعة قصصية بعنوان”المخش”، وقصص مِن السعودية، وطيور الرمل: مجموعة قصصية لكتاب، وكاتبات مِن السعودية، وتِلك الرواية(ساق الغراب.الهربة)
اقتباس: “لماذا يموت الفقير الأسير.?ويرزق المال الغني المكير ..! من هو القدر؟”
الكتاب الثاني: حياتي مع الجوع والحُب والحرب – عزيز ضياء
عن الكتاب: هي عبارة عن سيرة ذاتية للأديب السعودي الراحل عزيز ضياء يقوم بعرضها بلغة سردية مُتناسقة، وجميلة، وبسيطة يحكي فيها الكاتب عن ما عاصره مِن أحداث في فترة زمنية مهمة بداية مِن الحرب العالمية ثم حكم الأشراف ثم آل سعود.
سيرة الجوع، والترحال، والحرب، والحب، والأحلام، والآمال، والكفاح، في حقبة كانت مليئة بالأحداث، والتغيرات، والتي انتهت بقيام المملكة. هذا بالإضافة إلى أن القارئ لها سيتعرف على مجموعة مِن العادات، والتقاليد، وأنماط عيش مختلفة، وعلاقات اجتماعية متنوعة، كتنوع المجتمع وقتها العربي مع التركي مع البخاري، والقازاقي، والهندي.
عن المؤلف: هو عبد العزيز ضياء الدين زاهد مُراد، أديب ومترجم وإذاعي سعودي، ولد بالمدينة المنورة في الثاني والعشرين مِن يناير مِن عام 1914م، وهو نفسه العام الذي اندلعت بِه الحرب العالمية الأولى. فقد أباه في سن مُبكرة (الثالثة مِن عمره)في روسيا.
درس في كتاتيب المدينة، ثم بالمدرسة الراقية الهاشمية، ودرس لفترة في مدرسة الخديوي إسماعيل بالقاهرة، وتنقل بين الجامعة الأمريكية في بيروت، ومعهد التحقق الجنائي في كُلية الحقوق بالجامعة المصرية، ولكن وبسبب ظروف الحرب العالمية الثنية أضطر للعودة إلى المملكة. كما أنه أجاد عِدة لُغات الإنجليزية، والفرنسية، والتركية. له أبن وابنة وهم مِن الشخصيات المعروفة فـ ضياء فنان تشكيلي وصاحب نصب المصحف الكبير المنصوب على مدخل مكة المكرمة، وابنته الإذاعية الشهيرة، وكبيرة المذيعين في إذاعة جدة دلال ضياء. وزوجته أسماء زعزوع والتي عملت في إذاعة هندية كأول مُذيعة سعودية مِن خارج المملكة.
عمل بالصحافة مُبكراً، وكان مِن أوائل من كتبوا المقال السياسي، تولى رئاسة صحيفة عُكاظ أول صحيفة سعودية، وصحيفة المدينة كما شارك في تأسيس صحيفة البلاد، كتب للإذاعة السعودية كمعلق سياسي لمدة تفوق الـ15عاماً. كان أديباً، ومِن أوائل من ترجم أعمالاً أدبية مِن الإنجليزية للعربية في المملكة فقام بترجمة ما يزيد عن 30 عملاً روائياً، ومسرحياً لـعمالقة مِن الأدباء أمثال: طاغور، و واوسكار وايلد، وتولستوي، وجورج أورويل، وبرناردشو وغيرهم. مِن مؤلفاته بالإضافة لحياتي مع الجوع والحب والحرب، حمزة شحاتة قمة عُرفت ولم تُكتشف، عهد الصبا في البادية، سعادة لا تعرف الساعة، ماما زبيدة، عناقيد الحقد، آراء في الفن والجمال، وكان القلب يقول.
إقتباس: “قصّة التفتح للحياة، وسط الخرائب والأنقاض.. تماماً، كما تتفتح زهرة يتيمة وسط حقل مهجور… كنت أنا أيضاً مخلوقاً كهذه الزهرة.. كنت أتفتح للحياة بقوّة، رغم كُل ما يحيط بي من الخرائب والأنقاض..”.
الكتاب الثالث: الأيام لا تخبأ أحداً – عبده خال
عن الرواية: هي مِن الروايات السهلة الممتنعة، رواية ممتلئة بالتشويق، بالألم، والحب، والوجع، والمتاهات، وغموض البدايات مِن الممكن أن تفكر أن تترك الرواية مِن الصفحات الأولى لكن سُرعان ما تتشابك الأحداث وتشدك نحوها.
هي رواية تتسع لكُل الانطلاقات الخيالية المخبأة في نفسك، لتتوقف فجأة أمام معنى واحد أن الأيام لا تُخبئ أحداً، ومن ثم تفتح الرواية نوافذها الكثيرة لتطلق مِن خلالها كُل الأفكار والهواجس التي كانت مُخبأة في طيات الخوف مِن المواجهة.
عن المؤلف: عبده محمد علي خال، كاتب سعودي، ولد في الثالث مِن أغسطس مِن عام 1962م، شارك في تحرير عدد مِن الدوريات كـ(الراوي، والنص)، بالإضافة لأن له زاوية أسبوعية في صحيفة عكاظ السعودية. نشر موضوعات له في عدد مِن الصحف والمجلات العربية كـ(مجلة العربي الكويتية، أخبار الأدب المصرية، صحيفة الحياة، مجلة الحدث الكويتية، مجلة نزوى العمانية، مجلة الحداثة البيروتية، ومجلة كلمات البحرينية، مجلة إبداع المصرية، والبحرين الثقافية). كما حصل خال على عدد مِن الجوائز ، والدروع، والميداليات، فاز بجائزة البوكر العربية لعام 2010عن روايته “ترمي بشرر”، له الكثير مِن المؤلفات مِنها: ليس هُناك ما يبهج، مدن تأكل العشب، الأوغاد يضحكون، ترمي بشرر، الطين(ذلك البعيد كان أنا)، وفسوق، وغيرهم.
اقتباس: “لقد سرقت عمري، وسرقت عمرها، ومضى زمن طويل على هذا الجرح وهي تشكله بالغياب، ماذا فعل بها ذلك الغبي؟ إلى أي أرض حملها؟ لا أريد شيئاً من هذه الدنيا أريد أن أرها مرة أخرى لا غير، أعتذر لها، أبكي أسفل قامتها كما كانت تفعل معي! الآن عرفت أن الحب صدع يشقق حياتك”
الكتاب الرابع: رقص – معجب الزهراني
عن الرواية: هي الرواية الأولى لكاتبها، تدور أحداثها بين جنوب المملكة، وإحدى المدن الفرنسية تتناول مرحلة تاريخية بكل أوضاعها السياسية، والدينية، والاجتماعية، وتقوم على سرد حكاية البطل، والذي يتنقل بين قُرى الجنوب في المملكة، ومدناً فرنسية هرباً مِن الواقع، وبحثاُ عن واقع آخر يكون بِه أكثر قُرباً مِن الحياة، والناس، ساعياً إلى الالتصاق بحريته، والانفصال عن ظروفه التي تتبعه. هي قصة تحكي عن الاعتقال، والوطن والغربة، بأسلوب سلس، وشيق، تُسكرك بجمالها.
عن المؤلف: هو باحث أكاديمي، وشاعر، وناقد سعودي، حصل على شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن مِن جامعة السوربون في باريس، كما أنه يُعتبر مِن رواد الحداثة ورموزها في المملكة.
الكتاب الخامس: فخاخ الرائحة – يوسف المحيميد
عن الرواية: رواية تأسرك، تؤلمك، تجعلك تُفكر، وتحبس أنفاسك، تميزت في السرد، والمعنى، وكُل فصل بِها ينم عن وقائع، وأحداث مُنفصلة، تترابط في آخرها مع بعضها البعض، تحكي قصة ثلاث شخصيات مُختلفة يتلاقون ثلاثتهم في آخر الرواية بحبكة مميزة، هم أبطال شوهتهم الطبيعة، ورسمت بِهم عاهات تحملوا وزرها كل حياتهم، عانوا، وقاسوا وهربوا مِن كُل شيء حتى ذواتهم.
عن المؤلف: روائي سعودي ولد في 31مِن يناير مِن عام 1964م في حي الشميسي بالرياض، عانى في طفولته مِن بعض الأمراض التي كادت أن تقضي عليه كالحصبة الألمانية، وتسمم حاد)، هوى الفن التشكيلي والخط حتى أنه في العاشرة مِن عمره حصل على جائزة دولية تمنحها اليابان لرسوم الأطفال عن لوحته “يوم الأم”. له عدد مِن المؤلفات مِنها: ظهيرة لا مشاة لها، لابد أن أحداً حرك الكراسة، لغط موتى، والقارورة، والحمام لا يطير في بريدة، وغيرها.