ليش السعوديين وبعض الخليجيين يلبسون العقال ؟
on- 2015-11-24 16:02:06
- 0
- 3378
العقال هو ما يُلبس فوق الشماغ أو الغترة، وهو حلقة مزدوجة سوداء اللون غالبا، ويُصنع من صوف الماعز، واليوم أصبح العقال جزءًا رئيسيًا من الزي الشعبي للرجل في الوطن العربي وفي شبه الجزيرة العربية خاصة المتمثل بالشماغ أو الغترة البيضاء والثوب الأبيض والبشت، لذلك كان لابد من البحث أكثر عن أصول العقال وتاريخه لدى العرب طالما أنه جزءٌ من الثقافة السعودية الخليجية خاصة والعربية عامة.
من المعروف أن العرب والمسلمين كانوا يلبسون العمائم قديما ويحرصون عليها أشد الحرص، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (العمائم تيجان العرب)، ومع الوقت أُضيف العقال إلى الزي التقليدي لدى العرب والرجال في بلاد الخليج على وجه الخصوص، وتناولت كتب التاريخ السبب والأصل في لبس العقال، كما نُورد في موضوعنا.
تاريخ لبس العقال
برزت العديد من الروايات المختلفة في أصل لبس العقال لدى العرب، ورُجِّحت ثلاث روايات قيل أنها الأقرب للصواب بما يتعلق بالعقال، وهي كالآتي:
الرواية الأولى
يُقال أنه عندما سقطت بلاد الأندلس في يد الغازي الإسباني ووصل الخبر إلى العرب في بلاد الشام، أصابهم الحزن الشديد والكرب لهذا الخبر المؤلم، ما دفع النساء إلى قص جدائلهن ورميها في وجه الرجال لتخاذلهم عن نصرة المسلمين في الأندلس، الأمر الذي دفع الرجال إلى التقاط جدائل النساء المقصوصة وربطها على رؤوسهم فوق الكوفية تعبيرا عن الندم والحزن والذل.
ويُقال أن بعض الرجال لجموا الخيل بالجدائل السوداء باعتبار الخيل التي لم تدافع عن الأندلس مع المسلمين هي خيل ذل ومهانة، وكانت هذه العادة مشتركة بين النساء والرجال في بادئ الأمر تعبيرا عن الحزن، لكن ومع مرور الوقت أصبح الأمر مقتصرا على الرجال فقط، وتطورت عصابة الرأس لتُصنع من صوف الماعز لاحقا، ثُم صُنعت من خيوط مصبوغة بالأسود وعُصبت على الرأس حُزنا على الأندلس.
الرواية الثانية
يُقال أيضا أن الأصل في لبس العقال يعود إلى زمن الخلافة العباسية، حيث أمر الخليفة بأن يعصب كل رجل في الدولة العباسية رأسه بعصابة سوداء حزنا على سقوط الأندلس.
الرواية الثالثة
البعض الآخر من المؤرخين في التاريخ العربي يرى أن الأصل في لبس العقال لدى العرب يعود إلى عادة لف العقال على ركبة الناقة أو البعير، وعقال الناقة هو حبل يُلف على شكل حلقتين ثم يُوضع في ركبة البعير، وكان صاحب الناقة إذا ركبها أخذ العقال ووضعه على رأسه حتى بلوغه للمكان المقصود ثم يُعيد العقال إلى ركبة البعير، فيُقال عقال من عقل الناقة.
صلة العقال بالعيلاميين!
تطرقت بعض الكتب إلى أن أول من عقل رأسه بالعقال هم العلاميّون، إذ كان العقال جزءً من العقيدة الميثريداتية لدى الحضارة العيلامية، وهم قوم يقدسون النجوم والقمر، إذ كان الاعتقاد السائد في عيلام أن القمر هو مركز الكون وكل شيء يدور حوله، وأن نجمة الشمال هي نجمة الاعتدال، لذلك صمموا عصابة رأس على شكل دائري لها خيوط طوال تنتهي بنجمة كرمز عن نجمة الشمال، لذلك نجد في المنحوتات الأثرية القديمة في سوسة، عاصة عيلام، أن العيلاميين استعملوا العقال في حروبهم، لكن هذه العادة لم تنتقل إلى العرب، بل بقيت مقتصرة على العيلاميين كما رجّحت العديد من الكتب، وأن العقال لم يلبسه العرب إلا بعد سقوط الأندلس، فلبسوه أولا في بلاد الشام ثم انتقل إلى شبه الجزيرة العربية.
أما اليوم، فقد أصبح العديد من الرجال يعتبرون العقال نوعا من الاكسسوار على الملابس الرجالية، فنجد أن شكل العقال تغيّر عن أصله، فالبعض غيّر في ألوانه أو أضاف له خيوطا لامعة، والبعض الآخر جعله أكثر سمكا، لكن العقال الأسود العادي هو الأكثر شيوعا بين الرجال الخليجيين والسعوديين على وجه الخصوص.
إذا وعلى اختلاف الروايات في تحديد أصل لبس العقال، فيبدو أن أي رجل يلبس العقال الأسود على رأسه، إنما يعبِّر عن حزنه على فقد الأندلس دون أن يشعر بذلك!
رجل يصنع العقال في السعودية.