5 قلاع تاريخية في المملكة
on- 2015-11-21 20:46:37
- 0
- 3310
القلعة كانت مِن أهم وسائل الدفاع في الأزمنة الغابرة، للحماية مِن الأعداء. ومهمتها كانت تتباين بين كونها بيت، وحصن ، وسجن، ومستودع. وكانت تُبنى غالباً في المناطق البعيدة، والتي لا يستطيع أحد الوصل لها، وتبنى على قمم الجبال، أو تكون مشرفة على البحر، ونادراً ما تكون على ارض منبسطة. وفي المملكة اشتهرت كثير مِن المناطق بوجود القِلاع. هُنا نستعرض خمس قِلاع في المملكة لها تاريخها، وحضارتها ، وحكايتها.
القلعة الأولى: قلعة مارد
قلعة حربية تاريخية يعود تاريخها إلى القرن الأول أو الثالث الميلادي تقريباً، وتعد من أهم المعالم الأثرية في المنطقة، ولها أهميتها التاريخية، والتراثية. فكان يقصدها المؤرخين، والسياح على أعوام وقرون متفرقة لتسجيل تاريخ القلعة، وأحداثها، بالإضافة إلى الفعاليات السياحية، والتراثية التي تُقام عندها.
تطل القلعة على مدينة دومة الجندل التابعة لمنطقة الجوف السعودية على ربوة ارتفاعها حوالي 600متر تقريباً، وسميت بذلك لتمردها، واستعصائها على من يحاول اقتحامها.
بيضاوية الشكل و مكونة مِن طابقين، السفلي مبني مِن الحجارة، والعلوي مبني مِن الطين، وعليها أربع أبراج ذا شكل مخروطي بارتفاع 12 متر تقريباً، وفي داخل القلعة يوجد بئران، وهي محاطة(القلعة) بسور كبير من الحجر مليء بالفتحات للمراقبة، ولها مدخلان من الجهة الشمالية، ومن الجهة الجنوبية، ولكي تصعد للأعلى تأخذ من الوقت قرابة النصف ساعة بسبب عدد درجات السلم الملتوية التي تبلغ 1000درجة. داخل القلعة يوجد بعض النقوش، والرسومات القديمة.
ا
لقلعة الثانية: قلعة القشلة
قلعة تاريخية عسكرية كانت مخصصة لرسم الخطط الإستراتيجية للحروب، كما كانت الجيوش تُجهز بِها قبل ما يزيد عن ثماني عقود ثم تحول بعد ذلك سجناً، ثم أصبح مزاراً تاريخياً. أنشت في عهد الملك عبد العزيز بن آل سعود في عام 1941م واستغرق مدة بناؤها عامين. القلعة تقع وسط مدينة حائل، وهي مبنية مِن الطين اللبن، مستطيلة الشكل، مكونة من طابقين، على مساحة 20ألف متر مربع، و بها391عاموداً، و ثماني أبراج مربعة الشكل يبلغ طولها 12 متر، و83غرفة في الطابق السفلي، و59غرفة في الطابق العلوي، بالإضافة لمدخلين مِن الجهة الشرقية، والجهة الجنوبية.
وكلمة قشلة أو القشلة كلمة محرفة عن الكلمة التركية الأصل”قيشلة”والتي تعني المكان الذي يمكث فيه الجنود أو الحصن أو القلعة، أو المعسكر الشتوي، أو المأوى الخاص بالشفاء.
القلعة الثالثة: قلعة شنقل
قلعة أثرية تعود ملكيتها لقبيلة البدرا البقوم (إحدى القبائل العربية) والتي كانت تتخذها مقراً للحكم القضائي العرفي، تقع القلعة في قرية اللُبْط شرقي وادي تربة بمنطقة مكة المكرمة. وترتفع 1166م عن سطح البحر، ومساحتها تبلغ3000متر مربع تقريباً، واسوارها مرتفعة مِن 6إلى 7أمتار، ولها بوابة وحيدة مِن الجهة الشمالية، وبها 30غرفة، القلعة عمرها يزيد عن 300عام.
أما معنى شنقل فلها عِدة معاني لا معنى واحد (ميّل، مأخوذة مِن الميل وعدم الإستواء وذلك يفسر بناءها على أرض مائلة أو غير مستوية. المعنى الآخر لها هو السقوط، وهذا لكثرة سقوط أعدها عِند جدرانها، أما المعنى الثالث هو مفتوح، وذلك يفسر بـ كثرة الدخلاء للقلعة طلباً للحماية، والآمان، وبالإضافة للمعاني المتوقعة الثلاث فهناك احتمال آخر يقول أن شنقل كلمة تركية وكان استخدامها شائعاً في ذلك الوقت في الحجاز.
القلعة الرابعة: قلعة زعبل
قلعة حربية يصل عمرها لأكثر مِن 400عام ، تقع على رأس جبل شمال مدينة سكاكا في منطقة الجوف(ذات الحضارة، والتاريخ الطويل فهي تكثر بها الأماكن الأثرية، والتاريخية)، وهي عبارة عن حصن محاط بسور مِن الحجر، والطين، وفي زواياها يوجد أربع أبراج أسطوانية الشكل مُرتفعة عن الأرض بحوالي خمسة أمتار، داخلها غرفتين فقط، ومدخل رئيسي واحد يقع في الجهة الجنوبية الشرقية ، بالإضافة لخزان مربع الشكل طول ضلعه1.60م، وبعمق متر محفور في الأرض لحفظ الماء، ولكي تصل إلى البرج فلابد أن تسلك طريقاً واحد مصنوع من الحجارة المتعرجة. القلعة لها أهمية تاريخية، وأثرية، وتراثية كبير.
القلعة الخامسة: قلعة تاروت
قلعة ساحلية أثرية تقع وسط جزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف شرق المملكة، على تل مرتفع عثر فيها على آثار قديمة لها دلالات تاريخية من ضمنها تمثال الملكة السومرية عشتار(إلهة الجنس، والحب، والتضحية في الحرب عند البابلين)، وآخرها مدفع حربي قديم.
للقلعة حكاية تم ترجيحها أن تاريخ بناء القلعة يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي بين عامي 1521-1515م.، وأنها تعود إلى زمن وجود البرتغالين في منطقة الخليج التي حكموها حتى عام 1650م ما يقارب الـ150عام، وأنهم بنوها لغرض الاستيلاء على مضيق هرمز وقتها، ولهذا السبب كانت تُسمى أحياناً “بالقلعة البرتغالية”. وعلى العموم فهي من القلاع التي تُعد حكاياتها، وتاريخها من أكثرها غموضاً وتعقيدا حيث أنها نُسبت للبرتغالين والعثمانين، والسعودين. وسميت قلعة تاروت نسبة للأرض التي بنيت عليها(جزيرة تاروت).