صندوق تمويل الفيلم السعودي.. أو الرضوخ للمال الأجنبي!
on- 2015-09-08 11:54:57
- 0
- 1809
تدور الأفلام السعودية بين مهرجانات عربية وعالمية وتحتفي بها الصحافة المحلية والأجنبية دون أن يخطر ببالنا سؤال: من يمول الفيلم السعودي في بلد لا توجد به صالات سينما تعوض الانفاق على إنتاج الفيلم الفني؟. وكما نعلم فإن إنتاج الفيلم مكلف، فهو ليس رواية أدبية بين مؤلف وناشر، بل عمل يتطلب فريقاً فنياً ومعدات ومراحل تمر بها الصنعة السينمائية من الفكرة والكتابة حتى التصوير والمونتاج وتصميم الغرافيك لكردت "شارة النهاية".
هذه العملية على الأغلب، لا يقوى على تحمل تكاليفها مخرج أو مخرجة شابة، الأمر الذي يدفع صناع الأفلام للذهاب إلى جهات وصناديق دعم إنتاج الفيلم المتاحة في الخارج، وهي موجودة في دولتي الإمارات وقطر الشقيقتين وأخرى توجد كمنح في قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية.
تجارب سينمائية سعودية عديدة حصلت على مثل هذا الدعم وفازت بجوائز، منها فيلم "وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور والذي بدأ بتبني مهرجان الخليج السينمائي له عام 2008، قبل أن يجد أكثر من جهة إنتاجية مثل روتانا وشركة "ريزر فيلم" الألمانية منتجة أفلام مثيرة للجدل كفيلم "رقصة فالس مع بشير" من أجواء الاحتلال الاسرائيلي لبيروت عام 1982 ولكن من وجهة نظر جندي اسرائيلي شارك في مذبحة صبرى وشاتيلا، وفيلم "الجنة الآن" عن قصة اليومين الأخيرين في حياة صديقين قررا القيام بعملية استشهادية داخل المناطق الاسرائيلية. فيلم "وجدة" وهو فيلم روائي طويل، لم يكن ليرى النور لولا هذا الدعم من هذه الجهات.. وكذلك أفلام سعودية أخرى. دون أن نتطرق للعديد من الأفلام المتعثرة والسبب غياب الدعم المالي المحلي، الذي يدفع صناع الأفلام السعوديين لتقديم طلباتهم والانتظار أمام هذا الصندوق الانتاجي الخليجي أو الأوروبي.
من هنا نسأل: لماذا لا يدعم الفيلم السينمائي السعودي، سعودياً؟. ما الذي يمنع تشكيل صناديق دعم مالي من جهات اقتصادية "أهلية أو حكومية"، وهذا الدعم لن يكون ترفيهياً أو خيرياً بل أيضاً استثمارياً، من خلال دعم التجارب السينمائية الناضجة لعرضها في صالات السينما العالمية، وذلك وفق رؤية واضحة لا لبس فيها، لكي لا نترك المخرجين الشباب رهينة للدعم القادم من الخارج، وهنا نقصد تحديداً المنتج الغربي الذي يفكر في إنتاج فيلم سعودي، فهو في كل الأحوال لن يفهم مجتمعنا بالشكل الكافي ولن يكون بمقدوره التخلص من أسر النظرة الاستشراقية الجديدة والمركسة غربياً تجاه المجتمع السعودي.
فهل ننتج أفلامنا بأنفسنا أم سنذهب لهذه الجهة الخارجية أو تلك لتملي أجندتها وتؤثر "ربما" على صاحب الفيلم، هذا المخرج أو المخرجة السعودية، في كيفية تناول القضة الحساسة هذه أو تلك، وفق المنظور الأوربي؟!.
بلا شك نحن مع أي جهة تدعم تدفق حركة إنتاج الفيلم السعودي، طالما أن صناديق وجهات الدعم المحلية غير متوفرة، ولكن هذا لا يعني إهمال التفكير في اشتراطات هذا الدعم وسبل الحصول عليه لمخرجين من بلد لا ينقصه الإمكانات المادية، بل ربما ما نحتاجه فقط الوعي الحاسم بأهمية إنتاج الأفلام السينمائية كوسيلة إبداعية راقية، لتصوير المستوى الثقافي والفني والجمالي الذي وصلنا إليه ونقله للعالم. لذا لنفكر ملياً وبجدية في دعم مشروعات الأفلام السعودية المتعثرة من خلال صناديق دعم تنظمها وتشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام أو هيئة الإذاعة والتلفزيون أو جمعية المنتجين، فالمخرج والفنان السعودي بلا شك سيجد في بلاده ما يغنيه عن الخارج ويدفعه إلى الأمام.