«سافر مع القراءة».. مشروع مميز لإحياء العلاقة مع الكتاب
on- 2015-09-05 20:36:28
- 0
- 1974
أثنى عدد كبير من المسافرين عبر مطار الملك خالد الدولي بمدينة الرياض، على تجربة أركان القراءة في المطارات التي ابتكرتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، إحدى آليات المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، التي تشرف المكتبة على تنفيذه، متمنين للمكتبة المبادرة لتنفيذ هذه التجربة المبتكرة ومساعدة المسافرين على شغل الوقت خلال انتظارهم الصعود لطائراتهم في القراءة والإطلاع على عدد كبير من الكتب والإصدارات الثقافية والعلمية والأدبية والمتميزة.
تجربة ناجحة
وأوضح سلطان الجبيري أنّ تجربة أركان القراءة في المطارات التي بادرت مكتبة الملك عبدالعزيز لتنفيذها بمطار الملك خالد الدولي بالرياض منذ سنوات قليلة، أثبتت نجاحها فعلياً، من خلال ما وفرته للمسافرين من فرصة للقراءة خلال أوقات انتظار رحلاتهم في صالات المغادرة، خصوصاً أنّ المسافر ربما يقضي ساعتين أو ثلاث في انتظار طائرته من دون وجود ما يشغله، معرباً عن أمله أن يكون ذلك النجاح حافزاً لتعميم التجربة وإنشاء أركان للقراءة في جميع مطارات المملكة، وكذلك الموانئ البحرية والبرية ومحطات النقل الجماعي والقطارات.
تحديث مستمر
وبيّن عبدالرحمن اليابس إعجابه الكبير بتجربة أركان القراءة في مطار الملك خالد الدولي، لاسيما في ظل التنوع الكبير في محتوياتها من الكتب التي يتضح جلياً أنها مختارة بعناية لتناسب تنوع اهتمامات المسافرين، فهناك الكتب الأدبية كالشعر والرواية والقصة، وأيضاً أدب الرحلات وكتب التاريخ والعلوم الحديثة، وكتب الطفل وأخرى تناسب اهتمامات المرأة، مؤكّداً أنه لاحظ من خلال سفرياته المتعددة، وجود تحديث مستمر لمحتويات أركان القراءة في مطار الملك خالد الدولي من الإصدارات الحديثة ومنها إصدارات مترجمة إلى عدة لغات إضافة إلى إصدارات للتعريف بتاريخ المملكة وما تشهده من تطور في جميع المجالات.
عناية بالقراءة
ولفت عبدالله الشملاني إلى أنّ تجربة أركان القراءة في المطارات تحمل دلالة رمزية مهمة تكشف مدى عناية بلادنا المباركة بالثقافة والمعرفة وتسهم في ترسيخ انطباعات جيدة عن بلادنا، ملايين المسافرين من وإلى بلادنا عبر مطار الملك خالد الدولي سنوياً، إضافة إلى أهميتها في توفير الفرصة للمسافرين من أبناء المملكة والدول الأخرى للقراءة والإطلاع واستثمار أوقات الانتظار لصعود الطائرة في ممارسة نشاط ممتع ومفيد، مشيراً إلى إمكانية الإفادة من أركان القراءة في المطارات في تعريف أبناء دول العالم بسماحة الإسلام وعظمته ونبذه لكل صور الإرهاب والتطرف والغلو كذلك التعريف بالمقومات السياحية في المملكة وأيضاً في تعريف المواطن بطبيعة وخصائص وتقاليد الدول التي يسافر إليها.
صورة مشرفة
من ناحيته أعرب د. عبدالكريم الزيد - نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة - عن سعادته بالنجاح الذي تحقق لتجربة أركان القراءة في المطارات منذ تدشينها بمطار الملك خالد الدولي، إحدى آليات المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، الذي تشرف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على تنفيذه، مؤكداً شكره للهيئة العامة للطيران المدني وإدارة مطار الملك خالد الدولي على تعاونها الفاعل مع مكتبة الملك عبدالعزيز في تنفيذ هذه الفكرة التي تتلخص في إيصال الكتاب للمسافر في أثناء وجوده في صالات السفر بانتظار صعوده طائرته.
وأشار إلى نجاح أركان القراءة بمطار الملك خالد الدولي، في إيصال الكتاب لما يزيد على (200) ألف قارئ من المسافرين منذ بدء الإجازة الصيفية هذا العام، مشيراً إلى حرص المكتبة على تزويد أركان القراءة في مطار الملك خالد الدولي بأحدث الكتب والإصدارات وتكليف مشرفين مؤهلين لمتابعة هذه الأركان على مدار الساعة، لافتاً إلى أن المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب الذي تشرف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على تنفيذه يهدف إلى غرس حب القراءة في نفوس الأجيال الجديدة، لتصبح القراءة جزءا من عاداتهم وسلوكهم، وهو الأمر الذي يتطلب إتاحة الكتاب وتيسير وصوله للمواطنين والمقيمين من خلال تجارب مثل أركان القراءة في المطارات، أدل من خلال مشروع المكتبات المتنقلة الذي يعد من الأفكار الجديدة والمبتكرة لمكتبة الملك عبدالعزيز التي حققت نجاحاً طيباً في الوصول بالكتاب للقارئ في المصايف والمتنزهات والحدائق العامة والشواطئ وكذلك الأحياء التي لا تتوافر بها مكتبات عامة، مؤكداً أنّ اختيار الكتب التي تتم إتاحتها من خلال أركان القراءة في المطارات يتم وفق مجموعة من المعايير التي تتمثّل في التنوع بما يتناسب مع اهتمامات المسافرين، واحتياجاتهم المعرفية، وكذلك التنوع باختيار الإصدارات بمختلف اللغات، والإصدارات الحديثة بحيث يتاح للمسافر الإطلاع على باقة من الإصدارات الحديثة في جميع فروع المعرفة، إلى جانب الإصدارات التي تعرِّف بالمملكة وما تشهده من تطور في جميع المجالات، منوهاً بأن هذا المشروع الرائد أسهم في تقديم صورة مشرفة لعناية المملكة بالثقافة والمعرفة وإتاحة الفرصة للتعريف بالخصائص الثقافية والحضارية لبلادنا المباركة، وما تشهده من تطور في جميع المجالات.
تفاعل كبير
من جانبه أكّد د. فهد بن علي العليان - مدير المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب - على أنّ أركان القراءة في المطارات التي تم تنفيذها في مطار الملك خالد الدولي تحت عنوان "سافر مع القراءة" وجدت تفاعلاً كبيراً، من قبل الكتاب والمفكرين والمبدعين والإعلاميين وطلاب العلم، فضلاً عن استحسان أعداد كبيرة من المسافرين لها وانتفاعهم بها، مدللاً على ذلك بارتفاع أعداد المسافرين المستفيدين من أركان القراءة من عام إلى آخر، خصوصاً خلال فترة الإجازة الصيفية والإجازات الموسمية الأخرى.
وأضاف إنّ إدارة المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، حريصة كل الحرص على تزويد أركان القراءة بمجموعات مختارة بعناية من الكتب والإصدارات، بما يتناسب مع تنوع فئات المسافرين ومستوياتهم التعليمية والثقافية، وكذلك تنوع اهتماماتهم ومراحلهم العُمرية، وكذلك اختلاف لغاتهم، إضافة إلى حرص المكتبة على دراسة كل المقترحات التي يتقدم بها المسافرون حول محتويات أركان القراءة، بما في ذلك المقترح الخاص بإمكانية اصطحاب الكتاب إلى داخل الطائرة، ومن ثم إعادته عن طريق طاقم الضيافة بالطائرات التي تعمل بصفة منتظمة رغم صعوبة ذلك عملياً، وكذلك المقترحات الخاصة بتعميم التجربة.
وأشار إلى أنّ كل المؤشرات تؤكد وجود تزايد حالة التفاعل الإيجابي مع تجربة أركان القراءة في المطارات منذ بدء التشغيل الفعلي أول هذه الأركان بمطار الملك خالد الدولي وهو الأمر الذي يشجع على دراسة إنشاء أركان مماثلة في عدد من المطارات الأخرى خلال الفترة المقبلة.