تركي السديري مسيرة إعلامية ناجحة امتدت لخمسة عقود
on- 2015-08-01 12:37:06
- 0
- 1837
«ملك الصحافة» كما وصفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- .. الأستاذ تركي بن عبدالله السديري الذي ولد بالغاط في وقت كان المستوى المعيشي فيها متدنيا، وكانت بمثابة الأرض القاحلة الجدباء التي تقتل الأحلام والطموحات ففي حديثه عن طفولته يذكر بأنه لم تتح أمامه آفاق للشغب أو للأحلام، وأما ذكرياته عنها فيقول بأنها فقيرة وليس فيها ما يشد الانتباه، فما كان هناك سوى خيالات وأمانٍ بعيدة الوصول. انتقل السديري من محافظة الغاط في المنطقة الوسطى إلى مدينة الرياض عندما كان صغيرا، ومن ثم التحق بالدراسة فيها وكان ذلك برعاية أخيه محمد السديري.
نقطة التحول
في فترة مبكرة من حياته حرص السديري على تكريس وقته وجهده على قراءة مؤلفات توفيق الحكيم والمنفلوطي ويوسف السباعي ومحمود تيمور وعدد كبير من الروائيين العرب ليذهب إلى الأدب الروسي الذي أبحر فيه فقد قرأ لدستوفسكي وبوشكين وتيشيخوف، وكما أهتم بالروايات الفرنسية وبالأدب الأمريكي وخاصة الأدب الزنجي.
وكان لذلك الكم الهائل من الروايات العالمية دور مهم وفعال في صناعة تركي السديري الصحفي المثقف والكاتب اللامع، الذي انعكست ثقافته الأدبية على كتاباته الرياضية في الجزيرة واليمامة والرياض، التي تميزت بأسلوب فريد من نوعها وبالتالي تفوقت على مقالات الكثيرين من الكتاب الرياضيين في ذلك الوقت.
وبذلك فقد بدأ بزوغ نجم تركي بن عبدالله السديري الذي نثر إبداعاته الأدبية والصحفية في من خلال مقالاته في الصحف.
رئيساً مرة أخرى
وكامتداد لنجاحاته التي تجلت من خلال قيادته المتميزة لجريدة الرياض لأكثر من أربعة عقود ولتوليه رئاسة هيئة الصحفيين السعوديين، واتحاد الصحافة الخليجية، تم انتخابه مرة أخرى في العام 2008م رئيسا لهيئة الصحفيين السعوديين.
بعض مشاركاته
التألق والإبداع المستمر والمتواصل أوجد لتركي السديري المصداقية التي جعلته مطلبا للإعلاميين والمهتمين للظفر بأقواله وتصريحاته وآرائه التي تلقى قبولا وحرصا من قبل المتلقين على اختلافهم، فقد تمت دعوته للمشاركة واستضافته في العديد من المناسبات على القنوات الفضائية وذلك للحديث حول القضايا السياسية والاقتصادية والمحلية ونتذكر منها عندما استضافه تركي الدخيل في برنامج (إضاءات)وفي برامج أخرى على التلفزيون السعودي، وكما أن نجاحه الذي امتد محليا وإقليميا وعربيا وحتى عالميا دعاه إلى المشاركة في العديد من الندوات والمؤتمرات الصحفية والأدبية داخل المملكة وخارجها.
- شارك في ندوة (الصحافة الخليجية وقضية الهوية المشتركة) ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض الإعلام والإعلان والذي أقيم في عام 2008م بقطر.
- شارك في الندوة الثقافية (ندوة النخيل) للأستاذ الدكتور محمد بن سعد آل حسين وكانت تتحدث عن الصحافة السعودية لها وما عليها.
- حل ضيفا على أمسية إعلاميي الرياض في دورتها الثالثة في 2008م.
- شارك في مؤتمر مركز الخليج للدراسات في عامه الثامن وناقش قضية العرب في بيئة دولية متغيرة، بالشارقة.
- شارك في منتدى الإعلاميين الذي كان حول هامش الحرية في الإعلام السعودي وعلاقته بقائمة منظمة مراسلون بلا حدود.
- في عام 2006م شارك في ندوة الرقابة الإعلامية ومتغيرات العصر التي أقيمت على هامش معرض الكتاب الدولي بالرياض.
وقد شارك السديري في غيرها من الملتقيات التي تناولت القضايا الإعلامية والسياسية.
- وفي عام 2000م تمت استضافته في ندوة عن غزو الكويت، الأسباب والنتائج واستشراف المستقبل، بالجامعة الأمريكية في بيروت.
وأجريت معه العديد من اللقاءات التلفزيوينة والإذاعية والصحفية (العالمية) منذ توليه لرئاسة تحرير (الرياض)، وتأتي كمثال على ذلك الحوارات التي أجرتها معه التايمز اللندنية والإكسبرس الفرنسية، ووكالة بلوم بيرج الأمريكية، وول ستريت جورنال الأمريكية، والنيويورك تايمز، وقناة الجزيرة القطرية، وقناة الإم بي سي، وقناة أي ار تي راديو وتلفزيون العرب، وإذاعة لندن، وغيرها الكثير من اللقاءات.
نحو القمة
تقلد السديري مناصب عدة في مؤسسة اليمامة الصحفية، وطريقه لرئاسة تحرير جريدة الرياض لم يكن سهلا بطبيعة الحال، فقد تدرج السديري من محرر رياضي إلى محرر سكرتير المحليات، ومن ثم سكرتيراً للتحرير، وأخيرا رئيسا للتحرير.
وعن ذلك فقد تحدث في إحدى الحوارات الصحفية التي أجريت معه؛ بأنه قد تم اختياره كمرشح ثالث لتولي رئاسة التحرير في الصحيفة، ولكن الاختيار قد وقع عليه ليتولى ذلك المنصب الكبير والمهم، ولا يخفي السديري بأنه قد تفاجأ بذلك القرار والذي يقف وراء ذلك وجود من هم كانوا أقدم منه.
لا يختلف اثنان على أن تركي بن عبدالله السديري يعتبر أشهر من النار على العلم ورمزا من رموز الصحافة السعودية والخليجية وحتى العربية، وخير دليل على ذلك هو استمراره رئيسا للتحرير لمدة 41 سنة في جريدة الرياض التي شهدت قفزات نوعية وتطوراً في عهده فأصبحت خلال تلك السنوات تتربع على عرش الصحافة السعودية، ولعل اللقب الشهير الذي أطلق فيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إحدى لقاءاته مع الإعلاميين السعوديين على تركي السديري لقب ملك الصحافة دليل قاطع على ذلك التفرد الذي يتمتع به.
الزميل تركي بن عبدالله السديري في سطور
تلقى تعليمه في الرياض.
اهتماماته الأدبية والصحفية تجلت في وقت مبكر من حياته العملية.
كتب في العديد من الصحف والمجلات المحلية في مجالات متعددة.
أشرف على عدد من الأقسام التحريرية في جريدة «الرياض».
تولى رئاسة تحرير جريدة «الرياض» منذ عام ١٣٩٤ه حتى يوم أمس.
زاويته الشهيرة «لقاء» يكتبها يومياً بجريدة «الرياض».
أسهم بشكل فعَّال في تطوير جريدة «الرياض» وجعلها في مقدمة الصحف.
شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الصحفية والأدبية داخل المملكة وخارجها.
شارك في عضوية مجلس جائزة الصحافة العربية بالإمارات العربية المتحدة.
عضو بمجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية.
اختير رئيساً للجنة التأسيسية لهيئة الصحفيين السعوديين.
انتخب رئيساً لهيئة الصحفيين السعوديين عام ٢٠٠٤م.
انتخب رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية عام ٢٠٠٥م.
تم انتخابه رئيساً لهيئة الصحفيين مرة أخرى عام ٢٠٠٨م.
تم انتخابه مرة أخرى رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية عام ٢٠٠٩م.
مهنية خلاقة
إلى جانب مقالاته الرياضية الإبداعية والمتميزة التي اكتست بالثوب الأدبي الجميل، تتجلى المهنية الخلاقة لتركي السديري من خلال حواراته الصحفية الخالدة التي التقى فيها مع شخصيات سياسية ومسؤولة رفيعة، وزاويته شبه اليومية (لقاء) التي استحقت بأن يطلق عليها الزاوية الأطول عمرا في الصحافة السعودية حيث استمرت 43 عاما.
وفي عام 1392ه كانت ولادة زاوية (لقاء) التي رأت النور على صفحات جريدة الرياض في العدد 2300، ومنذ ذلك الحين أصبحت بمثابة النافذة التي يطل من خلالها العالم على التحولات والانكسارات والنجاحات والتطورات التي حدثت في المجتمع السعودي والعربي حتى اليوم، وقد وصفها الباحث عبدالله السمطي بالوثيقة التاريخية التي تتضمن صوراً شتى من الأحداث والوقائع والتحليلات المتعددة وخاصة على المستوى السياسي، وكما وصف السديري بالشاهد على العصر.
وفي عام 1991م شرعت صحف من لندن، والأيام من البحرين، والراية من قطر، بنشر زاوية (لقاء) يوم صدورها في جريدة الرياض.
تطوير «الرياض» وعضويتها الصحفية
عندما استلم رئاسة تحرير جريدة الرياض لم تكن تصدر بأكثر من ثماني صفحات وأحياناً اثنتي عشرة صفحة ولم يكن عدد المتفرغين من السعوديين يتجاوز عشرة محررين وحالياً تمثل جريدة الرياض انفراداً غير موجود في الصحافة المحلية والعربية وأهم هذا الإنفراد:
1- صدور الجريدة معظم أيام الأسبوع مابين 48 صفحة و 60 صفحة وأحياناً يتم تجاوز هذا الرقم لكن بمناسبات خاصة.
2- أصبح عدد المتفرغين من السعوديين يتجاوز المئتي محرر وعدد السيدات في مدينة الرياض وفي المدن الأخرى يتجاوز الثلاثين محررة وهو أمر غير موجود في الصحف الأخرى.. وإذا اضيف عدد المتعاونين والمتعاونات إلى أعداد المتفرغين فإن الرقم في حدود الأربع مئة.
3- بإعتبار جريدة الرياض تحقق أعلى ربح في الصحافة المحلية فقد تم تخصيص مرتب شهرين غير بدل السكن ومكافأة سنوية لكل محرر متفرغ.
4- حرص تركي السديري كرئيس تحرير دمج القدرات الصحفية بالقدرات المالية والإدارية في عضوية الجمعية العمومية بدعم من رجال أعمال وثقافة ساندوا الفكرة في مقدمتهم المرحوم محمد بن صالح وفهد العريفي ومحمد الحميدي رحمهم الله، وأحمد الهوشان ورضا عبيد وصالح الحيدر.
وبهذا فقد توفر مالا يقل عن 50٪ من العاملين في التحرير كمالكي الأسهم العضوية في الجمعية العمومية إما تبرعاً أو شراءً مقسطاً للأسهم وهو ماجعل قرارات الجمعية العمومية في اجتماعاتها السنوية تتوفر بها كفاءة المشاركة الاقتصادية مع رؤية الخبرة الصحفية وهو واقع غير موجود في جيل الصحف السعودية أو العربية.
«الرياض» والريادة
بشهادة الكثيرين فإن السديري أثرى الساحة الإعلامية السعودية، وبذل فيها عطاءه الجزل وأسهم في تطور الصحافة السعودية التي تقود ركب الصحافة العربية، وللسديري بصمة واضحة في نمو وتقدم وتطور الشباب السعودي في المجال الإعلامي، وحتى أصبحت الصحافة السعودية يشار لها بالبنان في العديد من الدول العربية والإسلامية والعالمية.
فقد احتضنت جريدة الرياض العديد من الأسماء الصحفية اللامعة التي تميزت بعلاقاتها الواسعة، وقادت الصحيفة إلى السبق والتفرد والتميز في العديد من الأخبار في شتى المجالات، وكما أن الكتاب في الصحيفة يعدون من الصفوة الذين يطلون بشكل يومي أو أسبوعي على قرائهم ليحللوا وينقلوا صدى الواقع في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية والتقنية. ومؤسسة اليمامة الصحفية ككيان إعلامي ناجح، كانت على الدوام سباقة في تقديم وإبراز كل ما هو جديد في عالم التقنية الإعلامية، وكان ذلك واضحا وجليا في تحقيقها العديد من القفزات النوعية في هذا المجال، وخير دليل على ذلك فوزها بجائزة أفضل موقع إلكتروني إعلامي على مستوى الشرق الأوسط في العام 2006م، وغيرها من التقنيات التي تواكب التطور التقني الإعلامي في الصحافة بالدول المتقدمة.