فضل ليلة القدر واهم العلامات التي تدل عليها
on- 2015-07-13 19:29:53
- 0
- 1422
بسم الله الرحمن الرحيم }}إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {{
ليلة القدر ، هي أعظم ليلة من ليالي العام كله ، وقد خصها الله تعالى عن سائر الأيام لتكون الليلة التي أنزل فيها كتابه عز وجل على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام ، لتصبح هذه الليلة من أعظم الليالي فقدرها عنده سبحانه وتعالى خيرٌ من ألف شهر أي أن العبادات والطاعات التي يفعلها المسلم في هذه الليلة يكون ثوابها أفضل من عبادة ثلاثة وثمانون سنة وأربعة أشهر .
وقت ليلة القدر :
لقد ذكر في الأحاديث النبوية الشريفة تنحصر ليلة القدر حيث تنحصر في العشر الأواخر من ليالي رمضان ، وقد تكون إما في ليلة الثالثة والعشرين أو في ليلة الخامسة والعشرين أو في ليلة السابعة والعشرين أو في التاسعة والعشرين . كما ورد في الحديث الشريف (( عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر ، في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى )) ، و في حديث شريف آخر (( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كم مضى من الشهر ؟ فقلنا : مضى اثنان وعشرون يوما وبقي ثمان فقال صلى الله عليه وسلم : لا بل مضى اثنان وعشرون يوما وبقي سبع الشهر تسع وعشرون يوما فالتمسوها الليلة )) ، وقد كثرت الأحاديث الشريفة التي توضح وقت ليلة القدر من ليالي رمضان المباركة .
سبب تسمية ليلة القدر :
اختلف علماء الدين في ذكر أسباب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم ، فالبعض يقول بأن سبب التسمية هو أن الله سبحانه وتعالى فضلها عن باقي الليالي وعظم من شأنها ، أي أنها ليلة لها قدر عظيم أو شرف عظيم ، وبعض العلماء يرجع سبب تسميتها إلى أن الأعمال والطاعات في هذه الليلة لها عظيم القدر حيث يحصل المسلم ثوابا لا يحصل عليه في أي ليلة من ليالي السنة الأخرى . وقد ذكر أيضا بعد العلماء بأنها سميت بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى أنزل فيها القرآن الكريم . وقد ذكر العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأن سبب تسمية يعود إلى أن في هذه الليلة يكتب فيها ما سيحدث في السنة وهذه من حكم الله عز وجل في خلقه .
علامات ليلة القدر :
لقد ذكر العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأن علامات ليلة القدر تنقسم إلى علامات مقارنة أي العلامات التي تحدث في الليلة نفسها وعلامات لاحقة تحدث في صباح ليلة القدر وهي كما يلي :-
1. العلامات المقارنة : ليلة القدر تتميز بالنور والإضاءة عن باقي الليالي من العام ويشعر المسلم بالطمأنينة وراحة النفس ، وتكون الرياح في هذا الليلة ساكنة والسماء صافية بحيث لا يحدث فيها أي عواصف ، وقد ذكر ابن عثيمين أيضا بأن الإنسان قد يرى في منامه ليلة القدر كما حدث مع بعض الصحابة رضي الله عنهم ، ومن بين العلامات المقارنة أيضا أن المؤمن في هذه الليلة يشعر بلذة قيام الليل أكثر من الأيام الأخرى التي يقيم بها الليل .
2. العلامات اللاحقة : في صباح ليلة القدر تظهر الشمس بدون شعاع ويكون سطوعها أبيض أي صافية وليس كبقية الأيام وجاء ذلك في حديث شريف ((عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها )) .
فضل ليلة القدر :
لليلة القدر الكثير من الفضائل كما ورد في القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة ، وهي كما يلي :
• أنزل فيها كتاب الله عز وجل القرآن الكريم حيث جاء في كتابه } إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ { .
• في هذه الليلة يكتب الله ما سيحدث خلال العام من أرزاق وآجال كما ورد في قوله تعالى { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } .
• يكون أجر العبادة والطاعات في هذه الليلة مختلف عن غيرها من باقي الليالي فهي أفضل من ألف شهر كما ورد في قوله تعالى في سورة القدر { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } .
• في هذه الليلة تنزل الملائكة إلى الأرض بكل ما فيها من خير ورحمة ومغفرة وبركة ، حيث قال سبحانه وتعالى { تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ } .
• ليلة القدر هي الليلة التي تتميز بالسلام وبأعمال الخير وبكثرة الطاعات حيث تسلم النفوس من العذاب ولا مكان للشيطان فيها ، كما قال تعالى { سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } .
• في ليلة القدر يغفر الله ذنوب ما قبلها ويحتسب عند الله الأجر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) .