تركي بن عبد العزيز ... رائد الخير ومنبعه
on- 2015-06-20 14:33:23
- 0
- 1315
اقتضت سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه، أن يظهر في كل أمة من وقت إلى آخر أناس عظماء نوابغ، أما نحن أمة العرب والإسلام، فلدينا - بحمد الله وتوفيقه - نماذج كثيرة لا تحصى ولا تعد من تلك الفئة المخلصة الصابرة المحتسبة، لا سيما هنا في بلادنا الغالية.. أرض الرسالات ومهد الإسلام ونبع العروبة، وصحيح قائمة أولئك النفر قد تطول كثيراً، غير أنني آثرت على نفسي أن أخص بحديثي اليوم، واحداً من ألمع وجهاء المجتمع وفضلائه، ذلكم هو صاحب السمو الملكي الأمير النبيل تركي بن عبدالعزيز آل سعود - أدامه الله.
وحقاً، المتأمل سجل هذا الرجل الصالح المحتسب، نصير الإنسانية ورائد الخير ومنبعه، يندهش كثيراً من عظمة عطائه، وعلو همته، وسعة أفقه، وقدرته على العطاء، وحلمه الكبير من أجل مجتمعه وأمته كلها، وحرصه على نفعها، إذ أدرك منذ أن شب عن الطوق، أن عليه مسؤولية عظيمة تجاهها، فحشد كل طاقاته وإمكاناته لتوفير أفضل أسباب الراحة النفسية والاستقرار الأسري والدعم المعنوي والمساندة التي يحتاج إليها أفراد مجتمعه وأمته، بل قبيلة الإنسانية كلها.. وقدم أعمالاً جليلة عظيمة، عجزت عنها المنظمات والمؤسسات والجمعيات، بل حتى بعض الدول، أداءً للأمانة وحرصاً على مصلحة الأمة، وقبل هذا وذاك، طمعاً في مرضاة الله ورسوله.
***
مقتفياً في ذلك كله أثر والده المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - حتى صدق فيه قول الشاعر:
بأبيه اقتدى عدى في الكرم ... ومن شابه أباه فما ظلم
ويؤكد سموه الكريم نفسه هذه الحقيقة قائلاً: (إن مدرستي الكبرى هي مدرسة الملك عبدالعزيز، التي تعلمت فيها كثيراً، تعلمت الاحترام للغير، وروح الانضباط، والصدق في المعاملة، كما تعلمت كيف تكون البساطة والتعامل التلقائي والعفوي مع الناس، ركيزة أساسية للمحبة والوفاء، تجاه الإنسان المتواضع في قوة والبسيط في ترفع وكرم).
***
وصحيح أن أعمال هذا الرجل النادر الفذ، رائد الخير ومنبعه ونصير الإنسانية، جليلة ونادرة، بل متميزة تجل عن الوصف، ولهذا اكتفي هنا بالإشارة إلى جهوده التي تذكر دوماً فتشكر، في دعم العلم الذي يعد أهم ركيزة في تقدم الأمم والشعوب، من خلال إنشائه المؤسسة العالمية لمساعدة الطلبة العرب في أميركا وأوروبا، علماً أنها مؤسسة تربوية خيرية مستقلة مانحة.. هذا فضلاً عن جهوده الكبيرة المقدرة في دعم الثقافة والفنون وتعزيز الصحة وغيرها من مجالات الخدمة الاجتماعية والإنسانية للناس كافة، دونما تمييز لأي سبب.
***
ولأنه رجل متميز في مواقفه، وفريد في تعامله بحق، أدرك أنني لا أستطيع أن أوفيه حقه، مهما سطرت من كلمات متواضعة، تظل قاصرة عن التعبير عما يجيش بالنفس من مشاعر صادقة تجاه ما يسديه من خير للأمة والمجتمع، لكنني أردت أن أؤكد للرمز الكبير الإنسان تركي بن عبدالعزيز، أن أبناء الوطن العربي الكبير من الخليج الي المحيط جميعهم يقدرون لسموه الكريم ذلك كله، ويحترمونه ويثمنونه كثيراًً، ولا نملك هنا إلا الدعاء ليلاًً ونهاراً، خصوصاً في هذا الشهر العظيم، أن يجزل الله لسموه الكريم الأجر والمثوبة، فهو وحده - سبحانه وتعالى - القادر على مكافأته.