بداية اللغة العربية
on- 2015-05-14 12:14:41
- 0
- 2214
اللغة العربية هي أكثر اللغات السامية إنتشارًا في العالم و أعظمها على الإطلاق يتحدث بها أكثر من 422 مليون شخص في العالم يتركز المتحدثون في بلاد الوطن العربي بالإضافة إلى إنتشارها في أماكن تفرقة في العالم ، تحتل اللغة العربية أهمية قصوى عند المسلمين ليس فقط لأنها لغة القرآن الكريم بل و لغة أهل الجنة و اللغة التي يتحدث الله بها إلى عباده يوم القيامة .
في عالم الأبل و الخيل و البيداء كانت بداية اللغة العربية لم تكن حبيسة مسار بل إستمر المسير و إختلط الأثر و دام الرحيل فاستعصى تقصى بصمات الأصل و الأصيل ، تعددت الروافد و المعين واحد و المؤكد أن ميلاد اللغة العربية من رحم اللغات السامية يرجع قبل مئات القرون قبل بزوغ شمس الإسلام ، قد إختلف الباحثون في تحديد موطن الساميين الأصلى و لم يصلوا فيه إلى رأي يقين و من الأرجح أنه كان في القسم الجنوبي الغربي من شبة الجزيرة العربية خصوصًا بلاد الحجاز و نجد و اليمن ، فهي جزء من العائلة السامية التي تزيد عن 25 للغة التي تمتد في الجغرافيا من القرن الإفريقي حيث الأمهرية و الجعزية و الحبشية القديمة لتمتد في أقصى الشمال إلى العراق حيث النبطية الأرمية السريانية .
لغة العرب على تنوع مشاربها و تلون حللها ترجع إلى لغتين أصلتين لغة القبائل العدنانية شمال الجزيرة العربية و لغة القبائل القحطانية في الجنوب ،فقل الإسلام كان العرب شعوب و قبائل و كل منطقة تتكلم بلهجة العدنانيون في الشمال و القحطانيون في الجنوب و كانت هناك ممالك متتفرقة لا تتحدث كما يتحدثون كحمير و عدن ، كان للغة العربية القديمة أكثر من مستوى وظيفي اللغة المشتركة و هي لغة الشعر و الخطابة و الحوار و المفاخرات من جهة و لغة القبائل التي تتفاوت فصاحتها بمدى قربها من اللغة المشتركة و كان من الطبيعي أن تطغي لغة الشمال على الجنوب و لغة قريش على سائر اللغات لإعتبارات دينية و إقتصادية و إجتماعية ، فبحكم أن قريش كانت هي المشرفة على الحج و كان الحج أعظم سوق ديني و موسم تجاري و محفل يجتمع فيه العرب فيتبادلون الأراء و يحاولون أن يقربوا إلى بعضهم البعض للغة التفاهم هي للغة القوم الذين يتواجدون عندهم فالرغم من أنهم يختلفون في بعض الألفاظ إلا أن معظم العرب كانوا يعرفون هذه اللهجة لأنهم يأتون سنويًا مع هذه القبيلة و لمكانتها التي كانت لها حتى قبل الإسلام .