معركة اليمامة و جمع القرآن الكريم
on- 2015-04-19 14:53:18
- 0
- 3253
بعد وفاة النبي صلّ الله عليه و سلم إرتدت بعض القبائل العربية عن الإسلام فبعضهم من منع الزكاة و البعض منع الصلاة في الفترة الممتدة من عام 11 إلى 12 هجرية و لكن تصدى لهم الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث إرتدت جميع القبائل ما عدا مكة و المدينة و الطائف ، بعد مبايعة أبو بكر الصديق خليفة قرر التصدي لتلك القبائل بحروب الردة كان لهذه الحروب مستقبل على الدعوة الإسلامية من أبرز حروب الردة معركة اليمامة حيث كان لها تأثير على جمع القرآن الكريم قتل أحد من أدعى النبوة مسيلمة الحنفي .
بداية اليمامة :-
كانت اليمامة مسرحًا لحدث من أحداث الردة يقول الرسول صلّ الله عليه وسلم لم تقوم الساعة حتى يظهر دجالون كذابون كل واحد يزعم أنه نبي و لا نبي بعدي ، كان مسيلمة الكذاب أحد أولئك الذين أدعو النبوة فكانت ردتة و ردت من معه من أعظم أنواع الردة ، كان مسيلمة الكذاب أدعى أن الله عزوجل شاركه الأمر مع النبي صلّ الله عليه و سلم ،كانت بني حنيفة عند رسول الله يطلبون البيعة و لكن مسيلمة لم يبايع و قال أريد أن يشركني محمد معه في النبوه كما أشرك موسى اخيه هارون و عندما سمعه النبي صلّ الله عليه و سلم أمسك عرجونًا صغيرًا و قال له والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيتة لك عاد إلى قومه و أخبرهم أن النبي صلّ الله عليه وسلم أشركه في الأمر معه و حاول مع النبي صلّ الله عليه و سلم و أرسل له رسالة يقول”من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: آلا إنى أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولي نصفها ولكن قريشاً قومُ يظلمون” فرد النبي صلّ الله عليه وسلم ” من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، السلام على من أتبع الهدى، أما بعد، ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾» أرسل النبي صلّ الله عليه وسلم رجل لقتاله هو الرجال بن عنفوة ولكن وصل إليهم أمر وفاة رسول الله أصر عليه مسيلمة و شهد له أن النبي صلّ الله عليه وسلم أشركه معه في الأمر و كان هذا من أسباب تقوية أمره .
تطور الأمر في اليمامة :-
أصر مسيلمة الكذاب على موقفة على الردة حتى بعد وفاة النبي صلّ الله عليه و سلم هو أشد أنواع الردة إدعاء النبوة ، و ظهرت أخرى تدعي النبوة سجاج التميمية كانت نصرانية و جهزت جيشًا لغزو اليمامة و لكن مسيلمة عرض عليها أن تنضم لجيشه و تزوجها ثم هاجرت إلى عمان ، فكانت حروب الردة بقيادة عكرمة بن أبي جهل ثم خالد بن الوليد .
تجهيز جيش اليمامة:-
سميت الحرب بمعركة اليمامة أو معركة عقرباء كانت في سنة 11 هجرية ، كان الصديق يعرف قوة مسيلمة و إمكانياته فكان غير مرحب أن يهجم خالد بن الوليد بقوات غير كافية كما أنه غير مرحب بأن مسيلمة يعمل تحالفات مع القبائل المجاورة له فأمر سيدنا خالد أن يهجم عليهم واحدًا تلو الأخر و إختار أكفء القادة هو خالد بن الوليد لمواجهة مسيلمة و لكنه أرسل عكرمة بن أبي جهل أولًا حتى يثبت مسيلمة في اليمامة و لا يخرج منها و قال له لا تقترب من اليمامة و كن على مسافة يرونك فيها حتى يظل الكذاب يتوقع هجومًا من المسلمين و لن يتمكن أن يترك اليمامة لكي يهجم على سيدنا خالد فبتلك الطريق عطل مسيلمة حتى يتولي سيدنا خالد تصفية الحروب مع القبائل الأخرى وكانت أيضًا ضمن حروب الردة حتى يتفرغ ليمامة .
بداية حرب اليمامة:-
تحرك عكرمة بن أي جهل و خيم على مسافة الأفق من اليمامة ، في تلك الأثناء جهز أبو بكر الصديق جيش ثانيًا بقيادة شرحبيل بن حسنة و أمره بالتحرك نحو اليمامة و أن يخيم قرب اليمامة و لا يهجم و لكن عكرمة هجم علي اليمامة و لكن لم يستطيع الجيش الصمود و إضطر عكرمة أن ينسحب و أرسل إلى الصديق يخبرة بالأخبار و قفوا ينتظرون أوامر الخليفة فأرسل إليه خطاب شديد قال له لا ترجع فتوهن الناس و إترك مكانك و توجه لجيوش الإسلامية في منطقة عمان ، فلما إنتهى خالد بن الوليد مما كلفه بيه الخليفة أرسل إليه التوجة إلي اليمامة و أرسل إلى شرحبيل بن حسنة الإنضمام للواء خالد بن الوليد و جمع قوات في المدينة من المهاجرين و الأنصار و توجهوا إلى جيش خالد في البطاح و تحركوا جميعًا إلى اليمامة ، صار بكل القوات إلى أن وصل إلى مسافة قريبة من اليمامة و أرسل العيون فعرف أن مسيلمة ترك المدن الرئيسية و توجه نحو سهل في الضفة الشمالية من وادي حنيفة فتحرك خالد إلى أن خيم الجيشان مواجهة لبعضيهما و خيم جيش المسلمين في أرض مرتفعة حتى يستطيع أن يرى السهل و جيش مسيلمة بأكمله و بلغت قوات جيش المسلمين 13 ألف مقاتل و حيش مسيلمة 40 ألف مقاتل .
إصطف الجيشان في منطقة تسمى حجر و في سهل عقرباء كانت معركة اليمامة كان يوم شديد الهول كاد المسلمين أن ينهزموا لولا رجال من ذوي الدين ثبتوا و قالوا يا أهل القرآن زينوا القرآن بالأفعال و أمرهم خالد بالثبات و أثار ذلك روح الإستشهاد في نفوس المسلمين وأستطاعوا أن يزحزحوا جيس مسيلمة و شد عليهم المسلمون حتى فر جيش مسيلمة إلى حديقة و كانت ذات جدران منيعة و تحصنوا بها و لكن المسلمون تمكنوا بفضل الله و البراء بن مالك أن يدخلوا عليهم الحصن حيث حملوه فوق الجحف برماحهم و إستطاع فتح باب الحديقة دخل المسلمون و تم قتل مسيلمة الكذاب على يد وحشي بن حرب كانت المعركة من المعارك الفاصلة إنتصر المسلمون و قتل 70 من حفظة القرآن الكريم و استشهد ألف و مائنا صحابي جليل ..
جمع القرآن الكريم :-
كان القرآن الكريم يحفظ بالصدور لكن بعد موقعة اليمامة التي استشهد فيها 70 رجل من حفظة القرآن الكريم أشاروا على الصديق بجمع القرآن الكريم كان القرآن يكتب في الرقاع و اللخاف و العسب و الأكتاف و صدور الرجال و لم يجمع في مصحف واحد في عهد النبي صلّ الله عليه وسلم و ظل القرآن على هذا الحال حتى عهد الصديق و حدوث معركة اليمامة و استشهاد حفظة القرآن فخاف عمر بن الخطاب أن يضيع القرآن بموت حملته فكلم أبو بكر الصديق بشأن جمع القرآن حتى انشرح صدر أبو بكر لهذا ، فكلف أبو بكر الصديق زيد بن ثابت بتتبع الوحي و جمعه فجمعه من الرقاع و العسب و اللخاف و صدور الرجال و كان يشهد على الرجل رجالان ذوي عدل و تم إداع المصحف في بين أم المؤمنين جفظة بن عمر رضي الله عنهما .