"أملج" مدينة الجبل والسهل والبحر

on
  • 2015-03-28 01:42:14
  • 0
  • 4939

تعتبر محافظة املج من اكبر محافظات منطقة تبوك من حيث الكثافة السكانية والمساحة الجغرافية وتبلغ مساحتها أكثر من 16 ألف متر مربع
ويتبع للمحافظة أكثر من 65 قرية وهجرة وكانت تسمى / لوكا كومي / وتعني المدينة البيضاء لشدة بياض رمال شواطئها وتعتبر محافظة املج من المحافظات الفريدة على الساحل التي تجمع بين الكثبان الرملية المتعانقة مع البحر والجبال التي هي امتداد لسلسة جبال طويق إضافة للبحر الذي تعتبر املج لؤلؤة مكنونة يحتضنها مما جعل منها مقصدا سياحيا حيث البحر وشواطئه الرملية وشعابه المرجانية الجميلة وجزرها التي يصل عددها إلى 103 جزر متناثرة على طول الجزء المقابل للمحافظة مما جعل المحافظة مقصدا للغواصين الذين يأتون إليها لوجود العديد من أماكن الغوص بها وكذلك طبيعتها البرية المتنوعة حيث الكثبان الرملية التي لا تبتعد سوى أمتار معدودة عن الساحل وهي متنفس للأهالي خاصة في أيام الصيف حيث تزدحم هذه الأماكن بالسياح ويرتادها كذلك هواة التطعيس وقد اشتهرت املج بالزراعة إضافة لصيد الأسماك الذي يعتبر من الحرف الرئيسية لسكان المحافظة ومن أشهر منتجاتها الزراعية التمور والمنجا والطماطم والخضروات
عرفت أملج قديما بالحوراء، اي البيضاء. وقد وصفها أحد الرحالة بأنها واحة على مقربة من البحر الأحمر بها عين ماء عذب وتحيطها النخيل والأشجار الملتفة ويكثر بها شجر الأراك وطيور بحرية متنوعة فهي تعتبر واحة في وسط هذه الصحراء .
سميت املج بهذا الاسم لان بها شاطئ صخري , وكانت محطة للحجيج على ساحل البحرالأحمر وعندما ترتطم الامواج بالصخر تصدر صوت لجة ,فكانوا يسمونها أم لج , ومع الوقت اندمجت وصارت أملج وتقع الحوراء علي بعد عشرة كيلومترات شمال محافظة أملج وهي من مدن جهينة قبل الإسلام . وكانت الحوراء في القرون الهجرية الأولي ميناء للمدن الداخلية الواقعة خلفها في منطقة وادي القرى وفي حرة خيبر ولذلك عرفت في المصادر ساحل وادي القرى وكان لها في القرن الرابع عشر الهجري عشرة حصون وربض عامر فيه سوق من جهةالبحر.
أما الإدريسي وهو من علماء القرن السادس فقد وصفها بقولة قرية عامرة وأهلها أشراف كما وصفها الحميرى في الروض المعطاء وهو ينقل عمن سبقه وذكر أنها مدينة على ساحل وادي القرى بها مسجد جامع وثماني آبار عذبة وبها ثمار ونخل وأهلها عرب من جهينة وبلي وكانت الحوراء تشتهر بصناعة أواني الحجر الصابوني الذي كان يصدر منها الى سائر الأقطار ويبدو أن الحوراء قد اندثرت في نهاية القرن السادس الهجري فقد أشار ياقوت الحموي إلى شخص شاهدها سنة 676ه ، وأخبره بأن ماءها مالح ، بها قصر أثري مبنى بعظام الجمال .
كما عُرفت محافظة أملج قديما باسم "اليكي كومي"وتعني الأرض البيضاء وهي ما يغلب على رمالها الساحلية على شاطئ البحر وقد أطلق عليها هذا الاسم الرومان ، وهي مدينة قديمة معروفة قبل الميلاد ، وهي من أقدم المدن على ساحل البحر الأحمر .
وقدكتب عنها الشيخ حمد الجاسر علامة الجزيرة يرحمه الله وورد ذكرها في مقدمة ابن خلدون وقد اطلق عليها الحجاج العابرون بها من بلاد الشام وتركيا وغيرها اسم "ام لج" لما كانت تحدثه الأمواج من لجة عند ارتطامها بالصخور وبقي هذا اسمها لفترة طويلة إلى أن دمج في كلمة واحدة هي "أملج" وهذا هو اسمها الحديث الذي تعرف به حاليا .
وكانت أُملج أشهر ميناء على ساحل البحر الأحمر بالحجاز ولكنها هجرت قبل القرن السابع الهجري وامتد العمران إلى الجهة الجنوبية منها مقتربا إلى شاطئ البحر فأصبحت على شريط ساحلي ضيق منحصر ما بين سلسلة جبال السروات والبحر الأحمر .

الموقع والحدود :
تقع محافظة أملج في شمال غرب المملكة العربية السعودية، بالقرب من خط الطول 14-37 شرقاً وخط العرض 5 –25 شمالاً.يحدها جنوباً محافظة ينبع وشمالاًمحافظة الوجه ومن الغرب البحر الأحمر، ومن الشرق جبال السروات ، وترتبط محافظة أملج إدارياً بأمارة منطقة تبوك .
السكان :
يقدر سكان محافظة أملج بحوالي أربع وخمسون ألفا وسبعمائة وتسعون نسمة (54790) حسب احصائية التعداد السكاني لعام 1425ه . وتتبع لهذه المحافظة الكثير من القرى والهجر ومن هذه القرى
القرى الواقعه شمال المحافظه :
- النصبة .
- القرص .
- الحرة الشمالية .
- فشيغ .
- العنبجة .
- تولة .
- مرخ .
2-القرى الواقعة شرق المحافظة :
- الفاجية .
- المقرح .
- أم غواشي ( المطيوي) .
- الشبحة وقراها.
- الرويضات .
- النويبعة .
3- القرى الواقعة جنوب المحافظة :
- الشبعان .
- صروم .
- الحسي .
- البوانة .
- الشدخ .
التضاريس :
يتميز سطح محافظة أملج بوجود سهول ساحلية ومرتفعات جبلية من الشرق ووجود صحاري في شمالها وجنوبها . كما تقع محافظة أملج ضمن نطاق الدرع العربي، والثابت أن المنطقة تنتمي جيولوجيا للنطاق الإنكساري الذي يمثل البحر الأحمر وسلسلة الحجاز . ومن أهم التضاريس :
1- السهل الساحلي :
وهو من ضمن سهل تهامة الممتد من الشمال إلى الجنوب ويتميز بأنه يضيق في مناطق حتى تصل المسافة بين البحر والجبال (2 كم) ، وينبسط في أماكن أخرى حتى تصل المسافة (20كم) . ويتميز هذا السهل بوجود السباخ التي تنتشر بكثرة حيث يمتد نطاقها من مركز الحرة الشمالية محاذياً لساحل البحر حتى مركز القراير .
2- المرتفعات :
تنقسم إلى قسمين هما :-
أ – الجبال التهامية :
وتقع على مقربة من ساحل البحر الأحمر ، ومن أهمها جبل البوانة وجبل ترهم .
ب – الجبال الداخلية :
وهي متصلة بمجموعة جبال رضوى ،ومن أهمها جبل العرقوب الذي يقع شرق محافظة أملج ويبلغ ارتفاعه (1119) متراً .
3- الأودية :
وهي تنحدر من سفوح جبال السروات ، ولا تزيد أطوالها عن (70 كم)، ومن أهمها :
أ – وادي المخمص :
يجري من الشرق إلى الغرب ويصب في البحر بجوار رأس أبو مد .
ب – وادي القواق :
يصب جنوب أملج ب (10كم) ، وكان يعرف قديماً بإسم وادي العقيق .
ج – وادي الغمير :
يقع هذا الوادي جنوب محافظة أملج مباشرة ويفصل ضاحيتي
الجبنون والأحمر، ويصب في البحر.
د – وادي أملج :
يقسم محافظة أملج إلى قسمين شمالي (السوق) وجنوبي (حارة الصيادلة) ،
ويصب في الميناء مباشرة ، وقد أقيم على جانبي الوادي حواجز لكي لاتصل
المياه إلى المناطق السكنية على جانبي الوادي .
المناخ :
يعد مناخ محافظة أملج حار صيفا معتدل دافئ شتاء قليل الأمطار في الشتاء تغلب عليه الرطوبة في الصيف .
النشاط الزراعي :
يعتبر النشاط الزراعي في محافظة أملج من أهم الأنشطة لسكانها ، وتقدر الإحصائيات أن عدد المزارع فيها أكثر من ألف مزرعة بين حديثة وقديمة تعتمد على الري بالآبار العادية ، وتحتضن تلك المزارع ما يقارب من مليون نخلة منها (1200) شجرة موالح ، (500) شجرة تين ، (600) شجرة رمان ، (500) شجرة لوز ، (300) شجرة مانجو. هذا علاوة على تميز مزارع محافظة أملج بأنواع مختلفة من المنتجات الزراعية من أهمها (الدخن، القمح ، البرسيم ، المراعي ، الجرجير ، الفجل ، البقدونس ، النبق ، الكزبرة ، النعناع ، الجوافة ، الخيار ، الطماطم ، الحبحب "البطيخ" ، الليمون ، الباذنجان ، التمور ، والرمان) .
ومن أهم الأودية التي تستخدم للزراعة (وادي عمق ، وادي مرخ ، وادي الحايل ، وادي سمنة ، وادي تولة ، وادي الجذع ، وادي الحمض ، وادي المحرية ، وادي أم غواشي ، وادي حنبق ، وادي حيران ، وادي النخيل ، وادي نبط ، وادي أم حرمل) . وهناك عدة عيون تستخدم للري منها على سبيل المثال (العين) والتي تقع شمال محافظة أملج .
ومن أهم الآبار المستخدمة للري : بئر نسيان ، الشدخ ، بئر عودة ، بئر مسعود ، بئر صالح ، بئر الغمير، بئرالوحيدي ، بئر البديع ، بئر الثميلة ، بئر سالم الصيدلاني، بئر مرخ ، بئر العنبجة . حيث تقع على مسافات تتراوح بين (4-15) كيلو متر في جهات مختلفة من محافظة أملج ، وكان بعضها مياه عذبة تستخدم لأغراض الشرب والبعض الآخر لغسيل الملابس وأواني الطبخ . وقد استخدمت الجمال والحمير والمراكب الشراعية لجلب المياه ، حيث تملأ القرب وتباع بأسعار مختلفة حسب نقاوة الماء . وحتى عام 1370ه كانت الأربع قرب سعة الواحدة حوالي (4) جوالين من الماء الصالح للشرب تباع بحوالي (3.50) ريال والمستخدم لأغراض الغسيل (2.50) ريال . ونظراً لزيادة السكان قام تجار البلدة ببناء أربعة صهاريج بفترات زمنية متفاوتة تستخدم لتجميع مياه الأمطار الموسمية وبيع الماء على الأهالي وكان بعضهم يحدد يوما في الأسبوع للتبرع بالماء مجاناً . وقد إستمر الحال على الاعتماد على الطرق السابقة في توفير المياه التي كانت في الحقيقة شاقة ومكلفة إلى إن تم إيصال الماء عام 1374ه من اكبر بئر يسمي "بئر الوحيدي" والذي يبعد (15) كيلو متر شرق املج باستخدام أنابيب مياه بعرض (6) بوصة وتم ذلك في عام 1374ه ، وتم إنشاء شبكة مياه وإيصالها إلي بعض المنازل وكذلك عمل الأشياب (المقسمات) بغرض إيصال المياه إلى مناطق الكثافة السكانية العالية، حيث كان يستخدم الأهالي الصفائح (الدلو) لإيصال المياه إلي منازلهم وقد قدرت كمية المياه التي تصل البلدة من بئر الوحيدي حتى عام 1396ه (60) ألف جالون يومياً .
وفي عام 1396ه تم إنشاء محطة لتحلية مياه البحر في أملج لإنتاج حوالي (120) ألف جالون يومياً بتقنية التبخر الومضي . وقد كان لتشغيل هذه المحطة الأثر الكبير في نمو واتساع محافظة أملج . نظرا لسرعة النمو وزيادة السكان ظهرت الحاجة لتوسعة طاقة الإنتاج ، وقامت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بمشروع زيادة الطاقة الإنتاجية عام 1406ه بطاقة إنتاجية مقدارها مليون جالون يومياً بتقنية التناضح العكسي .
نشاط تربية الحيوانات وصيد الأسماك
يتم تربية الحيوانات في الأماكن القريبة من محافظة أملج، والتي يتوفر فيها المراعي المختلفة . ومن أهم الحيوانات التي يربيها السكان الإبل والغنم والدواجن : الدجاج والبط والحمام والأرانب . ويعمل نسبة كبيرة من السكان في مهنة الصيد وتعتبر سواحلها سلة غذاء هامة للوطن في توفير عنصر هام من العناصر الغذائية في بلادنا وتوفير كمية كبيرة من الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية ذات القيمة الغذائية العالية ، وتقدر الإحصاءات أن عدد المراكب التي تعمل في مجال الصيد في أملج حوالي (3500) مركب .
النشاطات الصناعية والتجارية
إشتهرت محافظة أملج في الماضي بصناعة السفن بدرجة كبيرة وأصبح سكانها من أمهر صناع المراكب الشراعية على ساحل البحر الأحمر والخليج إلي درجة أصبحت معها شهرة المراكب (الأملجاوية) على كل لسان آنذاك . أما في الوقت الراهن فيوجد في محافظة أملج العديد من المصانع المتنوعة ومن أهمها مصنع الجبس ، ومصنعين لإنتاج الثلج ، وعدد كبير من معامل إنتاج البلك والطوب ، هذا علاوة على مصنع لإنتاج الألبان والآيس كريم، بالإضافة لعدد من المناجر لصنع الأبواب والنوافذ بأنواعها .
أما بالنسبة للتجارة فقد شهدت محافظة أملج ازدهارا تجاريا بحريا كبيراً مع الدول المجاورة في الماضي ، حتى وصل عدد المراكب الشراعية (السواعي) التي يملكها أهلها أكثر من (700) مركب . أما في الوقت الراهن فتزدهر محافظة أملج بعدد كبير من المجمعات والمحلات التجارية . وتنشط الحركة التجارية في أملج خلال نهاية الأسبوع حيث يرتادها سكان القرى والهجر المحيطة بها للحصول على إحتياجاتهم الغذائية والتموينية .