قصة نبي الله ايوب عليه السلام كامله
on- 2015-03-01 12:50:12
- 0
- 7461
إنه عبد من عباد الله الصالحين اسطفاه الله سبحانه وتعالى علي عباده فأصبح نبي الله فكلنا نسمع عن صبر أيوب فتعالوا بنا نعرف لماذا أطلق هذا اللقب العظيم عليه ، إنه أيوب نبي الله ذكرت قصته في سورة الأنبياء وسورة (ص ) .
ففي سورة الأنبياء فيقول الله تعالى (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) .
وفي سورة (ص ) قوله تعالى (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
يرجع نسب نبي الله أيوب إلى إسحاق بن إبراهيم عليه السلام قبل أكثر من 2500 سنة ، عاش في أرض حواران وهو من ذرية سيدنا يوسف عليه السلام إنه سيدنا أيوب عليه السلام ، فكان رجلاً طيبا تزوج من فتاه تدعى ( رحمة ) عاش الزوجين في سعادة وهناء و ذلك بسبب إيمانهم بالله ورسله فقد أنعم الله عليهم ورزقهم بالأولاد والبنات وكانت عنده أرض وحديقة واسعة مليئة بالحقول والمراعي وكان يرعى فيها الأغنام والأبقار والماعز وكان يعبد الله سبحانه وتعالى لا يشرك به شيئاً ، فنشأ على دين آبائه ابراهيم واسحاق ويعقوب ، وذات يوم هبطت إليه الملائكة وبشرته بالنبوة ، وسجدا لله شاكراً على هذه النعمة العظيمة وأنعم الله عليه أيضاً بحب الناس إليه فأحبه الناس فقد كان عنده المال والأولاد والمنزل الواسع وفيه الطعام والخير الكثير وكان يحب الفقراء يطعهم ويكسوهم وكان لا يأكل طعاماً إلا وعلى مائدته يتيم أو بائس أو فقير فالناس الفقراء كان يقصدون منزله من مناطق بعيدة لما سمعه عنه من كرمه وكانون يرجعون إلى ديارهم وهم يحملون الطعام والكساء والفرح لأطفالهم وأهلهم .
ذات يوم جاء شيخ كبير في السن إلى منزل أيوب قائلاً : السلام على أيوب نبي الله فرد عليه وعليك السلام ورحمة الله تفضل أنت في بيتك وأهلك وقال له الشيخ الكبير : أنا كما ترى شيخ عاجز وعندي أبناء جياع فتألم سيدنا أيوب وقال : أظنك غريباً أيها الشيخ ؟ لا يا نبي الله ، أنا من بلاد حوران وتألم سيدنا أيوب أكثر وقال ما أقساني ، بيتي مليء بالطعام وأنت جائع ؟ وقال الشيخ : إنه ذنبي أنا ، لم أعرض حاجتي عليك من قبل فقال أيوب : الحق علي أنا لأنني لم أبحث عنك بنفسي التفت أيوب إلي أبنائه وقال : ألا تخافون من غضب الله ؟ كيف ترضون لأنفسكم أن تبيتوا شباعاً وفي حوران أطفال وشيوخ جياع ؟ الأبناء اعتذروا وقالوا : لقد بحثنا كثيراً ولكننا لم نجد أحداً في حوران محتاجاً فقال الأب بألم : وهذا الشيخ ؟ عفواً يا أبانا فرد عليهم نبي الله وقال هيا احملوا من الطعام والكساء وأوصلوه إلى منزله سمعاً وطاعة للنبي هكذا كان يعيش سيدنا أيوب ، في ذلك البيت المبني من الصخور هو يتفقد العمل في الحقول والمزارع ، وزوجته تطحن ومعها بناتها وجواريها يساعدونها ، والشيطان لم يترك سيدنا أيوب يعيش في هذه السعاده حسد سيدنا أيوب فكان يريد له الشر والضلال لهذا راح يوسوس للناس ، يقول لهم : إن أيوب يعبد الله لأنه يخاف على أمواله وحقوله أن يأخذها منه ، لو كان أيوب فقيراً ما عبد الله ولا سجد له ، وسمع الناس إلى وساس الشيطان اللعين وصدقوه وتغيرت وجهة نظرهم على أيوب : إنه يعبد الله لأن الله أنعم عليه ورزقه وهو يخاف أن يسلبه نعمته ، وظنوا بذلك أن أيوب لو حلت به مصيبة لترك العبادة ، لو أحرقت الصواعق حقوله لغضب ، لو سلبه الله نعمته عليه لما سجد له شاكراً .
فأراد الله سبحانه وتعالى أن يظهر للناس كذب الشيطان ، أراد أن يظهر صدق أيوب وصبره وإيمانه فمن هنا بدأت المحنه ، وبدأت تحل بأيوب المصائب الواحدة بعد الأخرى لنرى مدى إيمان سيدنا أيوب وصبره ، فكل شىء كان يمشي على ما يرام أيوب كان ساجداً لله يشكره على نعمه ، وأبناؤه كانوا يحملون الطعام ويبحثون عن فقير أو مسكين ورجل مسافر انقطعت به السبل ، والخدم كانوا يعملون في الأرض ويحملون حبوب القمح إلى المخازن .
فكان الشيطان يريد أن يدمر إيمان أيوب فأحلت به أول مصيبة أحد الرعاة وهتف أين نبي الله أيوب ؟ ماذا حصل ؟ تكلم لقد قتلوهم قتلو جميع رفاقي الرعاة والفلاحين جميعهم قتلوا جرت دماؤهم فوق الأرض ماذا هاجمنا الأشرار واختطفوا قطعان الماشية ، أخذوا أبقارنا وخرافنا وذهبوا الجبل لا يهتز أمام العاصفة … سيدنا أيوب تألم ولكنه تحمل قال بثبات ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
فأراد الله سبحانه وتعالى أن يمتحن أيوب، يمتحن إيمانه برب العالمين ، هل سيصبر أم سيكفر ؟
فاراد الله سبحانه وتعالى ان يمتحن صبره على الطاعة والإيمان ونزل به البلاء وأحرقت الحقول والمزارع وقالت زوجته له : إن مصائب العالم ستنزل علينا قال سيدنا أيوب ( اصبري يا رحمة هذه مشيئة الله ) ونظر أيوب إلى السماء وقال إلهي : امنحني الصبر فصبر أيوب على هذه المحنه ، وبعد ذلك امتحنه الله امتحان أصعب من الإمتحان السابق فمات جميع أولاده وبناته لم يبقى سوى رحمة زوجته الطيبة فصبر
وبعد ذلك امتحن الله امتحان أصعب وأصعب فابتلاه الله في جسده أصيب بالمرض وتقرح جلده وزاد ابتعاد الناس عنه خوفاً من العدوي وأصبح منزله خالياً ليس فيه ولد واحد من أولاده وهو شيخ مسن وزوجته أصبحت تبكي وجاء الشيطان يوسوس إليه وقال له : يالها من مصيبة كبرى سبعة بنين وثلاث بنات في لحظة واحدة ماتوا ولم ينصت له أيوب وصبر على هذه المصيبة .
فنظر أيوب إلى السماء وقال يارب امنحني الصبر ، وذهب الشيطان إلى أهل القرية وقال لهم إن الله قد غضب على أيوب فصب عليه بالبلاء وقال لهم الشيطان لقد أذنب أيوب ذنباً كبيراً وأحلت به اللعنه ومن الأفضل أن تخرجوه من قريتكم وذهب أهل القري إلى سيدنا أيوب وقالوا له أن بقائه أصبح خطر عليهم ومن الأفضل أن تخرج من القرية لكي لا تحل اللعنة علينا وان اللعنة قد حلت بك ونخاف ان تحل علينا فغضبت زوجته من هذا الكلام وقالت لهم انه نبي الله ولا يحق لكم أن تخرجوه من القرية ورد عليهم نبي الله وقال : أنه امتحان من الله سبحانه وتعالى وقد امتحن كثير من الأنبياء قبلي وردو عليه ظناً منهم وقالوا : إنك عصيت الله فغضب عليك وقالت زوجته : هل نسيتم إحسانه وكرمه عليكم ونظر نبي الله إلى السماء وقال ( يا إلهي أن كانت هذه مشيئتك فسأخرج من القرية وأسكن في الصحراء يا ربي سامح أهل القرية على جهلهم ) سبحانك يا الله بعد ما أراد أهل القرية أن يطردوه دعا لهم الله ان يسامحهم إنها أخلاق الأنبياء وفعلا نفذو ما أردوه وأخرجو سيدنا أيوب من قريته ولم يبقى معه سوى زوجته الوفيه المخلصه لم تتركه وحيداً بل ذهبت للعمل في المنازل لتوفر لها ولزوجها لقمة العيش بعد أن ذهبوا للعيش في الصحراء وكان سيدنا أيوب صابراً على الألم والمرض وأصبح لا يستطيع أن يتحرك من مكانه وذات يوم تأخرت زوجته عن العودة بعد ما ذهبت للبحث عن العمل وأغلقوا الأبواب في وجهها فاضطرت أن تقص ضفيرتيها لتبيعها مقابل رغيفين من الخبز وعندما عادت إلى المنزل ورأى أيوب ما فعلته بنفسها غضب كثيراً وحلف أن يضربها ولكنه لم يستطع ولم يأكل العيش فبكت زوجته كثيراً ولم تعد تتحمل هذه الحياة الصعبة وشماتة الناس بهم فقالت له زوجته إنك نبي الله يا أيوب إدعي الله لينقذنا من هذه المحنه فرد عليه أيوب وقال : لقد عشت سنوات طويله في عز وهناء أمتلك الأراضي والمزارع والحقول والمال والأولاد أفلا أصبر على حياة الفقر فقالت له زوجته أنا أتحمل الصبر ولكنني لا أتحمل شماتة الأعداء بنا ، وأصبح أيوب صابراً على الجوع والألم وأخذ يعبد الله ويشكره ولم يمل أبداً ويرضى بقضاء الله عليه ولكن أصبح الأعداء يشمتون فيه كل يوم عن الأخر ويقولون له ان الله سبحانه وتعالى غضب عليك فدعا أيوب ربه ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }} الآنبياء 83 – 84
بعد هذه الدعوة استجاب الله سبحانه وتعالى لنبيه أيوب فأضاء المكان بنور جميل ، وامتلأ الفضاء برائحة طيبة ، ورأى أيوب ملاكا يهبط من السماء ويقول له:
السلام على أيوب نبي الله ، نعم العبد أنه صابر و أواب ، إن الله يقرئك السلام ويقول: لقدأجيب دعودتك ، وإنما يوفى الصابرين أجرهم بغير حساب أضرب برجلك الأرض يا أيوب! واغسل جسدك في النبع المقدس .
ذهب الملاك ، وشعر أيوب بالنور يضىء في قلبه ، فضرب برجله الأرض ، فجأة انبثق نبع بارد طيب المذاق ، شرب أيوب من الماء الطاهر، وتدفقت دماء العافية في وجهه .
وعادت إليه العافية و القوة ، فأصبح إنسان جديد أقوى مما كان عليه قبل أيام الجوع والمرض واغتسلت أيضاً زوجته من النبع فإذا بها تحولت إلى شابه ورجعت لها عافيتها وسقي الأرض من مياه النبع فإذا بها تعود وتزدهر وتنبت بالأعشاب والنباتات وبعد ذلك راحت المياه لتروي قبور أولاد سيدنا أيوب الذين ماتو فعادوا إلى الحياة مرة أخرى وعاد كل شيء كما كان من قبل سبع سنوات .
هكذا هي قصة صبر أيوب التي يجب أن نأخذها عبرة في حياتنا ونتذكرها في كل الأمور الصعبة في حياتنا لنتعلم معني الصبر على المرض والصبر على المصائب والصبر أيضاً على فقدان أغلى الأحباب فهكذا هي أخلاق الأنبياء التي يجب علينا أن نتحلى بها في أخلاقنا وفي كل أمور حياتنا نعم هذا العبد العظيم من عباد الله على صبره وقوة تحمله يارب إجعلنا من الصابرين الشاكرين الساجدين له شكراً وحمداً على نعمك العظيمة