تعرف على أشهر تمور العلا السعودية.. وهذه طريقة حفظها
on- 2023-11-19 09:30:29
- 0
- 508
تتميز منطقة العلا في المملكة العربية السعودية بتفاصيلها الثرية وأشجار النخيل التي تتغذّى من الواحة والتربة الخصبة للوادي، وتنتج أفضل أنواع التمور في العالم.
ومن التمور الأكثر شهرة في العلا نوع يدعى "البرني" الذي يشكل 80 في المئة من المحصول في كل عام.
كما يتميّز المبروم الممتلئ بكونه متماسكا وحلوا مع نفحات غنية من التوفي، في حين تشتهر تمور المشروك بطعمها السكري الذي يدوم في الفم.
وتشمل الأصناف الشعبية الأخرى للتمور في العلا الحلوة والعنبرة والمجهول.
وفي هذا الشأن، أوضح المزارع أحمد زعير أن لدى أهالي العلا طريقة لحفظ التمور لسنوات من خلال ما يسمى "الشنة"، وهو موروث شعبي قديم.
ويستخدم فيها جلد الماعز الذي كان يستخدم لحفظ الماء، وبعد أن تتلف يقومون بحفظ التمور بداخلها، وخاصة تمرة "حلوة العلا البيضاء والحمراء".
وهذه مهنة متوارثة أباً عن جد، وفي حال عدم تعرضها للحرارة والرطوبة، فهي ستقوم بحفظ التمر لمدة تصل لخمس سنوات.
وأكد زعير أن الاختلاف بين الحلوة الحمراء والبيضاء أن الحمراء يكون الدبس والسكر قليلا فيها ولونها يميل للأحمر، أما البيضاء فهي شقراء اللون وسكرها عال.
بدوره، ذكر المزارع عبدالعزيز مورع الحربي، أنه يعمل في زراعة التمور منذ كان عمره 10 سنوات برفقة والده بمزرعتهم في الواحة بالعلا.
وقاموا بزراعة جميع أصناف التمور، بالإضافة إلى أصناف جاءت من خارج العلا مثل الروثانة وعنبرة المدينة، وظمية العيص.
كما بيّن أن ما يميز مزارعهم تمور "الحلوة البيضاء" والتي تلاقي إقبالا كبيرا، فعدد أنواع التمور في العلا تصل إلى 120 صنفا.
الجدير بالذكر أن مزارع النخيل في العلا تصل إلى 2.3 مليون شجرة نخيل وتنتج أكثر من 90,000 طن من التمور كل عام، ولكن بعيدًا عن الحلاوة اللذيذة مع كل قضمة، تلعب الأشجار الطويلة والبساتين الشاسعة جزءاً مهماً من الثقافة والاقتصاد المحليين وقد كانت كذلك لآلاف السنين.
ولطالما كان نخيل التمر محصولًا عزيزاً على الحضارات التي استوطنتْ في العلا. وفي الواقع، تشمل النقوش في جبل عكمة نقوشا عن أشجار النخيل.
وقد سمحت الواحة لنخيل التمر بالازدهار في المنطقة منذ الألفية الأولى قبل الميلاد عندما سكن الدادانيون واللحيانيون الوادي.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الحفريات الأخيرة للمدافن النبطية في الحِجر عن قلادات التمر، مما يُؤكّد على أهمية دور نخيل التمر في الحضارات القديمة.
ويُطلق على نخلة التمر أحياناً اسم "شجرة الحياة"، وقد وفّرتْ للمجتمعات استخدامات لا نهاية لها بعيداً عن موضوع الغذاء، حيث يُستخدم السعف كقش يُوضع على الأسطح لتوفير الحماية من الشمس والرياح الصحراوية.
في حين أنتجت المنسوجات الأكثر فنية مجوهرات أو سلال مزخرفة بشكل معقّد. وكانت الأشجار أيضًا مصدراً لا يُقدّر بثمن لمواد البناء، مما منح الشعوب القديمة وسيلة لصنع الحبال والسياج والأثاث.
وقد أقيم مؤخرا بتنظيم من الهيئة الملكية لمحافظة العُلا مهرجان العلا للتمور في نسخته الرابعة والذي أقيم تحت شعار "ذوق فخرنا"، وشهد مزاد التمور لهذا الموسم ارتفاعاً في المبيعات مقارنة بالموسم الماضي بنسبة 150%، وسجل المزاد خلال هذا الموسم بيع أكثر من 1255 طناً من تمور العلا وسط إقبال من الزوار والمقيمين.
وأسهم مهرجان العلا للتمور في زيادة فرص استثمار المزارعين في المنطقة لمنتجات التمور وزيادة نطاق تسويقها، وجذب المزيد من القوة الشرائية للسوق وتشجيع قطاع إنتاج وتصنيع التمور وتوسيع دائرتها وتهيئتها للمستهلك والمستثمر وتصديرها داخل وخارج السعودية.