عمرها أكثر من 400 عام.. قرية ذي عين التراثية في منطقة الباحة
on- 2023-10-26 12:38:24
- 0
- 864
على أحد مرتفعات القطاع التهامي بمحافظة المخواة في منطقة الباحة، تتربع قرية ذي عين التراثية، وتحيط بها الجبال من كل جانب؛ لتحفظ لها مكانتها التاريخية وتراثها العريق، وتصبح إحدى أهم القرى السياحية والأثرية في المملكة.
ويعود تاريخ قرية ذي العين إلى نهاية القرن العاشر الهجري أي الثامن الميلادي، مما يجعل عمرها أكثر من 400 عام، بحسب موقع منظمة اليونسكو.
وتستقبل قرية ذي عين التراثية أعداداً كبيرة من السياح والزوار. حيث يفضّل السياح والزوار قضاء أوقات ممتعة بصحبة عائلاتهم؛ نظراً لما تتمتع به منطقة الباحة من أجواء معتدلة ومناظر طبيعية ومواقع أثرية ساحرة، وبما تحتضنه من إرث حضاري وثقافي مهم. وعلى رأس تلك المواقع الأثرية قرية ذي عين التراثية التي يحرص على زيارتها أيضاً العديد من الوفود الخليجية والأجنبية.
واستمدت قرية ذي عين تسميتها من عين مائية تنساب من الجبال المجاورة، وتصبّ في عدة أماكن بالقرية، مما ساعد الأهالي على زراعة الموز والكادي والليمون والنباتات العطرية، عبر نظام للري ابتكره الأهالي لتوزيع المياه والسقاية. وقد نُسجت حول تلك العين ومياهها المتدفقة العديد من الحكايات والأساطير الشعبية؛ نظراً لتدفقها المتواصل عبر مئات السنين.
وتتميز قرية ذي عين بطرازها المعماري الفريد وجمالها العمراني المدهش، حيث هي إحدى قرى تهامة زهران، وتتكون من 85 منزلا تراثيا تراوح مابين الدور إلى الخمسة أدوار شيدت على قمة جبل أبيض، وتشتهر بزراعة الموز البلدي والكادي والنخل الباسق، وبعض الموارد الطبيعية الأخرى مثل المانجو والجوافة، كما تشتهر بجودة الصناعات اليدوية، والأكلات الشعبية، وتضم مسجدا ومصطبة بجانب الشلال، كما تمتاز القرية بعين ماء عذبة جارية على مدار العام تسقي الوجهات الزراعية. كما يوجد بها حصنان تاريخيان مرتفعان عن المباني؛ بهدف كشف كامل المنطقة المحيطة بالقرية من جميع الجهات.
ونظرا للميزات الطبيعية والتراثية والزراعية والتاريخية لقرية ذي عين التراثية في محافظة المخواة في منطقة الباحة، سارعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة إلى اللحاق بترميم وتأهيل وتطوير القرية، ومعرفة الخبرات المتراكمة وما تمثله من ضوابط مهنية كانت سائدة في مجال البناء بالحجر التقليدي لأبناء المجتمع المحلي في "ذي عين"، إلى جانب ما كان سائدا من موروث ثقافي واجتماعي واقتصادي وتأثيرها المباشر على العمارة التقليدية القديمة.
فمن خلال المواثيق العالمية الضابطة لأعمال الترميم ومن خلال الممارسة العلمية التي تؤمن بها هيئة السياحة التي تحكم أعمال الصيانة لأعمال الترميم التي شملت تنفيذ خطة عمل بترميم المباني المحاذية لمسار القرية المؤدي للشلال ومباشرة الأعمال في المباني الأكثر خطورة، بما يحقق الحفاظ على هوية القرية التراثية وتأمين وتسهيل حركة الزوار داخل القرية.
وتعيش اليوم قرية ذي عين مرحلة انتقال من الاندثار إلى الازدهار، حيث صدر قبل أربعة أعوام موافقة المقام السامي الكريم بترشيحها لمنظمة اليونسكو العالمية حيث تعمل هيئة السياحة على ملفيها الطبيعي والثقافي لإدراجها في المنظمة.