العقيق مستقبل الباحة الجديد
on- 2023-10-25 16:06:39
- 0
- 855
محافظة العقيق هي أكبر محافظات منطقة الباحة الست من حيث المساحة، وبوابتها الجوية، حيث يوجد بها المطار الإقليمي للمنطقة، وتبعد عنها نحو 40 كم، وتتبعها عدة مراكز هي مركز جرب والذي يعتبر مركزًا تاريخيا لمرور طريق الفيل عبره، ومركز كرا الحائط ومركز وراخ والبعيثة.
ومحافظة العقيق هي محافظة النخيل، التي تحفها الجبال الجرانيتية والحرات البركانية والأودية ذات الغطاء النباتي الكثيف، الذي يجعل من أوديتها منتزهات عامة وطبيعية، وهو ما نجده على امتداد الحقول ومزارع وادي العقيق وعلى امتداد وادي ثراد، وما نجده أيضًا في أودية مركز جرب وأودية كرا الحائط وغيره من الأودية التي تحفها الحرات البركانية التي تزيد من تداخل جمال الطبيعة مع جمال التضاريس المتنوعة، ولعل حرة المطار الإقليمي للمنطقة في العقيق يلفت نظر كل سائح وزائر إلى منطقة الباحة بوجود المطار على إحدى حرات المحافظة، ومناخ العقيق معتدل وممطر وحار ودافئ شتاءً، مما يجعلها القطب الآخر المنافس لتهامة الباحة للباحثين عن الدفء والأجواء الشتوية الرائعة، والخالية من الأجواء الضبابية الباردة.
المدينة الجامعية
وتضم العقيق مبنى المدينة الجامعية الجديدة لجامعة الباحة الجاري تنفيذه حاليًا في مدخل المحافظة، وتقام بها المدينة الصناعية وكذلك مبنى المحافظة ومركز للشرطة يتبعه العديد من المراكز والمخافر، كما يوجد بها مستشفى العقيق العام والذي تم افتتاحه مؤخرًا، وهو يخدم المحافظة والمراكز التابعة لها، ومبنى للبلدية ومركز للإشراف التربوي والعديد من الإدارات الحكومية الأخرى ومراكز الرعاية الصحية الأولية إلى جانب عشرات المدارس بجميع مراحلها التعليمية المختلفة للبنين والبنات، مما هيأ لها مقومات التنمية بأجلى صورها، وهو ما جعل سكان المحافظة يتطلعون في هذا العهد التنموي الزاهر إلى المزيد من لمسات العطاء والبناء والرقي لهذا الجزء من البلاد، من أجل دعم الانطلاقة الوثابة على مسارات النهضة الحضارية الشاملة التي تعيشها كل مناطق بلادنا الحبيبة.
وحظيت محافظة العقيق بدعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وبإشراف ومتابعة دائمة من قبل سموأمير المنطقة ووكيله لتتوالى مشروعات الخير والنماء بالمحافظة في كل القطاعات، لتشهد قفزة هائلة في نوعية وحجم المشروعات لتواكب حركة البناء.
وتعتبر مشروعات الطرق بالمحافظة نواة البناء التي خطط لها أمير المنطقة ، والتي ستحدث نقلة نوعية بالمنطقة بوجه عام والمحافظة بوجه خاص.مما يؤكد ان العقيق ستكون مستقبل الباحة الجديد في جميع المجالات التنموية والاقتصادية والتعليمية حيث تشهد المحافطة تحولات كبيرة على مختلف برامج التنمية
وتشكل محافظة العقيق في الوقت الحاضر همزة وصل تربط مدينة الباحة ومختلف محافظات المنطقة، ونقطة التقاء المنطقة بالمناطق المجاورة كالرياض وعسير ومكة المكرمة، حيث كانت وما زالت القلب النابض لمنطقة الباحة المليء بالماء والغذاء، ومحط رحال المسافرين للمنطقة عبر بوابتها الجوية، وهي الغنية بإرثها التاريخي العريق، والزاهية بحاضرها الرشيق.
سلة الماء والغذاء
وتعد محافظة العقيق المصدر الأساسي للمياه للباحة، فهي تضم العديد من الأودية كالعقيق واللحيان وجرب وكرا ووراخ وثراد، الأمر الذي جعلها تحظى بمجموعة من السدود العملاقة، من أبرزها سدي وادي العقيق ووادي ثراد اللذان يعملان إلى جانب السدود الأخرى على احتجاز مياه الأمطار، ثم ضخها عبر الشبكات الأرضية لمختلف أنحاء المنطقة.
وبالإضافة إلى كونها مصدرا غنيا بالمياه، فهي أيضا ثرية بالغذاء لكثافة مزارعها، حيث تشتهر بتنوع منتجاتها الزراعية كالتمور والقمح والشعير والخضراوات، والفواكه مثل العنب والرمان والمشمش والحمضيات.
وللجهتين الشرقية والجنوبية من المحافظة تاريخ عريق مع الماضي، فهي تحمل كثيرًا من الآثار البارزة، مثل طريق التجارة القديم أو طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي) الذي شهد في العصور البائدة مرور كثير من قوافل الحجاج والقوافل التجارية من مكة المكرمة وإليها، إضافة إلى العديد من الكتابات والنقوش الإسلامية التي يؤرخ بعضها بالفترة ما بين القرن الأول وحتى القرن الثالث الهجري، وبعض المواقع الأثرية الأخرى التي تؤرخ بالفترة الإسلامية، مثل موقع بهر وموقع جنوب غربي العقيق وقرية المعملة وروضة بني سيد وغيرها.
وتضم العقيق بين جنباتها من الجهة الشمالية عددًا من المناجم التعدينية، خصوصًا في موقع (اللغبة) الذي تنتشر فيه كميات من النحاس الذي أذكى الحركة التجارية إبان العصرين العباسيين الأول والثاني، فضلًا عن الجبال الجرانيتية والحرات البركانية التي تحف المحافظة، وللتجارة نصيب وافر بالمحافظة، حيث تضم مختلف الأسواق والمحال التجارية، إلى جانب السوق الشعبي بها المحدد بيوم الأربعاء من كل أسبوع الذي يتميز بكثرة الوافدين إليه من المهتمين بحركة التجارة من بيع وشراء من مراكز المحافظة كافة، ومن المحافظات المجاورة، وبخاصة في مجال تجارة المواشي التي تشكل الدخل الرئيس لعديد من سكان العقيق.
وتمثل محافظة العقيق الجزءين الشرقي والشمالي الشرقي لمنطقة الباحة، وتبعد عن منطقة الباحة 45 كم، وتعتبر العقيق هي أكبر محافظات المنطقة الست من حيث المساحة، فهي تلتقي حدوديًا مع محافظة بيشة التابعة لمنطقة عسير ومع منطقة مكة المكرمة لمجاورتها لكل من رنية وتربة التابعتين لمحافظة الطائف، وحظيت محافظة العقيق بنقلة نوعية في مشروعات البناء مثل إنشاء مطار الباحة الاقليمي الذي أحال المحافظة إلى بوابة جوية لمنطقة الباحة ومباني جامعة الباحة. كما ترتبط العقيق بالباحة بطرق مثل طريق بيشة العقيق، وطريق الطائف العقيق، وطريق بلجرشي العقيق، وطريق الأطاولة العقيق تحت الإنشاء، وطريق يربط العقيق بالرياض.
آثار وثقافة وفنون
من أبرز آثار العقيق كمايقول المؤرخ عبد الله عائض طريق الفيل في جرب، الذي يعبر عبر مركز جرب باتجاه تربة (التابعة لمحافظة الطائف)، وما يميز طريق الفيل في العقيق خاصة هو ظهور الطريق بشكل واضح للعيان في العديد من المواقع إذا ما تمت مقارنته بالعديد من الأودية التي يعبرها لعدة كيلوات دون أن يعثر له على أثر بين، إلا أن طريق الفيل يظهر ولمسافات في بادية العقيق محتفظًا بأرضيته الصخرية المرصوفة ومحتفظًا أيضا بالحواجز الصخرية على جانبيه في عدد من المواقع كما لا تزال النقوش، والأرقام تحف الطريق.
في العصور الإسلامية المبكرة خصوصًا في العصرين العباسي الأول والثاني وعلى وجه التحديد تم استخراج النحاس مما جعل مناجم العقيق تذكي الحركة التجارية على اعتبارها على طريق التجارة الرئيسي الذي كان يمر بين هذه المناجم مرورًا بمنجم العبلاء التابع لمحافظة بيشة بمنطقة عسير، حيث يعد هذا المنجم مجاورًا للعقيق مما زاد من ازدهار حركة التعدين.
وفيما يتعلق بالفنون الشعبية، فاللعب والعرضة والعزف على الربابة، من أبرز الفنون الشعبية التي تشتهر بها محافظة العقيق، إضافة إلى مجالس الشعر التي أنجبت عديدًا من الشعراء على الساحة الشعبية، وتظل محافظة العقيق في الوقت الحاضر شاهدة على حجم الإنفاق الحكومي التنموي فقد تم تخطيط معظم أراضيها، وحظيت بعديد من المشروعات التنموية كالسفلتة والكهرباء والهاتف والمياه والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية وغيرها، فضلًا عن المقار الحكومية لمختلف الإدارات التي نفذ معظم مبانيها على الطراز المعماري الذي تشتهر به المحافظة، وعلى نحو يتلاءم مع طبيعتها.
المشروعات
وتذخر العقيق بعشرات المشروعات الجاري تنفيذها،حيث استعرضنا خلال جولتنا في بلدية العقيق سجل المشروعات القائمة والتي تم الانتها منها وكان من ابرزها ،مشروع التخلص من النفايات وردم المستنقعات بمبلغ 10 ملايين ريال، وإنشاء مبنى وكراج ومستودع بمبلغ 6 ملايين ريال والحماية من أخطار السيول (جدران استنادية وعبارات) بمبلغ 4 ملايين ريال، وسفلتة وأرصفة وإنارة بالعقيق بمبلغ (3997000) ريال، وسفلتة طرق لقرى العقيق بمبلغ (3991000) ريال، والحماية من أخطار السيول بجسور بمبلغ (400000) ريال، كما تشمل تسوير مقابر بالعقيق وقراها بمبلغ (1294000) ريال، وتسمية وترقيم الشوارع (مرحلة ثانية - ب) بمبلغ (1000000) ريال، وتحسين وتجميل مداخل محافظة العقيق بمبلغ (5140780) ريال، وسفلتة وأرصفة وإنارة بالعقيق بمبلغ (6000000) ريال، وسفلتة وأرصفة وإنارة لقرى العقيق بمبلغ (5000000) ريال، وسفلتة طرق وربط لقرى العقيق بمبلغ (3000000) ريال، ومجمع أسواق خضار وفواكه ولحوم بمبلغ (2000000) ريال، وساحة إحتفالات مع قاعة بمبلغ (2976675) ريال، وإنشاء حدائق وملاعب أطفال بمبلغ (4869450) ريال، وأسواق شعبية للمراكز التابعة بالعقيق بمبلغ (4184950) ريال، وساحات احتفالات للمراكز التابعة للعقيق بمبلغ (2562626) ريال، وجسور وأنفاق لعبور المشاة بمبلغ (2708010) ريال وإنشاء منطقة صناعية بالعقيق بمبلغ (2674170) ريال، وإنشاء وتطوير حدائق وملاعب أطفال بمبلغ (1682535) ريال، بالإضافة إلى العديد من المشروعات الأخرى، سواء القائمة التي يستمتع بها أهالي المحافظة، أو التي مازالت على قيد الإنشاء، وتلك المنظورة على خطط التنمية في المستقبل القريب.