مدينة "الطيبات" .. معلم ثقافي وتراثي يثري ذائقة أهالي وزوار جدة
on- 2023-10-22 11:10:43
- 0
- 649
تُشكّل المتاحف التاريخية والمعارض، أحد المسارات السياحية الرائدة والمهمة التي حرصت وزارة السياحة على أن تكون من الخيارات الواسعة والبرامج لمسارات "روح السعودية"، التي تدعو لاكتشاف الوجهات الثقافية والمتاحف التاريخية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، وما تحويه من كنوز ومقتنيات حضارية تسرد قصص البناء للإنسان في المملكة .
وتمثّل المتاحف الخاصة نافذة ثقافية يتعرف من خلالها الزائر والسائح على الهوية التاريخية الثقافية للمملكة، كونها ذاكرة حيَّة تربط الحاضر بالماضي، ومنبرًا من منابر الوعي لتثقف أجيال المستقبل بهويتهم وتاريخ الأباء والأجداد لبناء مجتمع وحضارة أمة أنارت العالم قاطبة وتسيدت المشهد الإنساني والحضاري والعلمي لقرون.
وتعد محافظة جدة من أبرز المدن العربية التي ازدهر فيها المشهد الفني والثقافي وحظي باهتمام ساكنيها في الماضي، مما جعل معارضها ومتاحفها تقف بصورة مشرقة لتلبي مختلف الأذواق والاهتمامات في مجالات الفنون الحديثة، ومن أبرزها مدينة الطيبات العالمية للعلوم والمعرفة "متحف الطيبات".
وتروي مدينة " الطيبات " في محياها، العمارة القديمة المجسدة في مبانيها من أعمال خشبية فنية، على امتداد خمسين عاما من التجميع وخمسة عشر عاما من البناء تحقق الحلم لتحويل الخيال إلى واقع ممزوجاً بالعشق والكفاح لبلورة العزيمة والصبر حتى أصبح اليوم واقعًا ملموسًا يحكي تاريخ القرون وأمجاد أمة وواقع توحيد المملكة منذ البناء وحتى العصر الحالي.
وتعد " الطيبات " من الأماكن السياحية الثقافية المهمة للزيارة بمدينة جدة، حيث تضم طائفة واسعة من الآثار التي تعود إلى التاريخ الإسلامي والعصر الجاهلي، ومن أبرز العناوين التي تحمل الزائر في رحلة عبر الزمن للتعرف على تاريخ جدة خاصة والحجاز والمملكة قاطبةً للغوص في ثقافتها وتراثها، وتعد مثالاً حياً لطراز العمارة التقليدية في بلاد الحجاز، تم افتتاحها عام 1987م، وتتربع على مساحة تقدر بـ 18 آلف م2، أسسها الشيخ عبدالرؤوف حسن خليل، الذي حرص أن تكون المدينة محاكية لجدة القديمة ببيئتها وأزقتها وعمارتها ومنازلها ومساجدها.
ويفوح من أزقة ومباني مدينة " الطيبات " عبق الماضي التليد، ليلتمس زوارها الطابع المعماري الحجازيَّ الفريد من خلال الرواشين والمشربيات، ومجموعة الأعمال الخشبية والجبسية والزخارف الحجرية الدقيقة الموجودة فيها التي طغت على التصميم الخارجي والداخلي لصالات العرض ومكونات المتحف، كما تتيح مدينة الطيبات لزوارها فرصة استكشاف 365 قاعة تعج بالقطع الأثرية والتحف النادرة، موزعةً على 12 مبنى , بني بطراز معماري فريد يسجد العمارة الحجازية العريقة، ليحكي كل مبنى ثقافات وحضارات من قبل التاريخ وحتى العصر الحديث.
وتضمُّ مدينة " الطيبات " أربعة أجنحة مميزة هي جناح الثقافة العامة على لوحات جدارية تراثية توضح تاريخ الحضارة الإنسانية من العصر الحجري وحتى العصر الحديث ، وثانيها جناح الحضارة الإسلامية يضمُّ المصاحف والمخطوطات العلمية والأسلحة، إضافة إلى الأواني الفخارية والملابس القديمة لأهل المملكة، ومجموعة تراثية نادرة من كسوة الحرمين الشريفين القديمة، فيما يتناول جناح التراث السعودي تراث وتاريخ المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتراث وتاريخ مناطق المملكة .
كما يحوي الجناح أيضاً ركناً خاصاً بمؤسس المتحف الذي يعرض فيه إنجازاته ومراحل حياته، فيما يحوي الجناح الرابع التراث العام من عرض مجموعة متنوعة من صور الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويضم أيضاً قاعات للفنون التشكيلية تحوي أجنحة خاصة بلوحات الفن التشكيلي السعودي ، وكذلك تضم بيت عبد الرؤوف حسن خليل، ومركز الفرقان لتعليم القرآن، والمكتبة العامة، والمسجد والمقعد الكبير، إضافة إلى محال لبيع "الأنتيكات" والتحف والهدايا التذكارية، التي يحرص الزوار على اقتنائها وشراء بعض الهدايا والتذكارات للأهل والأصحاب.