"النهمة" من أهم أنواع الغناء الشعبي البحري منذ القدم
on- 2023-10-17 14:02:07
- 0
- 1030
ستطلق هيئة المسرح والفنون الأدائية مهرجان "النّهام" في المنطقة الشرقية، وذلك للاحتفاء بجذور فن النّهمة ومكانته الثقافية في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.
والهيئة استوحت اسم المهرجان من "النهّام" وهو الشخص الذي كان يصدح بغنائه على سطح السفينة بأغانٍ بحرية مميزة تبث الحماس في صدور الغواصين المتجهين لصيد اللؤلؤ.
وتعد أغاني "النهمة" من أهم أنواع الغناء الشعبي البحري المعروفة منذ القِدم في منطقة الخليج العربي، والتي لا يزال لها حضورٌ مميز في قائمة الفنون الشعبية، حيث كان البحارة يستخدمون الشعر والفن قديماً للتعبير عن شقائهم ومعاناتهم مع البحر، وكان الشعراء يتناولون حياة البحارة في قصائدهم، لينشدها بعد ذلك "النهّام" في الرحلات البحرية الطويلة.
وعرف فن النهام بأنه غناء يواكب سير العمل في السفينة، وهي فن مقصور على البحر والبحارة في سواحل الخليج العربي في البحرين، الكويت، الإمارات، قطر، السعودية، ويحتوي على أغان من نوع "اليامال والخطفة والمداوى والفجري" والأغاني الشعبية الخفيفة التي تخضع لقواعد معينة، وكذلك أغاني الزهيري والموال وترانيم واستهلالات وأدعية وابتهالات كلها تدخل في "النهمة" ويغنيها النهام. ولا يستخدم في هذا الفن أي من الأدوات الموسيقية المتعارف عليها في المنطقة لأنه غناء يهدف بالدرجة الأولى إلى بعث الحماس في نفوس الصيادين وتشجيعهم على العمل وبذل الجهد لتحقيق الصيد الوفير والعودة الغانمة.
والنهمة، مصطلح عرفه البحارة بإطلاق الصفة على أغاني البحر والنهمة كما عرفها أصحاب اللغة، تعني الناهم، وهو الراهب والصاروخ، والمصوت، قولهم (والنهامي، الراهب لأنه ينهم أي يدعو) والدعاء في هذه الحالة ينطبق تماماً على ما يدعو إليه الناهم في البحر لإنجاز حالة من الحالات في شتى مناحي العمل.
والنهمة، وإن كانت غناء واكب سير العمل في السفينة، إلا أنها تخضع لقواعد معينة من الألفاظ والترانيم والاستهلال والنحب والهمهمة (النحب والهمهمة: أن يردد كلامه في صدره ولا يخرجه) ، بجانب ما يكتنف ذلك من حكم وأمثلة وأدعية درج على سماعها البحارة، فكانت بالنسبة لهم جزءا لا يتجزأ من سير حركة العمل بمصاحبة نوع من الغناء الذي لا يستغنى عنه بأي حال من الأحوال.
والنهمة في أبسط صورها تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
1- اليامال، وهو نوع من الغناء يختص بالسرد الإلقائي (ريسيتاتيف) على ظهر السفينة وخارجها.
2- الخطفة، وهي نوع من الغناء، يختص برفع أشرعة السفينة لإبحارها باتجاهات مغايرة.
3- الحدادي، وهو ما يفتقر إليه البحارة لاستعادة نشاطهم وقت الراحة في الوقت المناسب.
وهذه الأنواع الثلاثة يقوم كل منها بوظيفة معينة من الضرب والغناء في حين أن كل واحد منها ينقسم إلى عدة فروع، أهمها:
الخطفة : يختص هذا النوع من الغناء برفع أشرعة السفينة من أجل ابحارها باتجاهات مغايرة . وتنقسم هذه الخطفة إلى عدة فروع مختلفة من الضرب والغناء ، أهمها:
خطفة البومية
خطفة الشومندي
خطفة العود
خطفة الجيب
خطفة الكابية
خطفة دواري القلمي
اليامال : يختص هذا النوع من الغناء بالسرد الالقائي “ريسيتاتيف” من على ظهر السفينة وخارجها . ومن أنواع اليامال :
يامال راكد
يامال البدينة
ياهي يامال
الحدادي: أخر نوع من فن النهمة وهو الحدادي . يأتي هذا النوع بإفتقار البحارة في استعادة نشاطهم وقت الراحة . يشكل هذا الفن للوحدة الفنية القائمة بذاتها والتي تندرج تحت قائمة ما أسميناه بالفنون البحرية الخفيفة . هذا النوع من الغناء يقوم به البحارة خلال وقت فراغهم من عمل معين لاتخاذه وسيلة من وسائل المرح واللهو .
النوع الأول من فن الحدادي
يتم هذا النوع بعد انتهاء العمل مباشرة من أجل مواصلة عمل آخر ، مثل :
جفت الشراع
الياملي
السيملي
لمة المجيب .
يهدف هذا النوع إلى الترويح عن النفس بعد فترة العمل ، مثل:
الحدادي الحجازي
الفجري
الشيبثي
الحدادي المسروق
السنكني
الحدادي الحساوي