«حياكة السدو» من المهن والحرف القديمة الأصيلة

on
  • 2023-05-29 11:39:00
  • 0
  • 1831

السدو من الصناعات الشهيرة في التراث السعودي، ومنه يصنع الكثير من السجادات والخيام ورحال الجمال وعدد من الأدوات الأخرى، ويعد ثقافة وموهبة ومصدر دخل، ولا سيما لدى النساء اللاتي أخرجن طاقاتهن الفنية فيه قديماً، ونجحت السعودية مؤخرا في تسجيل عنصر «حياكة السدو» ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونسكو» كملف مشترك مع دولة الكويت الشقيقة.

السدو فن وليس حرفة فقط، وهي صناعة عريقة تمارسها النساء في المملكة منذ القدم، وتبدأ أولًا بجمع المادة الخام من صوف الأغنام الذي يجزّ، أما وبر الإبل فيجمع ولا يجز، ويمر بمراحل عديدة، تبدأ كذلك بتنظيف المواد الخام من الشوائب التي تعلق بها، وتمر على عملية النفش التي تجعلها أكثر نظافة.

وبعدها تأتي عملية الغزل عبر خيوط دقيقة، ويعتمد ذلك على مهارة الأيدي التي تغزل، ومجموعة من الأدوات هي: "التغزالة" التي يلف عليها الصوف، و"المغزل" وهو أداة خشبية، تتوسطه سنارة من الحديد تصنع بها الخيوط الدقيقة، ثم تحتاج إلى عملية صباغة.

ويستخدم "المغزل" في عمل السدو، لغزل الخيوط، ثم بعد ذلك برمها وتمديدها، وأخيرًا "سدوها"، ويستغرق أوقاتًا طويلة، حيث يعمل النساء بالماضي من الصباح الباكر حتى غروب الشمس، وتعد حياكة الصوف والوبر من المهن والحرف القديمة وصناعة أصيلة استمدت إمكانياتها وأدواتها مما توفره البيئة قديمًا،وكانت المرأة السعودية والشمالية خاصةً يعملن بحياكة الصوف؛لتوفير مايلزمه منزلها من السدو والمفارش وغيرها آنذاك

و صباغتها أحيانًا تكون طبيعية من نباتات البيئة، والأعشاب، ثم عملية برم خيوط الصوف، والقران بين خيطين مغزولين اثنين، وعملية "البرم" بنفس الأداة التي عملت بها الغزل لتعطي خيطًا أسمك وأقوى، ثم تغزل الخيوط وتمزج لتقديم قطع فنية جميلة؛ وكانت هذه القطع تلبي احتياجات أساسية في الماضي يحتاجونها في حياتهم المعيشية.

وكانت النساء يرسمن فيها ما يشاهدنه في البيئة والطبيعة، و"ضروس الخيل" و"اللويجان"، وتكون على شكل المعين والمثلث بشكل هندسي، وهذه من أبرز نقوش السدو، ثم دخلت نقوش ورموز ثمودية وجدت في نقوش الحجارة الموجودة في مختلف مناطق بالمملكة.

وأصبح "المغزل" من المهن التي يتم استقطابها في المهرجانات الوطنية   مثل مهرجان السمن الدولي بالحدود الشمالية حيث  يحمل الزوار إلى عبق الماضي الجميل وزمن الآباء والأجداد،وذلك من خلال استعراض مقتنيات وأدوات الحياكة التي كانت تستخدم بالسابق، ومن أبرزها "المغزل" الذي يعد من أدوات حياكة الصوف الرئيسة في الماضي؛لكثرة استخدامة التي تستغرق وقتًا طويلًا

 يمكن الاستفادة من السدو  في تكوين القطع الفنية، والحوافظ، والحقائب النسائية، واللوحات البسيطة الصغيرة، ويمكن عمل بعض المنتجات الأخرى، خاصة مع دخول السدو إلى مرحلة النسيج والبرمجة الإلكترونية".

و أدوات المرأة الناسجة في عملية غزل وحياكة الصوف، وهي:

- التغزالة: وهي عبارة عن عصا يلف عليها الصوف غير المغزول.
- المغزل: هو عصا خشبية ينتهي أحد طرفيها بخشبتين، طول الواحدة منها ٥ سنتيمترات تقريباً، وهي مصلبة الشكل، يتوسطها خُطاف لبرم الصوف الملفوف، وتحويله إلى خيوط تُجمع على شكل كرات.
- النول: وهو آلة الحياكة، يُعبر عنها بخيوط ممتدة على الأرض تربط بأربعة أوتاد على شكل مستطيل.
- المنشزة: وهي قطعة خشبية مستطيلة الشكل ذات طرفين حادين، وتُستعمل لرصف الخيوط بعد تشكيلها.
- الميشع: وهو عصا خشبية يُلف حولها الخيط على شكل مروحي، ويُفك جزء منه بطول مناسب قبل إدخال لحمة جديدة.
- القرن الغزال: ويستخدم في فصل خيوط السدو عن بعضها البعض ووضعها في ترتيب صحيح أثناء حياكة الزخارف والنقوش.
- المدرة: وهي مقبض خشبي مثبت به ذراع حديدي قصير ينتهي بطرف مُنْحَنٍ، ويُعتبر تصنيعاً جديداً لفكرة القرن.
- المدراة: أداة مصنوعة من الحديد أو الخشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه، ويُرجّل به الشعر الخام المستخدم في حرفة السدو.
- الصوف: وهو من أكثر الخيوط شيوعاً؛ لوفرته ولسهولة غزله وصباغته ونسجه.

 تعتمد صناعة "السدو" على جهد المرأة في المقام الأول، وتعبر من خلاله عن تقاليد فنية عريقة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ؛ حيث تتفنن في زخرفته بنقوش كثيفة، تعبر عن رموز ومعانٍ مختلفة تحمل دلالات اجتماعية مختلفة مستوحاة من طبيعة أبناء البادية، منها وسم القبيلة والمواسم، وهو يتميز أيضا بألوانه الزاهية المتنوعة.

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا